|
|
 تشاد .. اعتذار ام تهديد ؟
|
خسارة دبلوماسية أخرى
علامي... اعتذار... أم تهديد؟
البدوي يوسف
اخيرا قبلت الخرطوم باعتذار انجمينا عن توغل الجيش التشادي داخل الاراضي السودانية وهجومه على منطقة (فربرنقا) بولاية غرب دارفور الاثنين الماضي، الذى اسفر عن مقتل وجرح (58) فرداً من القوات المسلحة السودانية.
قبلت الحكومة الاعتذار التشادي بعد خمسة ايام من الهجوم، على الرغم من استدعائها سفير تشاد ومطالبته برد مكتوب من حكومة بلاده حول اسباب الهجوم واخطاره برفضها القاطع لاي اعتذار، ورفضها استقبال اي وفد تشادي في الخرطوم مع التلويح برد عسكري صارم تختار زمانه ومكانه القوات المسلحة، ثم فجأة وبدون مقدمات وبعد سويعات فقط من الوعيد و رفض الاعتذار على لسان وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق واعتباره غير كاف ، تحولت الحكومة (180) درجة، واعلنت على لسان وزير الدولة بوزارة الخارجية السماني الوسيلة قبولها الاعتذار الذي نقلته وزارة الخارجية التشادية لسفير السودان بإنجمينا عبدالله الشيخ، واكتملت مراسم قبول الاعتذار بوصول وزير الخارجية التشادي احمد علامي على رأس وفد كبير الى الخرطوم امس الاول، ليعود الى بلاده ناقلاً حرص الرئيس عمر البشير على العمل سويا مع نظيره التشادي ادريس ديبي لطي صفحة الخلافات بكل مراراتها. واقع الامر، ان الحكومة قدمت دليلا جديدا على انها لا تتعلم من تجاربها ومعاركها الخاسرة على كثرتها ، وبالتالى كان من الطبيعي ان تخسر ايضا معركتها الدبلوماسية مع تشاد، لتنقلب الصورة في خاتمة المطاف ومن ثم تبدو القوات المسلحة السودانية وكأنها هي التى توغلت داخل اراضي تشاد رغم اعتراف الاخيرة واعتذارها واسفها عن الهجوم . وان كانت الدبلوماسية السودانية فشلت في كسب معركتها، فان الدبلوماسية التشادية عرفت منذ الوهلة الاولى كيف تدير الازمة بهدوء شديد، فهي بداية لم تستعجل إرسال وفد الى السودان، وتجلت براعتها في اختيار التوقيت ، فمع ان الهجوم وقع منذ الاثنين الماضي، حددت تشاد لزيارة وزير خارجيتها للخرطوم السبت اي بعد خمسة ايام من وقوع الهجوم، فأرسلت بذلك رسالة مفادها أنها ليست في عجلة من امرها وبالتالى ليست منزعجة او نادمة على فعلتها حتى تهرول للخرطوم ، كما ان بحث الامر بعد قرابة الاسبوع يتيح مناقشة الامور بعقلانية بعيدا عن انفعالات اللحظات الاولى.
وعرفت الدبلوماسية التشادية كيف تتحاشى وتتفادى ذل الاعتذار، فأعلن وزير خارجيتها احمد علامي في الخرطوم ان بلاده تريد السلام مع السودان لكنها في الوقت ذاته لن تتخلى عن ملاحقة المتمردين في اي مكان. فقد نقلت وكالة «رويترز» عن علامي قوله إن بلاده تريد تسوية سلمية لنزاع حدودي مع السودان لكنها ستستخدم القوة العسكرية ضد المتمردين ومليشيا سودانية تتهمها تشاد بدخول اراضيها.
واضاف: '' اذا ضربتنا هذه الجماعات.. هؤلاء المرتزقة.. مرة اخرى فسوف نلاحقهم اينما ذهبوا ونأمل ان سمح الاشقاء السودانيون لنا بملاحقتهم الى داخل السودان'' وقال علامي ''اعتذرنا لكن لا يمكننا القول اننا نتحمل المسؤولية وحدنا. لم يكن من المفترض ان تكون القوات السودانية في تلك المنطقة. لكنني لا أعتقد ان الجانب الآخر لديه نفس الرؤية لما حدث هناك'' وبالتالى يمكن القول ان رئيس الدبلوماسية التشادية وصل الخرطوم حاملا رسالتين : الاولى خطية وفيها اعتذار للخرطوم عن هجوم فربرنقا، والثانية شفاهية ـ للعالم بأسره ـ وفيها اعتذار مسبق عن هجوم قادم يحدد زمانه ومكانه الجيش التشادي.
|
|
 
|
|
|
|
Faisal Al Zubeir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست