|
Re: اعلان استقالة تونى بلير من رئاسة الوزراء الا تعنى شئ لهذا الطاغية البشير؟ (Re: عبدالمنعم خيرالله)
|
هذا مقال يسلط الضوء على شخصية هذا القائد البيرطانى
Quote: .بلير حليف العرب المظلوم عبد الرحمن الراشد
الشائع بيننا أن توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا المستقيل، كان شرا في قضايا المنطقة، وكان حربا على اهلها، من غزو العراق الى فلسطين والسودان والإرهاب وغيرها. الحق انه كان الرجل الذي لعب دورا ايجابيا في تقليل الأضرار وتحجيم الأزمات، لكنه كان دورا صامتا. صوّره خصومه على انه كلب جورج بوش الوفي، في حين ان الرجل لعب دورا استثنائيا في تخفيف الاحتقان الامريكي بعد الحادي عشر من سبتمبر. ونجح في خلق جناح آخر عند الرئيس الأمريكي يوازن مجموعة البنتاغون التي كانت ترى ان للولايات المتحدة حقا في الحضور العالمي بالقوة والنفوذ السياسي. أعرف ان بلير طار مرات عديدة الى واشنطن من اجل اقناع البيت الأبيض بمخاطر توسيع دائرة الحرب على الإرهاب، وأهمية خلق تحالف مع الدول الإسلامية، بدلا من محاربة القاعدة وحدها، وكان راغبا في اكثر من مرة في تحريك القضية الفلسطينية التي همشتها قضيتا الارهاب والعراق. واستعانت بعض الدول العربية ببلير من اجل اقناع الادارة الامريكية في لحظات الازمات الخطيرة لتعديل مواقف حكومة بوش الحادة او التهدئة منها. بالتأكيد كان بلير كلبا وفيا لصديقه بوش، وهي صداقة ضرورات العمل، لكنه كان أفضل مستشاريه في ما يخص الجانب العربي. وأدرك ان لا أحد يستطيع فهم تاريخه لأن بلير لا يستطيع الدعاية لنفسه، وهو الذي حرص دائما على الا ينتقد ادارة بوش علانية مهما اختلف معه. ومن جانب آخر علينا أن نعي ان علاقة لندن بواشنطن عضوية واستراتيجية، ولا يمكن لأي رئيس للوزراء الا ان يفعل الشيء نفسه، سواء أكان عماليا أم محافظا أم ليبراليا ديموقراطيا. وهذا ما حدث مع جون ميجور وقبل ذلك، بل وأكثر من ذلك، مع مارغريت ثاتشر. ومن مزايا بلير انه ليس بالسياسي الزئبقي، كما في حال الرئيس الفرنسي شيراك، فهو لا يتنصل من مسؤولياته. أقر بأخطاء العراق لكنه أصر على ان معركة العراق أيضا كانت ضرورية وحتمية افسدتها اخطاء ادارة ما بعد الحرب القاتلة. ويدرك جيدا ان للنصر ألفَ أب بخلاف الهزيمة، كما نرى في العراق. حكم الكثيرون على بلير دائما من الموضوع العراقي ونسوا، أو لنقل لم ينتبهوا، الى انه تميز بكونه أكثر زعيم بريطاني تصالح مع الجميع في المنطقة، ولم يتخذ مواقف متشددة ضد أي طرف عربي بخلاف واشنطن. لقد سعى للتواصل مع سورية في وقت كانت الرغبة الحاسمة في واشنطن بمقاطعتها، لكن دمشق كالعادة خيّبت مساعيه. حاول أيضا فتح قناة لتخفيف الاحتقان مع الإيرانيين، لكن طهران كانت أسرع في إعلان التخصيب وصد المفتشين واستعداء المجتمع الدولي. بلير ربما هو نتاج العلاقة التقليدية بين واشنطن ولندن، إلا أنه زعيم حكم عشر سنوات صعبة، كان فيها صاحب مواقف تاريخية. alrashed@asharqalaw sat.com
|
| |
|
|
|
|
|
|
|