|
هذا مارايناه ولم يحكه لنا أحد!
|
هذا ما رأيناه من صور خرجت وعرضت على الملأ بعد تحرير غزة من ايدي الفتحاويين الغزاة !! راينا وحوشا تتقاتل من اجل سلطة داخل زنزانة يأكل الواحد منهااحشاء الآخر متناسية سجانها فيما العالم يراقب بذهول ويتساءل ما إذا كان الفلسطينيون قادرين حقا على حكم انفسهم. قتل الجرحي داخل المستشفيات وتصفية العناصر التي تستسلم من الفصيل الآخر واطلاق النار على المتظاهرين الذي طالبوا بوقف الاقتتال ، اثار الاشمئزاز في أرجاء المعمورة .. أما ادعاء الحماسيين بأنهم حرروا غزة من الفتحاويين “اعوان اسرائيل” فقد اضاف إلى الاشمئزاز جرعات من الازدراء. ٍرأينا سميح المدهون الذي وقع في المحظور وأرتكب عظائم الأمور عندما اختار (فتح) وانضم إلى صفوفها ولم ينتظر قليلا حتى تولد (حماس) ويصل المجاهدون الأشاوس إلى السلطة فاستوجب القصاص، ليس بالطريقة المتخلفة لمحاهدي العراق الذين يقطعون رؤوس الكفرة - واغلبهم إما سنة وإما شيعة ونادرا ما يكونوا من احفاد القردة والخنازير! نعم القصاص هنا بالرصاص. وليس بطلقة أو بطلقتين وانما بمائة طلقة تحول الجسد إلى كومة لحم معجون بدم فلسطيني قالوا لنا حتى الأمس بأنه (خط أحمر)!! هذه صورة من عشرات الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام العامة ودخلت بيوت الناس في كل الدنيا . ٍ رأينا ورأي العالم معنا محرري غزة وهم يقتحمون المقر الرئاسي وينتزعون صورة “أبو عمار” لتدوسها الاقدام .. (حتى أبو عمار ؟! ألا تستحون؟!!) ٍ رأينا ورأي العالم معنا فلسطينيين عراة حفاة يرفعون ايديهم واجسادهم ترتعد حرقة وألما ورعبا أمام بنادق من يسعون لتحرير القدس كما حرروا غزة . حمى الله القدس من هكذا محررين وهكذا مجاهدين فلو استبيحت من أمثال هؤلاء لتطايرت مآذن وقباب المساجد والكنائس والمعابد في المدينة المقدسة كما تتطاير مآذن وقباب المساجد والمراقد اليوم في العراق. المتطرفون في تاريخنا فعلوا ما هو أسوأ : ألم يقذفوا الكعبة بالمنجنيق . ألم يسرقوا الحجر الأسود .. ألم . . ألم . . ألم. . حمانا الله من هذا التطرف ومن هذا العنف الأعمى
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا مارايناه ولم يحكه لنا أحد! (Re: Deng)
|
أخى دينق شكرا على المرور اسمح لي بأن اقول لك أن ملاحظتك ليست صحيحة تماما، اعتقد أن لي مساهمات متواضعة في هذا المنبر توضح وجهة نظري فيما جري ويجري في الوطن هاك واحدة اخترتها بصورة عشوائية وأحسب اني كتبتها بمناسبة التوقيع على اتفاقية السلام مع خالص التقدير
يستحق أهل السودان أن تتاح لهم فرصة للتحاور والنظر في حاضر ومستقبل بلادهم، بعيدا عن قعقعة السلاح وضجيج التطرف وسياط القمع. والسودانيون أكثر الناس قدرة -إذا ما جلسوا إلى طاولة واحدة - على الوصول إلى حل وسط . فالسوداني وسطي بطبعه ، متسامح بالتراضي وهذه الأخيرة بالذات قد تكون هي مصدر الداء، لأن بعضهم لم يدرك أنها نتيجة لتراكمات التجارب عبر القرون واعتقد أنها ليست أكثر من (ضعف دين) فحاول إصلاحه، فخرج عن المعادلة - خلال فترات طالت حينا وقصرت حينا آخر - ليدخل السودان وأهله في متاهات الحرب والمجاعة ومختلف المظالم التي سادها التشريد والاقصاء، وإن اشتملت أيضا على الاسترقاق والقتل الجماعي. وفي اعتقادي أن تجربة السنوات الأخيرة تعطينا مثالا صارخا ، للمآسي التي يتمخض عنها الخروج على معادلة التسامح والتراضي.. ولأن الطبع يغلب على التطبع، اعتاد السودانيون أن يفاجئوا العالم بعودة جماعية إلى الأصل في تناغم مع معادلة الوسطية التي لا يكون السودان سودانا إلا بها. ولعل عوامل عدة تداخلت في صنع هذه المعادلة التي اتمني أن يعكف على سبر أغوارها أهل العلم والاختصاص، منها في اعتقادي أن السودان بأنهاره وغاباته وسهوله ومراعيه الممتدة إلى ما لا نهاية جعل الحياة سهلة على أهله وجعل أهله يقبلون بكل قادم جديد، ولا يشعرون أبدا بأنه يشكل عبئا عليهم ، فكان السودان أرضا تستقبل القادم وتستوعبه، أرضا مفتوحة على العالم . . جاءها العرب وغير العرب من الشرق والشمال قبل الاسلام. . ودخلها المسلمون بعد خروحهم من الاندلس، ووجدت الصوفية القادمة من المشرق والمغرب أرضا خصبة في هذه الطبيعة الوسطية والمتسامحة، فهذبتها إذ انتشرت في شماله وشرقه وغربة، واستقبلت القبائل السودانية في الجنوب الهجرات، وبقيت في غالبيتها على دياناتها المحلية السامية المتعالية كغابات الاستواء والممتدة مثل مراعي الجنوب، تتعاطى مع الشمال والغرب والشرق بالسامح والتراضي ،وتفتح صدرها الواسع لكل القادمين. . اعتنق بعضها الاسلام واعتنق بعضها المسيحية وبقيت الغالبية على دياناتها المحلية السامية . هذه هي حقيقة السودان . . كل من حاول أن يقفز عليها اصطدم بواقع السودانات الكثيرة التي تتحالف ضده . فالمعادلة في السودان لا يمكن لها أن تقوم - على الأقل في حدود الخريطة السياسية التي انتهت إلى حيث انتهت جيوش محمد على باشا - إلا على التراضي .. ومفهوم التراضي هذا بأبعاده الاثنية والثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية لايجد تعبيره إلا في الدولة الديمقراطية التعددية التي تحتكم لدستور يفصل بين السلطات ويضمن استقلالية القضاء والحريات الأساسية المنصوص عليها في المواثيق الدولية ، دستور منفتح باتجاه مزيد من الحرية منغلق بوجه كل ما يمكن أن يفتح بابا لتقييدها. ما يجري الآن في السودان ليس هو نهاية المطاف، إنها عودة إلى نقطة البداية الصحيحة، محاولة لاسترجاع لحظة تاريخية تركناها تفلت منا عام 56 ، بمعنى أن المطلوب الآن هو إعادة تأسيس للسودان .. السودان الجديد.. وهي مسألة ليست سهلة على الاطلاق .. ولكن السودانيين يستحقون هذه الفرصة التي أعتقد أنها لم تتح لغيرهم من قبل ، وهم يستطيعون أيـضا. أن يصنعوا السلام . يستطيعون لأنهم يعشقون مفاجأة العالم. منصور شاشاتي
| |
|
|
|
|
|
|
|