|
دار سودانيز اون لاين المعطاءة
|
دار سودانيز اون لاين المعطاءة
ان الغبطة تملأ جوانحي , وزهوا يتملكني بما اكرمني به اخوة واخوات من مشاعر طيبة ازاء شخصي الضعيف وما اكتب , ولكني قوي بكم وبوقوفنا معاً في وجه الباطل والزيف , ودرعاً ضد الفساد والاستبداد , سلاحنا قلم حر , وضمير يقظ , ووقفة ثابتة الي جانب شعبنا الأبي الكريم في حياة حرة كريمة , وشكر مستحق لفتية وفتيات في هذا المنبر , آمنوا بربهم , وبقضية شعبهم فزادهم ربهم هدي ومضاء في الحق وامانة في القصد , فسودانيز اون لاين وسعت الأحرار من الوطن والشرفاء . الآخوة بكري ابوبكر وبكري الصايغ وكل اصحاب الاقلام الشريفة انني ما بارحت هذه الدار ولم تأخذني غربة عنها , فما زالت كتاباتي تنشر في صفحة مقالات واراء , ويعز علي انني لم أقرأ مناشداتكم لي بالكتابة في المنبر والذي في تقديري لا يتحمل المقالات الطويلة في كل حين . واما عن ما تحويه الكتب الثلاث فاني اذكر ان الاخ الأديب عبدالحميد البرنس قد طلب مني ان انشر في المنبر مقتطفات من كتاب (ايام التونج – ذكريات في جنوب السودان) , وقد تكفل الأبن الاستاذ ايمن فراج بهذا الأمر , ولكن تعذر الوفاء به لسبب لا ادريه . واما كتابي الجديد (امدرمانيات – حكايات من امدرمان زمان وقصص قصيرة اخري) , فهو يحكي عن الحياة في امدرمان في منتصف القرن العشرين الماضي في اوجهها المختلفة من العادات والتقاليد والمناسبات ومجتمع امدرمان المتفرد , وكل ما اورته في الكتاب خبرته وعشته في ذلك الزمن الفائق الجمال , ولعل ما كتبته في مقدمة الكتاب وأنقله هنا ما يبين ذلك . مقدمة كتاب امدرمانيات امدرمان اشبه بمائدة عامرة بشهي الطعام وبكل ما تشتهيه الانفس , ويلذ له التذوق والأكل , فان اردت الأدب وجدته , وان اردت الشعر عثرت عليه , وان ابتغيت الوطنية والسياسة امتلأ الفكر والوجدان بها , وان تطلعت الي الرياضة طلّت عليك منها , وان اردت الغناء والموسيقي طربت من الحانها الشجية وكلماتها العذبة , وان تشوقت نفسك الي روحانية الصوفية وجدت بغيتك فيها . انها امدرمان الام الرؤوم التي ضمت الي صدرها الحنون ابناء السودان جميعهم , وافاضت عليهم من حنانها ورعايتها , فما بخلت , ولا ضنت , ولا قصّرت , ولا تخلت , انها انشودة عذبة في فم الزمان , وهدية مهداة من فيض الرحمن . ابناؤها من خير البرية الذين وطئت اقدامهم اديم الارض , وانتشروا في ارجاء السودان رسلاً للعلم والتحضر عندما كان التهميش مفروضاً علي سوداننا الحبيب . ولهذا , ولغير هذا احببناها , وُُُنُُُُقش حبها في قلوبنا ولن تنمحي ذكراها وذكرياتها مهما نأينا ومهما ابهجتنا وسرتنا ربوع ومدن الغربة . وتجدني اردد ابيات ايليا ابو ماضي التي يقول فيها : زعموا سلوتك ليتهم نسبوا اليَّ الممكنا فالمرء قد ينسي المسئ المفتري والمحسنا لكنه مهما سلا هيهات يسلو الموطنا واعد الأخ بكري الصايغ والآديب البرنس والآخت الفاضلة سمية الحسن طلحة و الأخ الأديب عسل ابو عسل ان انشر ممقتطفات من الكتب الثلاث الي جانب ما اكتبه من مقالات . بأذن الله
شكرا لكم
هلال زاهر الساداتي
|
|
|
|
|
|