|
|
 منتدى الأربعاء بالصالحية - التعدادات السكانية واستخداماتها في التخطيط التنموي (السودان نموذجاً)
|
في سلسلة ندواتها أقامت الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج الصالحية
بدارها بالرياض ندوة بعنوان التعدادات السكانية واستخداماتها في التخطيط
التنموي السودان نموذجاً ..
المتحدث الرئيس: أ. د. عثمان الحسن محمد نور
(قدمت هذه المحاضرة في ندوة الأربعاء التي تقيمها الرابطة
الرياضية الصالحية مساء الأربعاء الموافق 11/5/2007م)
أولاً: الإحصاءات السكانية وأهميتها:
تعد البيانات الإحصائية من المتطلبات الأساسية لإعداد الخطط والبرامج التنموية في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها . ومما لا شك فيه أن البيانات الإحصائية الدقيقة والشاملة تساهم في بلورة التصورات والرؤى الأكثر اقتراباً من الواقع مما يطمئن المخططين على سلامة التوجهات التي تتضمنها الخطط وموضوعاتها سواء على مستوى الأهداف المطلوب تحقيقها أو الخطوات الإجرائية المطلوبة للتنفيذ. وتساعد الإحصاءات المرتبطة بالإسقاطات والتنبؤات، وتحديد أكثر المسارات منطقية فيما يخص خطط التنمية بكافة جوانبها.
وتأتي الإحصاءات السكانية (الديموجرافية) في مقدمة البيانات الإحصائية من حيث أهمية جمعها وتوثيقها وتدقيقها وتحليلها واستخدامها في خطط وبرامج ومشروعات التنمية. هذا بالإضافة إلى أنها تمثل الإطار العام لأنظمة المعلومات في أية دولة من دول العالم التي تتبنى مثل هذه الأنظمة. وتعد الإحصاءات السكانية ضرورة لبناء وتطوير النماذج والنظريات السكانية التي تستخدم للعديد من الأغراض في الجانب السكاني مثل:
أ - التعرف على مستويات واتجاهات العوامل والمتغيرات المتعلقة بالمجتمع السكاني.
ب - دراسة الارتباطات والعلاقات المتبادلة بين هذه العوامل والمتغيرات السكانية وتحديدها مع المتغيرات المرتبطة بالجوانب التنموية المختلفة .
ج - إجراء الإسقاطات لمعرفة مسارات النمو السكاني والنشاطات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية، وذلك باستخدام نماذج إحصائية يتم بناؤها لمثل هذه الأغراض.
ويعد تعداد السكان والمساكن المصدر الأساسي للإحصاءات التي يرتكز عليها التخطيط العلمي الدقيق لمختلف مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية وبرامجها، بحيث يتم توجيه ثروات البلاد التوجيه الصحيح، بما يعود على الجميع بالخير والازدهار. ويعرَف التعداد السكاني "بأنه العملية الكلية لجمع البيانات الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالسكان في وقت معين، وتجهيز تلك البيانات وتحليلها ونشرها. كما تتضمن عملية التعداد جمع بيانات عن المساكن التي يقيم فيها السكان. ويعني هذا التعريف أن يتم عد كل فرد من الأفراد الموجودين على قيد الحياة داخل حدود بلدٍ معين في لحظة وتاريخ معينين، وأن تسجل خصائص الأفراد الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية في تاريخ إسنادها الزمني المحدد لكل منها منفصلة عن خصائص غيره من أفراد الأسرة.
ثانياً: أهداف التعداد السكاني:
أ - توفير متطلبات الدولة واحتياجات المخططين والباحثين من البيانات الأساسية عن السكان والمساكن التي تتطلبها خطط التنمية.
ب - إيجاد إطار حديث لكافة الأبحاث التي ستجرى بأسلوب العينات في الفترات اللاحقة للتعداد السكاني.
ج - الحصول على قاعدة عريضة من البيانات التي تساعد على إجراء الدراسات السكانية والديموجرافية المختلفة لأغراض التخطيط الاجتماعي والاقتصادي.
د - توفير البيانات والمؤشرات السكانية دورياً لقياس التغير في الخصائص السكانية مع مرور الزمن وإجراء المقارنات وتقييم التقديرات والإسقاطات السكانية.
ثالثاً: ملامح التعدادات السكانية:
أ - الشمول: يجب أن يكون التعداد السكاني شاملاً لجميع أفراد المجتمع دون حذف أو تكرار .
ب - الفردية: يعدُ كل فرد على حده وتسجل خصائصه منفصلة عن غيره من الأفراد حتى يمكن تصنيف الخصائص العديدة للسكان، مثل تصنيف المهنة مع المستوى التعليمي والحالة العمرية والحالة العملية مع فئات العمر والجنس .. الخ.
ج - الآنية: وتعني الآنية أن يتم عدّ كل فرد في أقرب ما يمكن إلى نفس اللحظة الزمنية التي تنسب إليها البيانات التي يتم جمعها في استمارة التعداد .
د - الدورية: أن يتم إجراء التعداد بصفة دورية كل خمس أو عشر سنوات، حسب توصية الأمم المتحدة، لأن ذلك يساعد في تجديد البيانات وتحديثها بصفة دورية.
هـ - السرية: التأكيد على مبدأ سرية البيانات الشخصية للفرد والأسرة، ويلاحظ أن تحليل بيانات التعداد ونشرها يتم على أساس المجموعات وليس على مستوى الأفراد مما يضمن سرية البيانات . كما أن أسماء الأفراد لا تظهر كلية عند تصنيف وتحليل ونشر بيانات التعداد .
رابعاً: أسلوب تنفيذ التعداد:
هناك أسلوبان أساسيان لعد السكان، هما:
أ - العد الفعلي: De Facto : وهو حصر الأشخاص في مكان وجودهم وقت التعداد بصرف النظر عن كونهم من سكان هذا المكان بصفة دائمة أو زائرين له بصفة مؤقتة. وعلى ذلك يعدُ الزائر للأسرة ليلة الإسناد الزمني ضمن أفرادها . ولا يعد ضمن أسرته الحقيقية التي يعيش معها عادة. ويستخدم هذا الأسلوب غالباً في الدول النامية، حيث ترتفع نسبة الأمية. وقد استخدم هذا الأسلوب في التعدادات السودانية، لما يتميز به من بساطة وعدم تعقيد.
ب - العد النظري: De Juri: ويقصد به حصر الأشخاص حسب مكان إقامتهم المعتادة بصرف النظر عن أماكن وجودهم ليلة الإسناد الزمني (ليلة التعداد السكاني). ومن المفترض أن يجري التعداد السكاني في جميع مناطق الدولة في لحظة معينة، ولكن نسبة لاستحالة هذا الأمر فإن فترة جمع بيانات التعداد السكاني قد تطول أو تقصر بناءاً على اتساع رقعة الدولة والإمكانيات المتوفرة لجمع البيانات من باحثين ووسائل النقل والاتصال وخلافه.
ويدخل في عملية العد، جميع الأفراد المقيمين داخل الحدود الجغرافية للدولة من مواطنين ومقيمين ونازحين ومهاجرين وعاملين. وهنالك بعض الدول تحرص على حصر مواطنيها المقيمين خارج البلاد، ولكن التعداد السكاني الذي سيجري في نوفمبر من هذا العام في السودان لن يشتمل على السودانيين المقيمين خارج البلاد.
خامساً: أهم محتويات صحيفة استبيان التعداد:
أ - البيانات الإدارية والتنظيمية: (وتشمل الحي، والمربع (Block or Colony)، والحارة والقرية، وتجمعات البادية ..الخ).
ب - بيانات عن خصائص المسكن والمنشآت السكنية: وتشمل نوع المسكن، وضع المسكن، صفة الحيازة، عدد الغرف، مصدر المياه، نوع تقديم المياه، الصرف الصحي، مصدر الإنارة، وقود الطهي .. الخ).
ج - البيانات الديموجرافية: وتشمل صلة القرابة، العمر، النوع، الجنسية، دولة الإقامة السابقة داخل الدولة، مكان الميلاد، مكان الإقامة السابقة داخل الدولة، مكان الإقامة المعتاد داخل الدولة (وتستخدم هذه البيانات في تحديد حجم الهجرة الداخلية)، بيانات تعليمية وبيانات عن الحالة الزواجية (متزوج – مطلق – أرمل – أعزب) .. الخ.
د - بيانات اقتصادية: المهنة، الحالة العملية، موقع العمل، نوع النشاط الاقتصادي، دخل الأسرة، الإنفاق الشهري للأسرة .. الخ.
هـ - بيانات عن الخصوبة: (للنساء اللائي سبق لهن الزواج)، وتجمع بيانات عن الولادات التي حدثت خلال الأثني عشر شهراً التي سبقت التعداد.
و - بيانات عن الوفيات التي حدثت للأسرة حسب النوع والعمر خلال الأثني عشر شهراً التي سبقت التعداد. وقد تلجأ بعض الدول لجمع بيانات أخرى عن قضايا وموضوعات معينة كالإعاقة والسياحة والثقافة والترفيه والرياضة وغير ذلك. وأرى أن مثل هذه المعلومات ربما تجعل صحيفة الاستبيان طويلة ومملة للأفراد وربما يؤثر ذلك في جودة البيانات التي تجمع من الأسر والأفراد. وغالباً يتم جمع مثل هذه المعلومات الضرورية عن طريق مسوحات العينة المتخصصة.
خامساً: استخدامات بيانات التعداد السكاني:
تسـتخدم بيانـات التعـداد السـكاني فـي مجـالات عـديدة نذكـر منها على سبيل المثال لا
الحصر مايلي:
أ - يساعد التوزيع الجغرافي للسكان في توزيع الخدمات من مدارس ومراكز صحية وطرق وغيرها وفقاً لعدد السكان وللاحتياجات.
ب - يساعد التوزيع الجغرافي للسكان في توزيع الدوائر الانتخابية.
ج - تساعد بيانات التعداد السكاني في تقدير معدلات النمو السكاني والتنبؤ بأعداد السكان مستقبلاً ، والتي تستخدم بدورها في البرامج والمشروعات المستقبلية.
د - يستخدم التوزيع العمري والنوعي للسكان في تحديد الأعداد المتوقع قبولها في مراحل التعليم المختلفة. كما تساعد بيانات التعداد في معرفة التقدم الذي حدث في محو الأمية ونشر المعرفة.
هـ - تفيد بيانات الحالة العملية للإفراد في إعطاء صورة عن السكان القادرين على العمل المنتج وأولئك الذين يقومون بأعباء النشاط الاقتصادي وإعالة بقية الأفراد غير العاملين.
و - يساعد التركيب المهني لقوة العمل لمعرفة مدى ملاءمة قوة العمل مع الاحتياجات الفعلية لبرامج التنمية، كما يساعد التركيب المهني على معرفة المهن التي يجب التركيز عليها في التدريب.
ز - يستخدم توزيع السكان حسب النشاط الاقتصادي في تحليل الناتج المحلي والدخل القومي عن طريق نسبة مساهمة النشطين اقتصادياً في كل قطاع اقتصادي.
ح - تساعد بيانات الإنفاق الشهري للأسر على رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية وسياسة محاربة الفقر.
ط - تساعد بيانات المساكن في معرفة احتياجات الأسر والأفراد من المنازل والمجمعات السكنية والخدمات المرتبطة بها من مياه وكهرباء وطرق .. الخ.
ي - تساعد بيانات الولادات والوفيات في معرفة الصحة الإنجابية وأسباب الوفيات وفي معرفة معدلات النمو السكاني.
سابعاً: الإسناد الزمني:
ويعرف الإسناد الزمني باللحظة أو الفترة الزمنية التي تسند إليها بيانات التعداد السكاني وذلك على النحو التالي:
أ - تسند بيانات جميع الأفراد من حيث الخصائص السكانية إلى منتصف ليلة التعداد.
ب - تسند البيانات الاقتصادية إلى الأسبوع السابق لليلة التعداد.
ج - تسند بيانات المواليد والوفيات إلى الأثني عشر شهراً السابقة لليلة الإسناد الزمني (أي خلال سنة)
د - تسند بيانات إنفاق الأسرة إلى الشهر السابق لليلة الإسناد الزمني.
ثامناً: التعدادات السكانية التي أجريت في السودان:
يعد السودان من الدول التي لها تجارب حديثة محدودة في إجراء التعدادات السكانية، حيث أجري أول تعداد سكاني بعد استقلال السودان في عام 1956م، وقد شمل جميع مناطق السودان بما في ذلك المديريات الجنوبية، وبلغ عدد سكان السودان في ذلك الوقت نحو عشرة ملايين نسمة. ثم انتظرنا فترة طويلة حتى أجرى التعداد الثاني عام 1973م. أما التعدادين الثالث والرابع فقد أجريا في عامي 1983م و 1993م. ويعد التعداد الخامس، ثاني تجربة إحصائية تشمل جميع مناطق السودان، بعد أن توقفت الحرب التي كانت مشتعلة في جنوب السودان منذ عام 1955م. وقد نصت اتفاقية نيفاشا على ضرورة إجراء تعداد سكاني في جميع ولايات السودان لاستخدام بياناته في وضع الخطط والبرامج التنموية ولتحديد الدوائر الانتخابية.
وتتلخص مراحل التجهيزات للتعداد السكاني الخامس فيما الآتي:
أ - تكوين اللجان الوزارية والفنية والولائية ... الخ للتعداد السكاني.
ب - تجهيز الخرائط وإجراء المسوحات الجوية لجميع قرى ومدن ومناطق السودان، وتوفير الإمكانيات المادية والبشرية.
ج - إجراء الحملات الإعلامية والتوعية بأهمية التعداد السكاني وفوائده للدولة والمجتمع والموطن.
د - إعداد صحيفة الاستبيان ومحتوياتها.
هـ - تدريب العدادين والمشرفين والإداريين وغيرهم من الذين يعملون في التعداد السكاني.
و - إجراء التعداد التجريبي لاختيار صحيفة الاستبيان ومعرفة الصعوبات .. الخ (لقد أجريت هذه المرحلة في أبريل 2007م)
ز - إجراء العد الحقيقي للسكان والمساكن (من المتوقع أن يبدأ في نوفمبر 2007م)، وتتضمن هذه المرحلة التدقيق الميداني والمكتبي للبيانات.
ح - إدخال البيانات في الحاسب الآلي.
ط - جدولة البيانات وتجهيزها وتحليلها.
ي - نشر نتائج التعداد وتوزيعها إلى المؤسسات الحكومية وإدارات الدولة ومراكز البحوث والجامعات والمكتبات والمنظمات الإقليمية والدولية .. الخ للاستفادة من بياناتها.
تاسعاً: السكان والتنمية:
لقد حظي البحث في مجال السياسات السكانية وارتباطها بمتغيرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية باهتمام كبير من قبل الحكومات والهيئات العلمية والمنظمات الإقليمية والدولية، ومن حيث الباحثين والمهتمين بقضايا السكان والتنمية، حيث انعقدت خلال النصف الثاني من القرن العشرين الكثير من المؤتمرات والندوات الإقليمية والعالمية لبلورة موقف محدد من قضايا السياسات والاستراتيجيات السكانية. ويعزى اهتمام الباحثين الذين تناولوا دراسة العلاقة التبادلية بين قضايا السكان والتنمية لعدة أسباب أهمها:
1) أن العنصر البشري من العناصر الأساسية في تحريك عجلة التنمية وفي حصاد عائدها.
2) الارتفاع الملحوظ في معدلات النمو السكاني بسبب ارتفاع معدلات المواليد وانخفاض معدلات الوفيات في عدد من الدول النامية، وما يترتب على ذلك من تأثير على معدلات الإنتاج والنمو الاقتصادي.
وتجدر الإشارة إلى أن التخطيط للتنمية الشاملة في كل المجتمعات يعتمد على وجود سياسة سكانية واضحة ومرنة، لأهميتها في إعداد وتنفيذ برامج وخطط التنمية بصفة عامة، والموارد البشرية على وجه الخصوص.
لقد تلخصت الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة في ثمانية أهداف رئيسة نوجزها في الآتي:
1) القضاء على الفقر المدقع والجوع، وذلك بتخفيض عدد الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد بمقدار النصف.
2) تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، وذلك بوجود مكان في مدارس المرحلة الابتدائية لجميع الذكور والإناث بحلول العام 2015م.
3) تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وذلك بالقضاء على الفوارق بين الجنسين في التعليم العام بحلول العام 2005م وفي جميع مستويات التعليم بحلول عام 2015م.
4) خفض وفيات الأطفال الرُضع والأطفال دون الخامسة من العمر بمقدار الثلثين بحلول عام 2015م.
5) تحسين صحة الأمهات، وذلك بخفض معدل وفيات الأمهات عند الولادة بمقدار ثلاثة أرباع بحلول عام 2015م.
6) مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا وغيرها من الأمراض.
7) كفالة الاستدامة البيئية وذلك عند طريق:
- إدماج مباديء التنمية المستدامة في سياسات البلدان وبرامجها القطرية وانحسار فقدان الموارد البيئية.
- خفض نسبة الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على مياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية الأساسية إلى النصف بحلول عام 2015م.
- تحقيق تحسن كبير بحلول عام 2020م في معيشة ما لا يقل عن 100 مليون من قاطني الأحياء الفقيرة.
8) إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية وذلك عن طريق:
- إقامة نظام تجاري ومالي يتسم بالانفتاح والتقيد بالقواعد والقابلية للتقيد به.
- المعالجة الشاملة لمشاكل ديون البلدان النامية باتخاذ التدابير على المستويين الوطني والدولي لجعل تحمل ديونها ممكناً على المدى الطويل.
- التعاون مع البلدان النامية لوضع وتنفيذ استراتجيات تتيح للشباب عملاً لائقاً ومنتجاً.
- التعاون مع القطاع الخاص لإتاحة فوائد التكنولوجيات الجديدة، وبخاصة تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وفيما تبقى من هذه المحاضرة نحاول التعرف على ما تم تحقيقه من هذه الأهداف خلال الفترة السابقة بالنسبة للسودان، من واقع الإحصاءات والبيانات المتوفرة، ومن واقع تقارير التنمية الإنسانية العربية التي أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن التقارير التي صدرت حتى الآن بلغت أربعة تقارير على مستوى الدول العربية تناولت الموضوعات التالية:
أ - تقرير خلق الفرص للأجيال القادمة (2002م).
ب - تقرير موضوع المعرفة في الوطن العربي (2003م).
ج - تقرير الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد (2004م).
د - تقرير نحو نهوض المرأة في الوطن العربي (2005م).
واعتمدت تلك التقارير دليل مؤشر التنمية البشرية في تصنيف الدول العربية وفقاً لمدى التقدم الذي تم في مجال التنمية البشرية. ويعد دليل التنمية البشرية مقياساً موجزاً وبسيطاً لثلاثة أبعاد لمفهوم التنمية البشرية تتلخص في متوسط العمر المتوقع عند الميلاد، وفي مدى إلمام البالغين بالقراءة والكتابة ونسب الالتحاق بالتعليم العام ومستوى المعيشة الذي يقاس بإجمالي الناتج المحلي. ويبلغ مؤشر التنمية البشرية في السودان وفقاً للأبعاد الثلاثة أعلاه 512ر0، ويحتل السودان بناءً على هذا المؤشر الترتيب رقم 141 على مستوى دول العالم، مما يعني أن ما تحقق من إنجازات في مجالات التنمية في السودان ما زال متواضعاً. أما بالنسبة لترتيب السودان وفقاً لمؤشر التنمية أعلاه بالنسبة للدول العربية، فإنه يبلغ ستة عشر، ويلي السودان في الترتيب اليمن والعراق وموريتانيا وجيبوتي والصومال.
وتشير الإحصاءات والبيانات المتوافرة عن السودان فيما يتعلق بتحقيق أهداف الألفية الثالثة
إلى الآتي:
أ - مازالت معدلات وفيات الأطفال الرُضع من أعلى المعدلات مقارنة بمعظم الدول العربية، حيث تسجل 72 حالة وفاة لكل ألف طفل رضيع مقارنة بنحو 6 حالات وفاة في الألف لدولة الكويت. أما وفيات الأمهات عند الولادة فلا تقل عن 500 لكل مائة ألف ولادة، مقارنة بـ 7 وفيات لكل مائة ألف ولادة في دولة قطر. كما نلاحظ تدني نسبة الإنفاق على الصحة من إجمالي الناتج القومي، حيث لا تزيد النسبة المئوية عن 1% . وقد أدت معدلات الوفيات المرتفعة إلى تدني متوسط عمر الفرد، حيث يبلغ في السودان 4ر56 سنة.
ب - تشير مؤشرات التنمية إلى تدني نسب الالتحاق بالتعليم العام في السودان حيث لا تزيد النسبة عن 65%، مع وجود فارق في هذه النسبة بين الذكور والإناث، مما يؤكد على أن المجهودات الخاصة بالمساواة بين الذكور والإناث فيما يتعلق بتوفير الفرص التعليمية لا تزال متواضعة. وتبلغ نسبة من يستطيعون القراءة والكتابة 59%، وتعد هذه النسبة متدنية، مقارنة ببقية الدول العربية.
ج - وتبلغ نسبة السكان الذين لا يحصلون على ماء محسّن في السودان نحو 31%، كما نلاحظ ارتفاع نسبة السكان الذين ليس لديهم خدمات الصرف الصحي، حيث تبلغ نسبتهم 67%.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى الأربعاء بالصالحية - التعدادات السكانية واستخداماتها في التخطيط التنموي (السودان نموذ (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
يعد السودان من الدول التي لها تجارب حديثة محدودة في إجراء التعدادات السكانية، حيث أجري أول تعداد سكاني بعد استقلال السودان في عام 1956م، وقد شمل جميع مناطق السودان بما في ذلك المديريات الجنوبية، وبلغ عدد سكان السودان في ذلك الوقت نحو عشرة ملايين نسمة. ثم انتظرنا فترة طويلة حتى أجرى التعداد الثاني عام 1973م. أما التعدادين الثالث والرابع فقد أجريا في عامي 1983م و 1993م. ويعد التعداد الخامس، ثاني تجربة إحصائية تشمل جميع مناطق السودان، بعد أن توقفت الحرب التي كانت مشتعلة في جنوب السودان منذ عام 1955م. وقد نصت اتفاقية نيفاشا على ضرورة إجراء تعداد سكاني في جميع ولايات السودان لاستخدام بياناته في وضع الخطط والبرامج التنموية ولتحديد الدوائر الانتخابية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى الأربعاء بالصالحية - التعدادات السكانية واستخداماتها في التخطيط التنموي (السودان نموذ (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
لقد تلخصت الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة في ثمانية أهداف رئيسة نوجزها في الآتي:
1) القضاء على الفقر المدقع والجوع، وذلك بتخفيض عدد الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد بمقدار النصف.
2) تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، وذلك بوجود مكان في مدارس المرحلة الابتدائية لجميع الذكور والإناث بحلول العام 2015م.
3) تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وذلك بالقضاء على الفوارق بين الجنسين في التعليم العام بحلول العام 2005م وفي جميع مستويات التعليم بحلول عام 2015م.
4) خفض وفيات الأطفال الرُضع والأطفال دون الخامسة من العمر بمقدار الثلثين بحلول عام 2015م.
5) تحسين صحة الأمهات، وذلك بخفض معدل وفيات الأمهات عند الولادة بمقدار ثلاثة أرباع بحلول عام 2015م.
6) مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا وغيرها من الأمراض.
7) كفالة الاستدامة البيئية وذلك عند طريق:
- إدماج مباديء التنمية المستدامة في سياسات البلدان وبرامجها القطرية وانحسار فقدان الموارد البيئية.
- خفض نسبة الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على مياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية الأساسية إلى النصف بحلول عام 2015م.
- تحقيق تحسن كبير بحلول عام 2020م في معيشة ما لا يقل عن 100 مليون من قاطني الأحياء الفقيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Mohamed Abdelgaleel
معتصم دفع الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست