الاستاذ جعفر بامكار يطرق بان سودانيزاولاين يابكرى

Quote: كناوون بابدال إديت كبير البجا المفترى عليه جعفر بامكار محمد باحث في تراث وتاريخ البجا [email protected] بسم الله الرحمن الرحيم 1/ كتب المؤرخ الرومانى أمينوس مارسيلينوس عن البجا ما يلى : ( البجا جنس لا يرغب الشخص ان يكونوا اصدقاء او اعداء له . انهم فى تجوال وحركة مستمرة خلال البلاد وإذا وجدوا شيئاً ذا قيمة سلبوه فوراً وانقضوا عليه انقضاض الصقر الذى يختطف فريسته دون امهال واذا فشلوا فى عملية السطو يذهبون سريعاً ولا يمكثون . كل رجال البجا محاربون اشداء على قدم المساواة وهم نصف عراة يرتدون خرق ملونة تستر عورتهم . انهم يجتاحون البلدان والقرى بخيول سريعة نشطة وجمال فائقة السرعة . لا احد من البجا يأخذ المحراث فى يده للزراعة أو يزرع الأشجار او يبحث عن الطعام عن طريق الاستفادة من الاراضى الزراعية . انهم يفضلون الترحال والتجوال فى الاراضى الشاسعة خلف قطعانهم من الماشية . ليست لهم منازل او مقار ولا يحتملون المكوث فى مكان واحد لفترة طويلة . حياتهم تعتمد على الحركة المستمرة وعدم الاستقرار . زوجاتهم مستأجرات بموجب عقد مرتبط بزمن محدد . الزوجة تدفع المهر وهو عبارة عن حربة وشملة للرجل ومن حقها تطليقه عند انتهاء فترة العقد او وقت ما تشاء وينتسب لها الابناء) . 2/ كتب ابو سليم الاسوانى المؤرخ الاسلامى عن البجا على حسب ما ورد عن كتاب الخطط للمقريزى ما يلى البجا اهل بادية يتبعون الكلأ حيثما كان المرعى). بيوتهم اخبية من جلود وانسابهم من جهة النساء ولكل بطن منهم رئيس وليس عليهم متملك ولا لهم دين وهم يورثون ابن البنت وابن الاخت دون ولد الصلب . كان لهم قديماً رئيس يرجع جميع رؤسائهم الى حكمة يسكن قرية تعرف بهجر وهى اقصى بلاد البجا . البجا يركبون النجب الصهب وتنتج عندهم وكذلك الجمال العراب كثيرة عندهم ايضاً والمواشى من الابقار والغنم والضأن غاية فى الكثرة عندهم وبقرهم حسان ملمعة بقرون عظام ومنها جم وكباشهم كذلك مزمرة ولها البان وغذاؤهم اللبن واللحم وابدانهم صحاح وبطونهم خصاص والوانهم مشرقة الصفرة ولهم سرعة فى الجرى يبايتون بها الناس وكذلك جمالهم شديدة العدو صبورة عليه وعلى العطش يسابقون عليها الخيل ويقاتلون عليها وتدور بهم كما يشتهون ويقطعون عليها من البلاد ما يتفاوت ذكره ويتطاردون عليها فى الحرب وهم اصحاب زمة وهم يبالغون فى الضيافة وسلاحهم الحراب السباعية ودرعهم من جلود البقر مشعرة ودرق مقلوبة تعرف بالاكسومة من جلود الجواميس وكذلك الدهلكية وقسيهم عربية كبار غلاظ من السدر والشوحط وبلدانهم كلها معادن وكلما تصاعدت كانت اجود ذهباً وكذلك فى البجا شر وتسرع اليه ولهم فى الاسلام ومن قبله اذية على بلاد شرق صعيد مصر خربوا هناك قرى عديدة وكانت فراعنة مصر تغزوهم وتوادعهم احياناً لحاجتها للمعادن وكذلك فعل الرومان لما ان ملكوا مصر. اسلم كثير من البجا من الجنس المعروف بالحدارب اسلاماً ضعيفاً وهم شوكة القوم ووجوههم ومنهم اى البجا جنس آخر يعرفون بالزنافج هم الاكثر عددا من الحدارب غير انهم تبع لهم وخفراؤهم يحمونهم ولكل رئيس من الحدارب قوم من الزنافج فى حملته فهم كالعبيد يتوارثونهم بعد ان كانت الزنافج قديماً اظهر عليهم لقد كثرت اذية البجا على المسلمين حتى تم توقيع اتفاقية بين المسلمين وكبير البجا كنون بن عبد العزيز . التعليـق : من الواضح ان كلام المؤرخ الرومانى امينوس والمؤرخ الاسلامى ابو سليم الاسوانى يكادان يتطابقان فى كثير من التفاصيل عن حياة البجا القدماء ولكننا نريد أن نتوقف عند نقاط محددة وردت فى كتابات المؤرخين . النقطةالاولى : ماذكره المؤرخ ابو سليم الاسوانى وهى قوله : 1- ( الحدارب هم شوكة البجا ووجوههم ومنهم اى البجا جنس آخر يعرف بالزنافج هم الاكثر عددا من الحدارب غير انهم تبع لهم وخفراؤهم يحمونهم ولكل رئيس من الحدارب قوم من الزنافج فى حملته فهم كالعبيد يتوارثونهم بعد ان كانت الزنافج قديماً اطهر عليهم) . ان كلام المؤرخ الاسلامى ابو سليم الاسوانى يظهر لنا حقيقة مركوزة فى النظام الاجتماعى للبجا منذ فجر التاريخ وحتى الآن وهو اقرار هذا المجتمع بالنظام الطبقى والقبول بوجود طبقتين ، طبقة من الاسياد وطبقة من الاتباع ويظهر هذا التقسيم باشكال مختلفة على حسب الحقب التاريخية وفى زمن الاسوانى كما ذكر كان مجتمع البجا منقسماً بين السادة الحدارب والاتباع الزنافج وفى فترات لاحقة انقسم بين مجموعات اخرى على نفس النهج والنظام – ان النظام تقسيم البجا الطبقى لا علاقة له بنظام الاقطاع الذى عرف باوروبا وبلاد اخرى بنظام ارقاء الارض وقد لايكون له شبيه مع النظم الاجتماعية المعروفة عند الشعوب الاخرى فالاتباع ليسوا عبيداً للسادة بالمعنى المتعارف عليه من العبودية من حيث البيع والشراء ولكنه نظام قبلى يقوم فيه الاتباع بالاعتراف طوعاً واختياراً ودون اجبار بحقوق لمجموعة منهم بالسيادة عليهم وهذه المجموعة فى العادة تمثل اقلية مميزة تجد الاحترام والتقدير والطاعة من الاغلبية التى تمثل الاتباع ولا يترتب علي هذا الاتباع اكثر من ذلك ما عدا عادة حلب المواشى ورعيها التى تكون من واجبات الاتباع ولا يقوم بها السادة ولا نساء البجا عامة . ليس هناك فصل عنصرى بين الطبقتين باى شكل من الاشكال ما عدا ان السادة يتزوجون من نساء الاتباع ويندر ان يتزوج احد من الاتباع من نساء السادة . ان هذه الظاهرة كانت سائدة حتى وقت قريب ولكن نسبة للحرج ولعدم اثارة الحساسيات لا اريد ان افصل فيها او اذكر القبائل البجاوية التى تمتعت بالسيادة او القبائل التى كانت تمثل الاتباع . هذا العامل الثقافى الذى لازم البجا فى تاريخهم الطويل وجعلهم على استعداد لقبول طبقتين فى المجتمع – سادة واتباع مهد الارض جيداً لانتشار الطريقة الختمية ولانتشار نفوذ السادة المراغنة والاشراف مما اتاح لهم تكوين طبقة سادة جديدة خلفاً لطبقات السادة التاريخية لقد ابتدأ نفوذ هذه الطبقة الجديدة من قادة الختمية منذ حوالى مائة وخمسون عاماً واصبح امراً مسلماً به عند البجا بسبب الرواسب الثقافية التاريخية ولسهولة تقبل الامر من الناحية النفسية – ان اكثر من 90% من البجا لا يعرفون شيئاً عن الطريقة الختمية ولم يقرأوا كتبها او اورادها او مبادئها بل لا يعرفون شيئاً حتى اسماء المتوفين من السادة المراغنة بل لا ابالغ ان قلت ان اغلب البجا لا يعرفون من المراغنة الا السيد محمد عثمان الميرغنى والسيد محمد سر الختم الميرغنى بل بين البجا من هو ختمى اكثر من كونه مسلم وهذا كله بسبب العامل الثقافى الذى ذكرناه . 3/ المؤرخ ابو سليم الاسوانى ذكر فى كتابه ما يلى : ( لقد كثرت أذية البجا على المسلمين حتى تم توقيع اتفاقية بين المسلمين وكبير البجا كنون بن عبد العزيز ). يا إلهى ! يا ايها البجا فى العالم من منكم سمع فى القديم أو الحديث بجاوياً إسمه كنون أو إسمه عبد العزيز ؟ أنا شخصياً لم اسمع بذلك . من ينصفنا من العرب وتحريفهم لاسمائنا ؟ إن كل مراجعهم مملوءة بهذا التحريف والزيف ويطبقون علينا دائماً مقولتهم المشهورة ( أعجمى فالعب به ) وهكذا دائماً يحرفون الاسماء البجاوية فقد حولوا اسم ميناء ايديب الى ميناء عيذاب وحولوا خليج برؤوت حيث تقع ميناء بورتسودان الى خليج برغوث وهكذا الامثلة لا تحصى ولا تعد وأنا أجزم بأن هذا الشخص المحترم وهو كبير البجا ليس إسمه كنون ولا عبد العزيز . كيف يكون اسم شخص وثنى غير مسلم وعجمى عبد العزيز؟ ولماذا يؤذى المسلمين ويحاربهم مادام اسم سيادته عبد العزيز ؟ إن حرف العين والزاى غير موجودة بالابجدية البجاوية والبجا لايستطيعون نطق هذين الحرفين فكيف يتسمى كبيرهم وزعيمهم باسم لا يستطيع ان ينطقه قومه ؟ هذا أمر عجيب وغير معقول كما أن اسم عبد العزيز لا معنى له فى اللغة البجاوية بل هو اسم عربى صميم . لحل هذا الإشكال لابد من أن نقوم بتبديل الحروف العربية للكيفية التى ينطق بها البجا هذه الحروف وذلك بعد أن نعتبر أن اسم كنون هو صفة لكبير البجا وليس اسماً له كما سوف نوضح لاحقاً . بن عبد العزيز هو مكون بالحروف الآتية ومقابلها طريقة نطق البجا لها : الحروف العربية ب ن ع ب د ا ل ع ز ي ز الحروف على حسب نطق البجا ب ن أ ب د ا ل إ د ي ت لقد تم تحويل العين لألف كما ينطقها البجا وتم تحويل الزاى الأولى لدال والزاى الأخيرة لتاء كما هى عادة البجا وبذلك يكون مجموع الحروف احد عشر حرفاً . اسماء البجا عادة تكون قصيرة تتراوح بين اربعة الى سبعة حروف وهذا معناه أن الحروف الاحد عشر هى عبارة عن اسمين وليس إسماً واحداً . إذا أخذنا الأحرف الاربعة الاخيرة على حسب النطق البجاوى وهى إ د ي ت كان عندنا اسم إديت وهو اسم بجاوى اصيل يعنى الرجل كثير الافراح والأعياد وإذا أخذنا بقية الاحرف على حسب النطق البجاوى وهى ب ن أ ب د أ ل وحذفنا منها حرف النون كان لدينا اسم بابدال وهو اسم بجاوى أصيل يعنى الشخص الثابت على مواقفه الذى لا يتغير أو يتبدل وهى صفة مدح عند البجا وبذلك يصبح اسم كبير البجا بابدال إديت وليس ابن عبد العزيز واسم بابدال إديت اسم مناسب لكبير البجا ويليق بشخصيته الملكية . ثم نعود لكنون والتى اعتبرناها صفة أو لقب لكبير البجا وليست اسماً له وكنون هى تحريف لكلمة كناوون التى تعنى مالكنا ومولانا وسيدنا وكلمة كنا تعنى مالك للشئ مثل سنكاتكنا أى أصحاب أو ملاك سنكات أو ملهيتكنا أى اصحاب وملاك ملهيت وهى اسم منطقة . إذا أردنا أن نقول مالكنا أى أن ننسب ملكيته لنا فنضيف واوين ونون لكلمة كنا فتصبح الكلمة كناوون والعرب يحولون الواوين عند البجا عادة لحرف عين فمثلاً البجا يطلقون للجد المبجل والأب المبجل كلمة فرو وعندما ينسبون فرو للمجموع يقولون فروون فيحولها العرب بقدرة قادر لكلمة فرعون وكذلك الأمر بالنسبة لكناوون يحولها العرب الى كناعون ثم للتخفيف يحولونها لكنون . إن المراجع العربية القديمة التاريخية والجغرافية تحتاج الى مراجعة لازالة الاخطاء الشنيعة التى وردت بها مثل الخطأ الكبير الذى وقع فيه ابن حوقل قبل الف عام بزعمه بوجود خمسة ممالك للبجا ما انزل الله بها من سلطان وهو خطأ كبير يحسب عليه . وكذلك الخطأ الذى وقع فيه الرحالة إبن بطوطة الذى ذكر ان جزيرة سواكن تبعد عن الشاطئ عدة اميال وهو أمر غير صحيح . اننا نعتذر لكبير البجا كناوون بابدال إديت فى تأخرنا فى تصحيح اسمه الذى حرفه العرب لأكثر من 1200 عاماً . ونعده بأن نبذل الجهد لمعالجة هذه الأخطاء التاريخية والجغرافية التى ترقى لدرجة الجريمة فى حق شعب البجا . كتب المؤرخ الرومانى أومينوس مارسيلينوس مايلى : ( زوجات البجا مستأجرات بموجب عقد مرتبط بزمن محدد الزوجة تدفع المهر وهو عبارة عن حربة وشملة للرجل ومن حقها تطليقه عند انتهاء فترة العقد أو وقت ما تشاء وينتسب لها الأبناء ) .. أمر نساء البجا القدماء كله عجب وغرائب والغاز فالمرأة البجاوية لا تحلب المواشى كعلامة للتمييز والسيادة وهى التى تتزوج الرجل الذى تريده بموجب عقد مرتبط بزمن محدد وتدفع المهر وتطلق الرجل وقت ماتشاء وينتسب اليها الابناء وهى محصنة ضد القانون والإدانة وتورث الزعامة لبنيها – ما هذا ؟ . كيف نفسر كل ذلك ؟ وكيف نفسر الظلم الواقع على الرجال ؟ اعتقد ان الأمر غريب ويحتاج لمزيد من التنقيب والتقصى والبحث

Quote: كان يجب على سودانيز - وغيره - أن يطرق باب الموسوعة جعفر بامكار ... وليس العكس ..!! مرحبا ببحر البحث بامكار ..