اه من أرق يجانب عيني... ومن ضيق يضيق بي.. ومن ألم يعصف بقلبي

ان تتزلل وتظل تدافع عن من تكون ومن انت.. هذه كارثه.. ان تكون دوماً في موقع الدفاع.. هذه معضلة.. ان تقف وتشحذ ترسانه امامك وتغلق اذنيك كي لا تسمع الكلام البذيء .. تلك هي اكبر محنه يمكن أن تمر ... تربيت في بيئة نظيفة.. في بيت مليء بالفكر المؤدب.. كان أبي كمن وضعنا في معسكر لصقل الشخصية والأخلاق لمدة قد تصل إلى مدى الحياة.. وكانت أمي تزرع كثيراً من ورود الصدق والمحبة والتسامح بقلبها الكبير الذي يرف كشجرة... ساهمت الغربة في زيادة هذا المعسكر انغلاقاً.. ولم نكن نر شيئاً من تعاسة الدنيا.. لا أتحدث عن عيش رغد.. ولا أسبّح باسم المكيفات والهامبورجر والبيبسي.. اتكلم عن هواء نقي اتنفسه يوماً بعد يوم.. عن بيت متسامح.. عن كلام ينأى عن البذاءة...

حين أتشاجر مع مازن أخي... نأخذ (العلقة) كلانا.. كيف لنا أن نتشاجر في الأساس! فنحن أخوة؟!! الطريق الأفضل أن نتحدث دون أن نستخدم الأيدي في شجارنا! حين اعترف بخطأ ارتكتبه اكافىء على الصدق بداية..ومن ثم اوبّخ على الخطأ.. أمّا إن كذبت.. فكان لأبي "سوط" اسمه "سوط السنافر!!!" ... عبارة عن سلك أبيض يستخدم لتوصيلات التلفزيون، ملفوف أكثر من لفّه.. هذا مخصص للكذب فقط... و(العلقة) لا يمكنها أن تتجاوز الخمسة جلدات.. لكنها تجعلني أتذكر في كل مرّه أن الصدق سيبعدني عن هذا السوط.. هذا بالطبع كان حين كنت لا أتجاوز العشرة سنوات.. ولم تفشل طريقتهما في أن ينتجا أولاداً من الصدق بحيث أنهم (على قولهم) "عورا"!!!

فوجئت بأني (عويرة) لأني صادقة.. وفوجئت بأن هذا العالم مليء بالكذب... هل يكذب الانسان على نفسه؟ لم أصدّق هذا حتى رأيته بأم عينيّ... بطني "طمممممممممممممممممت" واعاني من حالة غثيان مستمر ما أن ارى هذا المكان.. كان قد أشع بنور خفيف أيام موت الأستاذ الخاتم عدلان رحمه الله.. رغم اتشاحه بالسواد القاتم.. ولكنه عاد إلى ظلمته وتبلده وقرفه الآن... الظلم مستشري ويتراوح فيه كذّابون على انفسهم وعلى الناس...

من أنا كي أنتقد... ومن انتم كي تنتقدوني!! من أنا كي اتحمّل كلاماً بذيئاً يعف لسان عن قوله.. وأذني عن سماعه.. وقلبي عن تلقيه!؟؟ من أنتم كي تحكموا عليّ وعلى جدّي .. وعلى أمي وعلى أبي.. فوالله ولا فخر .. لم أر أجمل من جدّي .. ولا ابي ولا أمي.. يغتالني غضب داخلي.. رغم أنهم علموني أن أدير خدّي الأيمن والأيسر ووجهي كله عدّة مرات.. صبراً على الأذى واحتساباً لأمري عند الله.. ورغم ان هذا قد نجح معي كثيراً في كل مناحي حياتي.. لكنه فشل هنا.. لن أحتمل قولاً آخر بذيء..

مداهنه وكذب والتواء... كل من هب ودب يركب "لينا في راسنا!"...أي واحد عايز ليه موضوع يقول ليك الأستاذ!... انتو بتعرفوا شنو للأستاذ!!! والله كان عرفتوه تصمتوا أدباً عند ذكر اسمه.. ولو ما بتعرفوهو، اتقوا الله فيما تجهلون....... ما عايزين تسامح وكلام محترم.. عشان كده البديكم على راسكم بتحترموهو... من يجابهونكم بالقوة.. فلهم "الحب والاحترام"...لا حب ولا احترام من الآن فصاعدا أنتم لا تستحقون هكذا قيم.. ً.. من يحترمني ويحترم فكري ويحترم أهلي.. مرحباً به وأهلاً.. ومن لا يحترم كل هؤلاء.. فله القانون لينصفني...ولن أترك حقّي مرّه أخرى... ولن أصمت مرّه أخرى...



أنا جمهورية... ومن بيت شريف وعفيف ومن أصل رفيع... احترمتوني؟ .. فمرحب... لم تحترموا ...فلكم دينكم ولي دين...

بالطبع حديثي موجّه لمن يجد في نفسه كفاءة "الكذب والكلام البذيء" ... !


ابتعدوا عنّي..


الله الغني عنكم


بنت الحسين