|
Re: وهكذا ... القوميون العرب يؤكدون مساندتهم للسودان (Re: ghariba)
|

المؤتمر القومي العربي في البحرين ... شعوذة المهزومين ؟
من قلم : داود البصري من جديد و مرة أخرى ، يعاود معسكر الهزيمة الفكرية و الحضارية في العالم العربي ممثلا لما يسمى بالمؤتمر القومي العربي البيروتي النشأة و التأسيس تكتله و يجتمع هذه المرة في مملكة البحرين الشقيقة و تحت قصف مكثف من الشعارات البراقة و المخادعة التي أثبتت الأيام و الأحداث مدى فشلها و خوائها بعد الهزائم الكبرى و التاريخية لقوى الأحزاب القومية العربية التي لم تستطع قيادة الشعوب العربية سوى نحو الهزائم الثقيلة و الموجعة و التي فشلت تاريخيا و ميدانيا في تحصين العالم العربي و تنظيفه من التيارات الطائفية المتطرفة المريضة و الأصولية الإرهابية المجرمة بل أن الأنظمة التي حكمت بالشعارات ذاتها التي يروج لها أهل المؤتمر القومي في مؤتمراته القومية و بياناته الهزيلة المضحكة قد قامت بإرتكاب جريمتها الكبرى بتجزئة العالم العربي المجزأ أصلا و تهشيم المجتمعات العربية من خلال سياسة الإرهاب و الإستبداد و الحكم الشمولي الذي عصف بالحريات و بكل قيم و أدوات المجتمع المدني الحقيقية و ضرب كل القوى الحداثية التي من شأنها إيقاف عجلة التدهور الثقافي و التراجع الحضاري و أعتقد أن التجارب السياسية الفاشلة بل الموجعة في كارثيتها ليست بحاجة إلى دليل ؟ فها هو الوضع المتفجر في العراق قد حول ذلك البلد لمستوطنة طائفية مريضة تفككت فيها كل عرى التضامن الوطني و سادت لغة الطائفية المقيتة و العشائرية المتخلفة كما ترسخت ثقافة الموت العدمية بعد ترسخ تيارات السلف المتوحشة التي لا تمتلك أي برنامج إنساني مستقبلي سوى الخوض في غبار القرون الماضية و محاولة إحياء نماذج سياسية و سلطوية تجاوزها الزمن و العقل و بما يمثل حالة نكوص و تراجع فكري حقيقية ، و لم يكن السبب في ذلك الإحتلال وحده أبدا.. بل كان السبب الحقيقي هو الفشل التام لنظام البعث القومي البائد في العراق في خلق وحدة وطنية أو تربية نموذج قومي عربي و إنساني سليم وفقا للشكل و المواصفات التي تتحدث عنه بيانات المؤتمر القومي العربي الهزيلة المصاغة بلغة ديناصورية تجاوزها الزمن و المعبرة عن حال سياسيين فاشلين ليست لديهم أي بضاعة فكرية حقيقية سوى التسول على شعارات البعث البائد و على شعارات الأنظمة العسكرية ذات الخلفية الطائفية و العشائرية التي أسست لكل ملامح و أشكال الخراب في العالم العربي ففي مقالة كتبها أحد من هؤلاء في صحيفة ( الأيام البحرينية ) و هو يمجد المؤتمر القومي العربي و إجتماعاته في البحرين نرى كل عناصر التداخل الفظيعة بين الشعارات المفلسة لأهل المؤتمر و بين دعايات التيارات و الجماعات الإرهابية السلفية المتوحشة التي تروج لتيارات الموت في العراق حينما يتحدث عن الهزيمة التاريخية لما يسميه المشروع الأميركي و إنتصار مشروع ما يسمى بالمقاومة العراقية ؟ و هنا أتساءل بصدق عن أي هزيمة أميركية يتحدث هؤلاء و صنمهم الأكبر و هبل العصر نظام البعث البائد قد تهاوى كالعصف المأكول تحت أقدام الشعب في منظر تاريخي ستخلده ذاكرة الشعوب الحية لقرون عديدة و كان بداية فعلية لنهضة تحررية شاملة لا بد أن تفرض منطقها و إن بدت الظواهر الراهنة عكس ذلك تماما ؟ ثم عن أي مقاومة عراقية يتحدث بعض المفلسين ؟ هل هي مقاومة الإرهابي المقبور أبو مصب الزرقاوي ؟ أم أنها مقاومة أبو عمر البغدادي و أبو بطيخ المصري !! و أبو مصيبة الليبي أو أبو سياف الجزائري ؟ و أبو حنظلة المغربي! هل هي مقاومة القتل الطائفي الأحمق الجبان ؟ أم هي مقاومة بقايا البعث و فدائيي صدام من الذين ينتحلون الشعارات الدينية و الإسلامية و يمعنون في قتل الناس على الهوية و تفجير الأسواق و زرع الخراب في مدن العراق و قراه في محاولة مجنونة و يائسة للوقوف ضد تيار الحرية الجارف و الذي سيكتسح لا محالة كل عقول التحجر و الظلام؟ .. إنها تحليلات بائسة و مريضة لتجمع من الحزبيين و السياسيين الفاشلين يريدون إيهام الرأي العام بأنه يعبر عن الأمة بينما في حقيقته المطلقة هو تعبير عن بقايا أتباع أنظمة الهزيمة و العار الطائفية المستبدة و التي سقط بعضها فيما ينتظر البعض الآخر ، دون أن ننسى أن العديد من أتباع و قيادات ما يسمى بالمؤتمر القومي العربي كانوا من هيئة الدفاع عن الفاشية البائدة في العراق و كانوا من رجال نظام البعث البائد الذين يحاولون من خلال ( نضال الفنادق و إلتهام الموائد ) معاكسة عجلة التاريخ.. و لكن ستظل للمؤتمر القومي العربي حسنة كبرى تتمثل في كونه قد أكد على حقيقة : ( أن الديناصورات لا زالت حية في الفكر السياسي العربي )!!... الهزيمة الحقيقية و المستقبلية هي هزيمة أهل التحجر و الظلام و أصحاب المشاريع الدموية المتوحشة رغم تغليفها بعبارات التضامن القومي الفضفاضة التي تعرف الشعوب حقيقتها.. و لا عزاء لأهل النفاق القومي الشامل ؟.
| |

|
|
|
|