|
|
 السودان في مجلس حقوق الإنسان
|
ما يدور في دهاليز مجلس حقوق الإنسان بقصر الأمم المتحدة بجنيف بعيد كل البعد عن قضايا وهموم وطموحات ضحايا الأزمات والصراعات لا سيما في دارفور. الطريقة التي تتم بها معالجة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان اختلطت فيها مسألة الحقوق بالمصالح، فالمجموعة الأوربية تسعى لإدانة السودان في هذا المحفل الأممي الجديد انتقائياً حسبما تردد الأوساط الدبلوماسية الأفريقية والمجموعة الأفريقية تسعى لمساندة السودان تعنتاً حسبما تردد الأوساط الغربية وبقية المجوعات الثلاث مجموعة أمريكا اللاتينية وآسيا والمجموعة الكاريبية ما بين مؤيد ورافض ومحايد.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان في مجلس حقوق الإنسان (Re: فدوى الشريف)
|
مناقشة أوضاع حقوق الإنسان في السودان أصبحت من أهم أجندة آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (لجنة حقوق الإنسان سابقاً ومجلس حقوق الإنسان حالياً)، وقد عانى السودان مند بداية التسعينيات من هذا الوضع كثيراً، حيث ظل تحت مطرقة البند التاسع (بند الإدانة) في لجنة حقوق الإنسان السابقة لأكثر من عشر سنين وفي بداية الألفية الجديدة وبالتحديد في 2001 بدأت المجموعة الأفريقية في ترتيب صفوفها واتباع استراتيجية جديدة تجنِّب الدول الأفريقية الوقوع في فخ البند التاسع (بند الإدانة) وهي استراتيجية (أنصر آخاك ظالماً أو مظلوماً)، وأصبح هذا التحالف الجديد يتمدد ليضم إلى صفوفه مجموعة الدول العربية التي تقع في دائرة الكتلة الآسيوية مثل دول الخليج واليمن ودول الهلال الخصيب (الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين)، وشكلت هذه المجموعة أي (مجموعة الرفض) تحالفاً جديداً لمواجهة قرارات المجموعة الأوربية التي تعتبرها قرارات انتقائية تستهدف دول الجنوب، وقد مررت تلك المجموعة مشاريع قرارات لصالح القضية الفلسطينية وأسقطت مشاريع قرارات لإدانة السودان واستمر تحالف مجموعة الأفروعربية في تغيير الموازنات داخل لجنة حقوق الإنسان السابقة وعند انضمام مجموعة المؤتمر الإسلامي OIC لحلف الرافضين الجدد رجحت كفت هذا التحالف الجديد وأصبح يتحكم في السيطرة على تمرير وفرملة مشاريع القرارات التي تطرح للتصويت مما جعل الدول الغربية تفكر في التخلص من لجنة حقوق الإنسان وطرح فكرة جهاز أممي جديد معافى من الهيمنة الجغرافية وبعيداً عن التجاوزات التي تمارسها بعض المجموعات الجغرافية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان في مجلس حقوق الإنسان (Re: فدوى الشريف)
|
وبعد إنشاء مجلس حقوق الإنسان الجديد في يونيو الماضي كبديل شرعي (للجنة حقوق الإنسان) الذي يتكون من (47) دولة تتوزع بين خمس مجموعات جغرافية وهي أفريقيا (13) مقعداً، وآسيا (13) مقعداً، وأوربا إضافة إلى كندا (13) مقعداً، وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (8) مقاعد، انقسم المجلس إلى معسكرين بسبب قضية دارفور معسكر غربي بزعامة دول المجموعة الأوربية يحمل الحكومة السودانية القدر الأعظم من الانتهاكات الإنسانية التي حدثت في دارفور ومعسكر الدول الأفروآسيوية مؤيد للسودان يرى أن ما يقال عن دارفور في مجلس حقوق الإنسان ما هو إلا مبالغة أممية، ومن هنا بدأت حالة انعدام لغة الحوار بين المجموعات الجغرافية وكثيراً ما تردد الدول الغربية أن (جبهة الرفض) الأفروآسيوية أي (المجموعة الأفريقية والآسيوية) تهدد بالحد من أهمية أدوات الجهاز الجديد مستفيدة من ثقلها العددي، وبالمقابل ترى المجموعة الأفريقية والآسيوية أن الكتلة الأوربية تسعى لإعادة سيطرتها وهيمنتها على قرارات المجلس مثلما كانت تفعل في اللجنة السابقة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان في مجلس حقوق الإنسان (Re: فدوى الشريف)
|
وبعد إنشاء مجلس حقوق الإنسان الجديد في يونيو الماضي كبديل شرعي (للجنة حقوق الإنسان) الذي يتكون من (47) دولة تتوزع بين خمس مجموعات جغرافية وهي أفريقيا (13) مقعداً، وآسيا (13) مقعداً، وأوربا إضافة إلى كندا (13) مقعداً، وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (8) مقاعد، انقسم المجلس إلى معسكرين بسبب قضية دارفور معسكر غربي بزعامة دول المجموعة الأوربية يحمل الحكومة السودانية القدر الأعظم من الانتهاكات الإنسانية التي حدثت في دارفور ومعسكر الدول الأفروآسيوية مؤيد للسودان يرى أن ما يقال عن دارفور في مجلس حقوق الإنسان ما هو إلا مبالغة أممية، ومن هنا بدأت حالة انعدام لغة الحوار بين المجموعات الجغرافية وكثيراً ما تردد الدول الغربية أن (جبهة الرفض) الأفروآسيوية أي (المجموعة الأفريقية والآسيوية) تهدد بالحد من أهمية أدوات الجهاز الجديد مستفيدة من ثقلها العددي، وبالمقابل ترى المجموعة الأفريقية والآسيوية أن الكتلة الأوربية تسعى لإعادة سيطرتها وهيمنتها على قرارات المجلس مثلما كانت تفعل في اللجنة السابقة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان في مجلس حقوق الإنسان (Re: فدوى الشريف)
|
ومنذ بداية مداولات الدورة الرابعة لمجلس حقوق الإنسان التي بدأت باجتماعات المستوى الرفيع High Level Segment تركز الحديث على الأوضاع الإنسانية في دارفور وعندما قدمت رئيسة بعثة تقصي الحقائق حول دارفور جودي وليامز تقريرها أمام المجلس يوم الجمعة 16 مارس، تمخضت عنه مواجهات وتكتلات ومشاريع قرارات ومشاريع قرارات مضادة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان في مجلس حقوق الإنسان (Re: فدوى الشريف)
|
مشروع القرار الأوربي الذي قدم رسمياً لرئيس مجلس حقوق الإنسان الجمعة الماضية يحمل الحكومة السودانية والمتمردين مسؤولية ما يحدث من انتهاكات خطيرة في دارفور والمشروع الأفريقي يعترف بأن هناك أزمة إنسانية في دارفور وأن الحكومة السودانية تسعى لحل تلك الأزمة ويلتقي القراران في أنه لا بد من إرسال بعثة جديدة لتقييم الأوضاع في دارفور ويختلف القراران في كيفية تشكيل البعثة حيث ترى الكتلة الأوربية بضرورة تشكيل بعثة من المقررين الخاصين وعلى النقيض تطالب الكتلة الأفريقية ببعثة من أعضاء مجلس حقوق الإنسان خالية من الخبراء.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان في مجلس حقوق الإنسان (Re: فدوى الشريف)
|
حاولت بعض الدول وعلى رأسها سويسرا أن يعتمد مجلس حقوق الإنسان الجديد مبدأ الاجماع دون اللجوء إلى التصويت، ولكن عمل مجلس حقوق الإنسان منذ قيامه في 19 يونيو الماضي تميَّز بتصلب مواقف المجموعات الجغرافية ولجوئها إلى التصويت الجماعي ويرفض رئيس مجلس حقوق الإنسان لويس الفونسو دي آلبا، سفير المكسيك لدى الأمم المتحدة بجنيف اتهام المجلس بالتسييس، ولكنه يعترف بافتقار المجموعات الجغرافية داخله إلى جو حوار فعلي وعليها تجاوز التمسك بسياسة المجموعات الجغرافية. ويرى رئيس المجلس أن التصويت الجماعي من حق الجميع إلا أنه يعتبر (أن التصويت الجماعي معناه الاتفاق على أدنى قدر من المواقف المشتركة، مما يمثل نوعاً من التجاوز، وهذا ليس في صالح الدفاع عن حقوق الإنسان)، وفي محاولة منها لتمرير مشروع قرارها يوم الجمعة القادم استطاعت المجموعة الأوربية كسب بعض دول أمريكا اللاتينية إلى صفوفها أما المجموعة الأفريقية لتمرير مشروع قرارها ستعتمد على حلفائها التقليديين Traditional Alliances من المجوعتين العربية والإسلامية، وربما تلتحق بهم مجموعة عدم الإنحياز التي يترأسها سفير كوبا، وتحاول البرازيل القيام بدور إيجابي وذلك للتوفيق بين نقاط المشروعين المقدمين تفادياً للعنة التصويت التي يعاني منها المجلس.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان في مجلس حقوق الإنسان (Re: فدوى الشريف)
|
ويرى المراقبون أن التمسك بسياسة الكتل الجغرافية هو الطامة الكبرى التي ستفقد المجلس مصداقيته. أما الولايات المتحدة التي تشارك في أعمال مجلس حقوق الإنسان بصفة مراقب أعلنت تحفظاً عن ترشيح نفسها لعضوية المجلس لهذا العام وتشير عدة أوساط الى أن هناك نية في تأخير العديد من القرارات الى أن تغير تشكيلة المجلس لتفادي الهيمنة الأفريقية والعربية والإسلامية المدعومة ببعض البلدان الآسيوية والأمريكية اللاتينية.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فدوى الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست