|
|
 كوش000000000000000قصيدة جديدة ليوسف عيدابى
|
كوش
ابداعات ... تعال يا وطني.. أراك يفيض بك النيل
شعر: يوسف عيدابي*
(1)
أبليت فؤادي بفلاة وسفر
وأناشيد غزل
فلعلك يا عزه
اذا قمر الليل أفل
تطفر من عينيك لمسراي أسحار ذكر
(2)
تقصدها الأفئدة المضطربة الجافلة
مأتاة العشق..
لكنها ساهمة
تمشط شعر الغياب
(3)
ثم الأفئدة المجهدة المضطربة
على صحاف الدموع
الجهات المتكسرات هلعاً
تغرقها
ثم تشخص في السحاب
باكية ناعبة
ثمر السراب
(4)
ناي شجون
تتفرعه المسافات
وتفقده اللحون..
ترهقه العتمة
وفي النهار يلتقي الظنون
لكنه بالأطيار يحلم
ويجهر بالسكون
(5)
الجواد كبا
الفارس تأسره الريح الشرسة
والرعد يطرد الأشجان
والأشجار تعول:
يا أيها المسافر المجهد
التقيتك الليلة في أساي
تهتف بي تعال
وأنا اليك يطردني أسف الليل
تعال..
الشارد من أقبية التيه
تعال..
فأغرق
وتغرق
في حلم الرمال
(6)
مقلة في العراء
فيها كبا
جواد الذكريات
والسراب بكى
مقلة في العراء
خيمة للريح
في طلل هباء
(7)
النهر فوق الجبل
والأطياف فوق الماء
وفوقي حزني
فكيف مراعي السماء
تدلق الأطيار تحت سراب الماء
وعلى المرايا
ينوح عصفور الوطن؟!
(8)
صفا على صفحة الماء القمر
والحديث المعاد أفل
هلم نخلع الكآبة
نغرق في النهر
مرايا الفجيعة
يا أيها الشجن
ثم تطفر الريح
تشرخ الماء
فيغرق من حزنه القمر
(9)
أشرقت الشمس.. الشمس غربت. عادنا الليل. الليل عاده البدر. البدر يكتمل. القمر في أفول والعتمة تغرق الليل.. النهر يتدفق.. جاء الخريف. فاض. ناح. لاح الشتاء راح ثم النهر وهن.
أيتها الغرفة الغربة الفاقة الغربة الهجرة الزمان المضيّع الضائع:
ها أنني أقع
ولا زهرة تطلع
في برية الوطن
وشرفتي تقع.
(10)
على الكرسي الماموث، ولبرد الشوارع قلبي وسوء حالي
كيف للمخلوقات السمحة الودودة أن تقيد الى أسن يعم ويعم ويعم
يا خالق العرش هد عرس الماموث ودع لي هدهدة تعيد مسرى الحلم ووسن القمر
وتصعد بي القلب من القلب الى شرفة الأمل:
يا ماموث الكرسي المنهار، يا نهار ليل آيل يا أنت يا
عليك اللعن!
ونضرب في الشوارع.. نودع سوء الحال ونستقبل دغش الغربة:
يا خالق الغد.. نعبر بالغناء الى فناء حبك
يعبر الماموث الى خواء رجيم
يسهو كليم
الفؤاد ينهد في الشارع
لا أحد
لا أحد يخترق
ولا أحد يضرع للماموث
كلنا سهو حياة ثم تحترق
وشرفتي تقع
(11)
من يغرد وحده في العتمة
يا أيها الجوال المغرد، من؟!
ومن يصادف يراع الفجر غير قيثارتك
فيحدث القلب بالآتي وينفض عن غطاء الصبح روائح الليل
فيودع الظلمة، من؟!
عم صباحاً
من يغرد وحده ساعة الفجر
مع العصافير والطيور ألتهجر أعشاشها
ويطرق أبوابنا يلتقيه الغرباء؟!
غير الهوى القديم من
غير الأسى؟!
عم صباحاً
وشرفتي تنفتح
(12)
كيف تقول للعشبة أن تتجنب الفلاة وأن تبحث عن نهير الفضة، وكيف لنهير الفضة أن يلتقي العشبة ذات قطرة مشتاقة؟
اتهرب العشبة من جذورها ويشرد النهر عن مجراه ويدلف الرمل من البيد الى شط النهر؟ عندئذ سيخبىء الرمل مرآة الماء والعشبة في مهب الأنواء والنهير في الهاجرة. عندئذ سيكون للشمس النوح والأفول للقمر وللشهب والنيازك الغسق الطويل. علام أيتها العشبة، فمتعزلك فردوس برية ومأتأة سحر.
......
أيتها البرية الغرس الى الشمس، أيتها البرية الغناء للقمر. أيتها الصادحة في الهجر والأمل. أيتها الرائية في الدمع والسهاد والوسن.. تداني، فأنت أنت الحديقة الأخيرة
النهار غبار
الليل سفار
والشمس والقمر
بدء وعود
(13)
سلم الحزن الفاجع في وسط الطريق
ويبرق الغضب
والنشيد في النشيج
ثم
الأمهات يزرعن بين الفصول الوطن
فيزهر في أسف الديار غد
هيا تيقظ، فاتك الصبح
يا أيها الأمل..
(14)
مثل أحزانك الشهب في الوطن
وعربي الشمس في الضباب
مثلك الأغنية
وخبال العاشق في المأتاة
وفيك الثمرة
فكيف يا أنت نعطب لوثة
والموت يغار؟!
وكيف يا أيها البحر تفتقد الموج واليابسة
وكيف الفلك الفي البحر تهجع
والأرض تفور في البوار؟!
الحلم ها هنا يمحو المدار..
في لغو السمار
الليل وشجو الأقمار
(15)
جسد في التماع النصل يمرق بالروح في برية البلور
ترف رايته الأسيفة يغرق في القوس القزحي متاهة ويعيد بعضاً من غناء طفولة وصبا
وصبابة وصحاب
هوذا بهو تفتح ذكريات
هوذا عمر الكائنات
الى الرؤى والراوية
هوذا منظري: عيني على حزن
وطرفي على آت
هو البلور يفعل ما يشاء وأشتهي
أن تباركه خطاي الى اشتعالات
وأن يغرد جبين الشمس في المرآة، على الناظر الموجوع في قلب
يفض أمام ناظره وجع الفؤاد فيلمح في المدى الصافي صفصافة تطرب
لضحك الظل في لمعان اشعاع من البسمات في نهر له
العذراوات مازحن المياه سابقن المويجات وداعبن طيور الماء - آه
كيف الحياة المشهد الجسد
في التماع النصل تمرق بالروح أليرف
في بلّورها الأمل؟!
(16)
تختبىء الجميلة
تأتي ساعة الماء
فيهرب النبات
لا يلوي عن جهة
وتهرع الكائنات
يغبرها السبات
الى سدرة الموت
.......
تطلع الجميلة
يهرع الورد يسبق الأزاهير الى البحيرة يستحم
وفضة البدر تلثم الشرفة
سراج المنزل ينفث الذكرى
فتوقظ الحياة
الآن يتهاطل لون الرؤى
ويبذر البستاني البذار
تطلع الجميلة
(17)
رمل أنسته الريح بباح الليل
وعتمة أضاعها المساء في الصحراء
فكيف يجمع النور والسحر
والشمس والقمر
في متعزل الهوى الخاسر؟!
وكيف للعمر الماحل الماحل
أن يعرف المطر؟!
.....
استراحت الى فنائي ريح الصبا
وتمايلت على شعب التذكر
صادها وسن
وما فطن السحر..
ولا ظن الشروق لدهشة ما روّع العينين يروّع الوسنا
الحبيبة انبهمت صدى
وتشتت رؤيا
وعادت رؤية الرائي الى غيم الكلام
صادها شجن
(18)
ألج الظلمة بالنور، وآتي الحقول
أقول لأشجار الصباح لك التبر،
وللثرى الطل.. واساقط بالتمور
فرحي غناء لكوش
فلماذا عويل الأهل لكوش
ولماذا عويل النادبات لكوش
كليل فلاة طويل.. كليل فلاة طويل؟!
.....
بنات كوش
أنة النشيج بين الربابة والناي
بين فضة الأمواه ومناداة حبور النيل
سانحة الفرح وثياب هديل
يفرعن طويلاً في سهو الطين
بنات كوش - أسفي أسفي - يطفرهن الليل لطير الغابة
ضيعن النيل
.........
آه يا ليل، آهٍ يا نيل
..........
بعيدة أرض مهوى القوس، بعيدة أمي وطبلي وسيفي وعاج هواي
بعيدة أرض كوش، ذكرى، طرفة عين، روضة، رائحة في متحف، سواد في آن
في سواد
ثم: وجدتني في الغياب
..........
تعال يا وطني أراك
تعال يا وطني. أراك يفيض بك
تعال يا وطني.. أراك يفيض بك النيل
فأسمع حنينه وانكساره
(19)
تنهض من النيل الى مهمة الشرق
ومن نقش المصورات الى مروي الى صدف السواكن
من التخوم ألسقفها الحبشي
بصوب الجهات ألفوقها هطلت مواسم الهجرة
ها هي الآن طالعة: أرض كوش. أرض كوش
تستوي ألقاً يمسه عاج وأبنوس
ويضمه خرز وتبر ناعم وربابة البيد
وبيد زهرة.. حناء
والأفق مأتاة، طبول وغناء، أسياف وأسياف:
أرض كوش
(20)
في كوش الأرض للرمح
وفوق المياه غابة الريح
ومن الرمس ينهض بالصوت الجريح
شادن الربع:
يا وطني سلمت لي
يا وطني سلمت لي
يا وطني
سلمت لي
(21)
من يطلع بالاحلام في وسن الليل
ومن ترفض من فضته خيول الأمل
تطفر الأنواء فيضمحل النوى ويحط السفر
في بهاء شرفته
كبشارة الصب
من غيرك يا بدر كوش؟
(22)
وطن قريب قصي يطل
كما البدر على الشرفة
وطن كالفراق
في ساح كوش
لغة في النقوش
(23)
ظل في فلاة
يطفر السراب فيلحقه يهوي به آه ثم آه
بدر في فلاة
يسبق الليل فتلحقه ظلمة تسدل أستاراً فويح أساه
يشرق في الدغش تحمل الريح نداه
يطرب الرمل له
وتهلل البرية آه ثم آه
يرجع الظل الى شمس البهاء:
أرض كوش
(24)
على الصفحة الزرقاء
لونت بالبيض مركبي
ثم أنسيت قلمي
على صفحة المياه
فانداحت الزرقة
فوق قلمي
فتاه مركبي
في أمواج كوش
(25)
كيف يمضي العمر لينفذ؟!
وكيف يكتمل البدر للأفول؟!
(26)
الحرب مرثاة قطاف حياة!
(27)
لا أبصر من أيامي غير ظلمة تشع فيها
شمعة الوطن
(28)
أهدهده في سرير الليل وأفزع من كوابيسه
وطني أليرج أنينه النيلا
يعاف النوم
ويهجر اليوم
ويصافي صادية الجبل:
فاض النيل
يفيض النيل
(29)
ألفه في دثار القلب وأجوب به مأتاة حياتي
يا متعزلي ألق الحياة يا وطني كيف حياتي
في قفر ينادي وطن الحياة
أرض كوش؟!
(30)
مرآة حياتي في دامس ليل قفر
تهرع نحو الوطن
سراب دجنة
آه لليلي
فليلي فوق ليل آفل
هزه الأبنوس
في دغل المطر
(31)
في هلة الغياب
في لجة السراب
في طلعة الأيام بالخراب
حفظت في فؤادي بين الضلوع
رمح كوش
(32)
أرض مهوى القوس
في الكتب
وفي السراب
أي خراب
لف التواريخ
ولون شاهد الأحقاب
شرد النيل في البيد
وشاد في تيه البيد
وشاد في تيه اليباب
بيت عقبان، صدى لهامة الخراب؟
* شاعر من السودان وفاعل ثقافي مميز
يقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة
|
|
 
|
|
|
|
mohmmed said ahmed
محمد سنى دفع الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست