|
الطاهر ساتي- « قدرة القادر » .......؟؟
|
السيد وزير الدولة بالعمل لم يتفوه بفاحش قول ولم يأت بفعل مشين ، فلماذا يطالب اتحاد عمال السودان باقالته أو استقالته ، ثم يصفه بالجهل وعدم الفهم ويتمادى - بلاحياء - زاعما بانه جاء الي تلك الوزارة ب « قدرة قادر » .. لم كل هذا الغضب الأعمى والخصام الفاجر .. فالسيد وزير الدولة لم يتحدث كذبا ولم يختلس مالا عاما و لم يقطع رزق عامل بسيف الصالح العام ، بل كل ذنبه انه قرأ الخارطة السياسية بعمق وحكمة وتأمل في أوجه تحولاتها الديمقراطية ثم رأى أن اتحاد العمال لم يعد يمثل - ونقابيا - كل عمال السودان بألوان طيفهم السياسي ، ولم يعد يشبه - تنظيميا - الواقع السياسي الراهن ولا المستقبل المرتجى ، وبرؤيته - التى هى رؤية كل أهل السودان - أبدأ رأي مفاده ضرورة حل اتحاد عمال غندور ليحل محله اتحاد عمال السودان ..!! ** أين الخطأ - في حديث د . محمد يوسف أحمد المصطفي - الذي ارغم اتحاد عمال غندورعلى اصدار بيان جوهر كلماته أقبح من مظهرها ، ولا يليق أن تصدره جهة نقابية مهما كان حجم خلافها مع أية جهة رسمية ، هل أخطأ السيد الوزير حين أعاد الى ذاكرة عمال السودان شريط ذكريات العهد الأحادى الذي فيه تم تجميع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد ..؟.. أم أخطأ حين أشار- ضمنيا - بأن اتحاد عمال غندور جاء في زمان الاجماع السكوتى .. أم أخطأ حين ذكر - تلميحا - بأن رئيس الاتحاد المستقل هو ذاته امين امانة في الحزب الحاكم ..؟.. أين الخطأ في كل تلك التلميحات والاشارات والتوضيحات ..؟.. كل ذي ضمير متصالح مع ذاته ليس له خيار الا الانحياز لموقف الوزير ورؤيته - لشكل ومضمون - الاتحاد ، والاتفاق مع الرؤية والموقف بنزع الاتحاد من براثن الاجندة الحزبية واطلاق سراحه في رحاب الاجندة الوطنية القومية الشاملة ..!! ** فليكن السيد الوزير شيوعيا ، كما زعم بيان الاتحاد ، أو فليكن شيعيا ، لا علينا ، فليصنفه الاتحاد كما يهوى ، موقف الوزير في هذه القضية لا يضره التصنيف ابدا ، خاصة أن رئيس الاتحاد أيضا مصنف ضمن النافذين في المؤتمر الوطني، وان كان رئيس الاتحاد يتباهى بحزبه الحاكم فلماذا يحرم على الوزير الانتماء لحزب معارض ويعتبر هذا الانتماء اساءة ..؟.. وهل - بالله عليكم - أفعال حزب الوزير في الوطن وشعبه كانت أسوأ أم أفدح من أفعال حزب الرئيس الراهنة أمامنا والتى تزج بمصير البلد الى نفق مظلم ..؟.. لم يكن بيان الاتحاد حكيما في سب الوزير بالشيوعية ، وعليه أن يعلم - مستقبلا - بان الوعى العام للشعب السودانى تجاوز مثل هذه الصغائر المراد بها تغطية الكبائر ، فلسان حال الوطن اليوم هو « هات العدل والحرية .. وكن كما تشاء ، شيوعيا أو اسلاميا أو حتى .. جناً أحمر » .. أو كما قال أحمد مطر : هات العدل وكن طرزان .. وكل ذي بصيرة لا يبصر العدل في هذا الاتحاد الذي تشكل عقب مجازر الصالح العام مباشرة تحت ظلال الولاء الاعمى لزمن الحزب الواحد ، فالدولة ارتضت بالديمقراطية وأثمانها الغالية ، وهكذا يجب على الاتحاد أن يدفع ثمن الديمقراطية بتفكيك عقول وشخوص الشمولية ، أو هكذا طرح السيد الوزير قضيته ، وهى قضية عادلة ، ولا يمنعنا اختلاف الأفكار - مع صاحبها - من مناصرتها ، وان كان الاتحاد بصدد فتح جبهة قتال مع الوزير في هذه القضية نفيده بان الوزير لن يقاتل وحده ، فليمض الوزير مطمئنا في اصلاح حال العامل والعمل .. !! ** وثمة ملاحظة أخرى في بيان الاتحاد وهى « قدرة قادرة» التى جاءت بالدكتور محمد يوسف الى وزارة العمل .. حسنا فلنسأل بوضوح .. بقدرة من جاء البروفسير غندور - طبيب الاسنان - الى رئاسة اتحاد عمال السودان وليس نقابة أطباء الأسنان ..في أية دولة في العالم يرأس بروفسيرا رئاسة اتحاد عمال الشحن والتفريغ والحدادة والخفراء والنظافة و..و..و.. أين تتجلى « قدرة القادر » ياعزيزنا القارئ .. وأيهما يحتل غير مكانه ، وأيهما يعد منصبه من عجائب الدنيا الثماني ..وزير الدولة بالعمل، أم رئيس اتحاد العمال .. ؟
http://alsahafa.sd
|
|
|
|
|
|