|
ليلة عودة عوض للوطن
|
في مدينة خليجية .... وفي حارة عرفت بأنها سودانية .....وفي غرفة في سطح بناية قديمة سكن الهادي وعوض وكان بينهما اخاء قويا .......وكانت أحلامهما بسيطة جدا . ظل عوض ولعامين متتاليين بدون عمل ولكنه يخرج يوميا مع الهادي في بحث متعب عن عمل ولم يكن الهادي يعلم بأن عوض يعمل باليومية وفي أشغال لا تتناسب مع ما يحمله من مؤهل . آخيرا قرر عوض العودة للوطن وفي ليلة سفره جو غريب ساد الغرفة فتلك الليلة هي الوحيدة تمر ثقيلة تفتقد قفشات عوض وونسته الحلوة .....ذهب المرح من الغرفة وفارقها وسكنت مكانه غابة كثيفة من دخان سيجارتيهما ظل الهادي يراقب عوض وهو يربط آخر حقيبة من حقائبه ولم يكن بذلك النشاط الذي عرف عنه قال عوض وهو يطفيء سيجارته بعصبية بعد تسعة سنوات اغتراب أهو أنا راجع ولم أحقق شيء من اغترابي فكأنك يا زيد ما غزيت . نهض الهادي من سريره وأمسك بكتف عوض بقوة وقرب وجهه من وجهه ونظر مباشرة في عينيه ... ليه كدة يا عوض ألم تنتشل أسرتك من الفقر انت الوحيد فضلت سند الاسرة لتسعة سنوات .... أخوانك تعلموا أحسن تعليم كلهم يحملو شهادات جامعية الا من أبى .... أسرتك عاشت حياة كريمة بفضل اغترابك كل فزعة انت دائما قدامنا .... ولما نمشي اجازات في القرية في عائلات كتيرة كانت بتقول لينا انك شايلهم ... ولم تكلمنا بكل ده ابتسم عوض وعاد بريق عينيه وقفز كطفل وهتف كعادته الليلة حاأظبت حلة تتزكرونــــــــــــي بيــــــــها
|
|
|
|
|
|