|
أكبر كذبة في التاريخ...من يبيع الوطن...من أجل السودان...فلنجتمع هنا كما جمعتنا الخرطوم
|
ظللت لفترة طويلة وأنا أدرس الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي ..الخ للسودان جمعت فيها الكثير من التقارير وأطلعت على الكثير من الدراسات والبحوث دخلت معظم المنتديات السودانية إن لم تكن كلها لا أعرف من أين أبدأ وإلى أين أنتهي ولكن خلصت إلى أننا نعيش في حالة من التخبط بل إننا من أحقر أنواع البشر الذين يجلدون الذات وأصبحنا أسوأ حالاً من العراق الذي تفتت ووصل عدد الضحايا إلى مليون ومائتا إنسان حسب آخر إحصائيات فكم وصل عدد ضحايانا من الأكاذيب التي تنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة؟ وكم صنعنا من أحقاد وفتن بين مجموعات ظلت تعيش آلاف السنين في أرض واحدة ؟ كل هذه الأطروحات التي أطلعت عليها لا يحكمها وازع ديني أو أدبي أو أخلاقي بل إنها تدمر ما تبقى من قيم تنادي تارة بالديمقراطية وتارة بالحرية وحيناً برد حقوق المهمشين والمساواة و... و... و... وأختلطت الصالح بالطالح وأصبح الكل قاضي ينقل من هنا وهنا ويلصق هنا وأصبحنا كلنا نفتي ماهو الطيب وماهو الخبيث دون أن ندري ما هي عواقب ما نكتبه ، فأين القيم التي نشأنا عليها كسودانيين. أصبحنا !!! أصبحنا !!! في مهب الريح والكل يتربص بنا وبخيراتنا وبأمننا واستقرارنا، وأن دولاً عديدة تود عنَتَنَا وقد بدت البغضاء من أفواه قادتها الذين ساءهم ما حبا الله السودان من نعم ، فسعوا حسداً وبغياً إلى القضاء على ذلك كله، وجعلوا من سياساتهم الاستراتيجية البعيدة المدى إظهار جزء من أرضنا وأبنائنا بأنه الجزء الباغي الظالم القاتل الناهب وصنع الحجج والأقاويل والحكاوي التي فاقت أفلام الخيال العلمي تمهيداً لغزو بلادنا. وكانت من أسوأ طرقهم لتحقيق ذلك هي نحر السودان بيد بعض من أبنائه المغفلين بتجنيدهم وتحويلهم سهاماً وأقلاماً وأصواتاً وقلوباً مسمومة ملأت بالحقد والكراهية وكل هذا لم ينشأ من فراغ وإنما نشأ وترعرع في جو من التفسيق والتبديع والتضليل حتى وصلنا إلى ما نحن عليه وأصبحنا نتسول العالم لنصلح ذات بيننا ونبني بيتنا الذي هدمناه بأيدينا. فأين العلماء ورجال الفكر وأين معلمينا وأين .. وأين .. وأين؟ وأين أصبحنا نحن ؟ لم أجد في كل هذه التكتلات والزعامات والجماعات والمؤتمرات والنقابات و...و...و...الخ أي مجتمع تسوده روح العدل والإنصاف والتسامح، وإشاعة روح الحوار والنقاش، وتقبل الرأي الآخر بل كل الأحاديث تتصف بالأحادية التي تعتقد أن للحقيقة وجها واحدا. وهذا ما جر علينا ما نعانيه من الضيق بما يخالف ما نراه نحن. ومن المسلّمات أنه لا يوجد اتفاق بين الناس على رأي واحد حتى في العلوم الطبيعية الصرفة. بل إن من المستحيل أن يتفق متكلمو أية لغة على ما تعنيه أية كلمة في لغتهم. فما هو هذا الفكر الضلالي الذي نعيش عليه يا أمة سودان مات قبل أن يموت ؟ وماهو مفهوم الخطاب المسالم الذي يردده البعض ؟ أن تحتل أرضنا من جديد من أجل كذبة سبقتنا إلى العراق وإلى ... وإلى ... وإلى .... كذبة بها يقتل شعبنا أو أن تخترق حصوننا وتدمر ما تبقى من قيمنا وتلوث كرامتنا ونكمم أفواهنا، كل يوم نكتب ونكتب ونكتب ونزيد من احتقان المشاعر، و بل إن هناك من يعترض على الخيارات الفكرية للآخرين، ويقيم من نفسه رقيبا على ضمائرهم، ويبحث عن الأعذار للكلاب الضالة التي تنهش في وطننا من كل الأطراف ، هذا مع أن الواجب الأول لنا جميعا أن نقف صفاً واحداً في كل ما يمس هذه الأرض التي أنجبتنا.
|
|
|
|
|
|