الرحيل إلى جنة الجراد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2002, 08:51 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرحيل إلى جنة الجراد

    الاخوة و الاخوات الكرام
    ارسل لى الكاتب د.بشرى الفاضل مجموعة قصص قصيرة اليكم و وعدنى بالانضمام للمنتدى فى الفترة القادمة .واصالة عن نفسى ونيابة عن كل الاعضاء اشكر رائد القصة القصيرة فى السودان لهذه المساهمة و نحن فى انتظار ان تكون بيننا يا بشرى وهذه اول مساهمة وهى بعنوان "الرحيل إلى جنة الجراد" و انشاء الله سوف انشر بقية المساهمات فى الايام القادمة
    فصول من رواية سيمفونية الجراد
    خرجت جريرة وهي جرادة نشطة في رحلة من رحلاتها الدورية للبحث عن جرير الغائب منذ خمس جردات, والجردة هي سنة الجراد, وعن الخضرة في ديار احطوطبت مشاعرها وعن سرب لا يجيء. قالت راوية هذه الحكاية وهي جرادة ذات استطرادات لراوٍ آخر سيوبر أن الخضرة هي موسيقى الجراد ولذا فهو ليس معادياً لها بل هو يسمعها ويستنشقها ولا يروي ظمأه منها إلا بالتهامها.
    خرجت جريرة في صيفٍ امتد فيه الرماد من نشاف بلاعيم البشر إلى انطواء السجلات الخضراء عن الجداول والقنوات والأنهار والمروج والمهج . كانت جريرة عائدة قبل شتاء من ديار جارد. فعاتب وهو من الجراد العتاب كان قد جاءها ذات يوم جذلاً وقال أنه شاهد جريراً هناك . سافرت جريرة إلى جارد على عجل ثم عادت من رحلتها بهاء سكت مريرة كالغصة وباتت شتوياً تنضح بالحسرة.
    كانا وجرير قد أنجبا تجريدتين ولا تعترف أسراب الجراد العليا بفاعلية الإسهام في حفظ النوع ضد سلاح المبيدات المحرم سربياً . إلا بإنجاب ثلاث تجريدات. خرجت جريرة أملاً في العثور على حبيبها ومن أجل تقدم السلالة. و حب الجراد صادق دائماً .في هذه المرة أخبرتها جرة الجرادة المشبوهة العائدة للتو من نواحي القصبة أن جريراً يرتع بين قريناته الجديدات وسط بساتين جارودي عاصمة الجراد
    تتأفف جريرة . تزفر أحزانها من خلال فمها الصغير فتقول
    ـأوففف
    وتلتقط الريح فقاعة الهواء الصغيرة وتدخلها ضمن نسيجها الفاعل
    فلا يكاد أحد يسمع شيئاً ولذا يظن الجميع أن ليس للجرادأصوات .كانت جريرة في حالة جوع دائم حد التصاق جنبها الأيسر بالأيمن . وحين خرجت قاصدة جارودي أفردت دفتها الصغيرة وفتحت فوانيسها المحورية وعدلت من الساري ثم أسلمت نفسها لتيار الرياح العاتية. طارت بها الريح وطارت جاغة وجاغة فجاغات والجاغة هي ساعة الجراد وهي 39 ق. زمن الجراد الداخلي من أسرار الكون. كانت جريرة تسكن في انقاية جرداء في بلاد تروى بالمطر في بطن الجزيرة قرب بلدة واصل نومك. وكل جراد واصل يعرف جريرة بنت الجزيرة . هذه الجرادة المتجردة التعيسة الحسناء.
    في أثناء طيرانها نحو جارودي كانت جريرة ترقب حركة العتاب وهو جراد شبه طائر شبه سائر وتضحك وترمق بفوانيسها الدوارة حالة انحسار موسيقى الجراد من جنبات الترع وأب عشارين والجداول والتقانت وسط الحواشات البور . . تحلم جريرة ببساتين ملأى بالبازلاء وفول الصويا والسبانخ والعنب والمشروم بدلاً عن مكرور العدس والبصل والفوم. طارت جريرة وطارت ثم طارت وشيئاً فشيئاً امتلأت ذاكرتها بالأشجان ودماغ الجراد كله ذاكرة . وما لبثت أن غنت عذاباتها بشعرٍ آسرٍ
    ـ أوف تك تكم . أوف تك تكم تـك تك .
    طارت جريرة وطارت ثم طارت وبعد جاغات وجاغات أصبحت على مشارف جارودي . في البداية دخلت الجرادة التعيسة الحسناء منطقة الريح الأصفر الذي يفصل الاقاليم القاحلة عن الأقاليم المتجهة نحو الحضارة الخضراء. وطارت طارت ثم طارت حتى وصلت الى زون الريح الأزرق ففقدت هناك وزنها وصارت ريشة في مهب الذكريات. طارت بها الريح وطارت ثم طارت وطارت وفجأة انبثقت أمام جريرة خضرة موسيقية كالخضرة التي كانت تراها في الأحلام . طارت جريرة وحلقت بالمرح كله فوق ساحة خضراء تراها لأول مرة في حياتها. ساحة جمعت عصارة الخضرة منذ عيذاب التي ليست وراءها أسراب ومن زمن غابات تركاكا والزمن القديم مما رواه جدودها عن رغد العيش قرب ودسلفاب .
    ـ صفق اللوز دا كلو هيلكم يا الحبان
    وأجابها جراد نرتتي الخضراء الخضراء من غير سوء
    ـ بالحيل
    فردت الجرادة الأم
    ـ نان ما تقرضو ا
    لجردات وجردات ظلت الأم تكرر نكتتها لجريرة حتى ربتها على حب الفكاهة وفي كل مرة تعودان معاً إلى النكتة بدءاً من آخرها
    ـ نان ماتقرضوا
    حلقت جريرة وحلقت فرحة فوق الساحة الخضراء ومن علٍ رأت الجداول الرقراقة والمياه الدفاقة والثمار البراقة ثم لاحت لها أسراب عجيبة من الجراد بدينة وتمشي الهوينا وأحست جريرة أن هذا الجراد تكاد تقتله الفاقة . وما أن اقتربت أكثر حتى حل بها الفزع وهمست لنفسها
    ـ هذا الجراد ليس من بني جلدتنا .
    كان هناك جراد سمين وجراد بدين , جراد لاحم وجراد شاحم, جراد مكتنز وجراد ينز , جراد وديك وجراد سميك, جراد منيع وجراد عاتي , جراد فات وجراد فاتي وأعجب من هذا كله فصائل أخرى من الجراد الأممي حيث كان هناك الجراد الجامبو والجراد الجراند وغيره مما لا نعرف له كنهاً.
    هبطت جريرة بمدرج مطار جارودي وكانت دهشة جراد الساحة لرؤيتها أكبر من دهشتها. هنا كفت جريرة عن تذكر النكتة القديمة والتمعت في ذاكرتها الدماغية خاطرة عن أنها ربما حلت بجنة الجراد. و اقتربت جريرة من جموع الجراد أكثر فشاهدت
    لدهشتها انشغال الجميع بالتهام نوع من الخضرة الملفوفة المحشوة باللوز. رأت الحشود تتوجه بأسلوب حضاري نحو المنصة فتقدم لها كواعب الجراد الخضرة الملفوفة في آنية خضراء مع مناديل من سندس .
    دارت جريرة ثم دارت ودارت حول جموع الجراد المتعجبة . نسيت جرير وما جرى منه وتذكرت بحزن عميق أمها وابيها في جرداء التي قرب واصل . وتملكتها شفقة طاغية وحزن ماله من قرار لكون أمها لا تعرف شيئاً عن طلعات الإستهلاك الراقية أما أبوها الزاهد فكان يسألها دائماً عن الفرق بين الإستهلاك والهلاك . أمها تقضي سحابة نهارها بين الورتاب والبتاب, تقبع بين مشلعيبها ورواكيبها وكراكيبها وغاية أمنياتها أن تحظى بصفقة عنكوليب .وفي الخريف يكون صفق العدار راقد هبطرش في الإنقاية قرب واصل نومك و
    ـ أخرجي من هنا أيتها الشحاذة الجرداء القذرة .
    انطلقت جريرة إلى أعلى بسرعة هائلة فاقدة للوعي بالدفع الميكانيكي من هذه الضربة الجراند مثل قذيفة حتى ارتطمت بروث البقر في أطراف القصبة .وظلت هناك بلا حراك لجاغات وجاغات وحين أفاقت لم تعد تذكر إلا تلك الصيحة الأخيرة
    ـ شحاذة قذرة أخرجي !
    وفتحت جريرة فمها لتصرخ لكن هاء السكت دهمتها فجأةً فسكتت.

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 06-05-2002, 08:52 PM)

                  

06-06-2002, 01:08 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل إلى جنة الجراد (Re: بكرى ابوبكر)

    Bushra Elfadil kasb kabeer lelmuntada, lana an nanhal min hazha el ma3een el khasb.
                  

06-06-2002, 06:26 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل إلى جنة الجراد (Re: Tumadir)

    الاستاذة العزيزة تماضر
    شكرا للمداخلة وفعلا الاستاذ بشرى الفاضل حا يكون كسب كبير للمنتدى لكن ظروف عمله الحالية تمنعه من ان يكون بيننا لكنه وعدنى بان يكون بيننا قريبا و انه يقرا المنتدى يوما,بالمناسبة يا حبذا لو تدعو لينا المبدعة رشا شيخ الدين للمنتدى

                  

06-06-2002, 07:16 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل إلى جنة الجراد (Re: بكرى ابوبكر)


    الأخ بكرى
    لك التحية والتجلة وانت تأتينا بالمبدعين واحدا تلو الاخر فتزدهى ساحات الحوار وتتجمل بحلو ما يكتبون فنراك وفرت علينا جهد البحث عن نتاجهم وتنسم اخبارهم..
    انه حقا لفخر لنا جميعا ان يكون بيننا كل اولئك المبدعين فنسعد بهم..
    لك الشكر على جهدك الكبير سيدى ووفقك الله لجممع شمل الاحباب جميعا من بنى الوطن الغالى ..

    Qute:
    "تحلم جريرة ببساتين ملأى بالبازلاء وفول الصويا والسبانخ والعنب والمشروم بدلاً عن مكرور العدس والبصل والفوم"
    unqute
    ما جاء اعلاه ذكرنى بالأخ عيون الحرية فاين هو يا ترى؟؟

                  

06-06-2002, 06:57 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل إلى جنة الجراد (Re: قرشـــو)

    الحبيب قرشو
    لك الشكر و التحية
                  

06-06-2002, 07:14 PM

DEEK_ALJIN

تاريخ التسجيل: 04-07-2002
مجموع المشاركات: 1622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل إلى جنة الجراد (Re: بكرى ابوبكر)

    شكرا سرورا ايها البشير ( بس مازى بشير الجماعه ) وانت تزف لنا البشرى تلو البشرى حتى كان السامق البشرى فى ديارنا .. مرحبا به ويامرحى لنا به واكيد بك عزيزى بكرى


    ودامت شمس افراحنا مشرقة


    ديك الجن
                  

06-08-2002, 07:51 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل إلى جنة الجراد (Re: DEEK_ALJIN)

    الحبيب ديك الجن
    لك السلام و التحية
                  

06-08-2002, 08:31 PM

alsara

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل إلى جنة الجراد (Re: بكرى ابوبكر)



    بشرى الفاضل ذلك الذي متعنا كثيرا بكتاباته الرائعة من البنت التي طارت عصافيرها الى نفسي في داخلك اعاين و جرير و الكثير الثر.. لنا كل الفخر بان تكون بيننا و لبكري كل الشكر على هذه النفحات التي تعطر البورد كل يوم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de