|
|
 البنينة
|
البنينة هي ذلك الضرب من ضروب الإنشاد الجماعي الذي تقوم به النساء في يوم الفرح أو الختان عند وضع " الجرتق " ، فيحطن بالعريس وتنشد المنشدة و تردد بقية النسوة حتي يفرقن من وضع "الضريرة" " هي مسحوق من العطور الجافة مثل المحلب والصندل والمسك " أو الخضاب ويضعن على جبين العريس هلالاً ، وتبدأ المنشدة بهذا المطلع :
العديل والزين والليلة العديلـة ويا عديلة الله
في يوم الفرح يجتمع أهل العريس ويحيطون به وتقوم أمه أو خالته أو إحدى قريباته بإنشاد " البنينة " مبتدأة بذلك المطلع المعروف وبقية النسوة يرددن ويطلقن الزغاريد الفينة بعد الأخرى كلما ذكرت المنشدة بيتاً له وقعه ، وغالباً ما تنظم المنشدة الابيات بنفسها مستوحاة مما يمتاز به العريس واسلافه من الصفات الطيبة والخلال الحميدة .
ومن أمثلة البنينة هذه القصيدة للشاعرة بنت المنى وهي تنشد لابنها في يوم ختانه :
الليلـة العديلـــــة ويا عديلـة الله
جريت نمـــي فوق الفنجري التقيان *
من قومــة الجهـل قلبك صميم دلعان
يباشر للضيـــوف ما ببادرن زعلان
أب قدحاً سبيـــل صيفو وخريفو ملان
الفنجري : الشخص الكريم
" جريت نمي " أي أنشدت هذا الغناء ، والفنجري أب جيبين هو الشخص الكريم الجواد ، فهي تفخر بابنها الكريم الجواد منذ صغره وتصفه بالبشاشة والسخاء ، فهو يقابل ضيفه بوجه طلق ، وهو دائم الاستعداد للضيوف فآنيته " القدح " لا تخلو من الطعام " صيفو وخريفو ملان " .
ثم تقول :
غنيت لي حمــد من قام صغير هو وليد
في فعل الرجـــال مثل الهلالي أب زيد
قايس في الارض متريـــن كمان ويزيد
سيد خيراً قديـــــم ما قالو جاهو جديد
انه مثل ابوزيد الهلالي في شجاعته وجسارته ذو عزة ومنعة وهذه الصفات التي يتمتع بها ورثها من أجداده ، ثم تمضي في قولها :
غنيت لي حمـــد من قام ضغير دابو
لي نمر الفــــروع ياندو لا تشابوا
في المجلس قعد يستنطــوا لي خطابو
من جم الرجـــــال ما بردو جوابو
هو كالنمر في شجاعته وإقدامه لا يدركه انداده ولا يستطيعون مجاراته أو الوصول إلى مكانته ، وهو صاحب رأي راجح وكلمة مسموعة ورد سريع مفحم :
جريت نمي فوق الضـــو صباح الخير
حقبوا لو السقــــايا وجلبوا لو الخيل
تسلم يا عشــــاي انت وتعدل الميل
وتبقي متل أبوي جراق* رجال اللـيل
الجرق : هو الثور الذي يدرب على الدوران بالساقية ، وجراق أي مُروّض .
انه قمر يضئ لعشيرته بل هو صبح تغدو في ضيائه وتروح ، ثم تشبهه بفارس قد اسرج حصانه واعد عتاده تأهباً لمعركة ، وترجو له السلامة وطول العمر حتى يستطيع إصلاح حال عشيرته ، وتشبهه بابيها الذي يهابه الجبابرة الذين يشقون غمار الليالي الحالكة الظلمة فهم منقادون له كما ينقاد ثور الساقية " الجرق " .
:
جريت نمي فوق الفنجــــري الباهي
اجواداً كريــــــــــم كرمو لله
ما بعزل الوجوه حاشــــاه مو وجاهي
من عين الحســــــود تنجيه يا الهي
تقول الشاعرة إن كرم ابنها شيمة فيه وليس رياء ، لذا فهو لا يفرق بين الناس ولا يحكم عليهم بمظاهرهم وكل الناس لديه سواسية " مو وجاهي " .
:
ابوك فارس هلالا المــــتل ابو صبرا
كم خاصم رجلاً صــــــدو بالعبرة
مجروحين فؤادن منـــو ما بيبـــرا
هذا هو اباه شجاع مقدام كفارس بني هلال كل الذين يخاصمونه يرتدون على أعقابهم منكسرين مهزومين مجروحي الكرامة لما أصابهم من خصومته التي لا تطاق :
جدك ود حمد سمــــو الخريف القاش
في الجود والكرم من عرضــو ما بنقاس
دا الهيلــــو الكرم يا نسلــة العباس
حرســـاً من قديم يــاود عزاز الناس
تشبه الشاعرة جد الممدوح بالخريف الماطر أو النهر المتدفق ، وإذا قيس كرمه بوابل المطر أو بتدفق " نهر القاش " فانه سيفوق ذلك كله ، ولا غرابة في ذلك مادام العباس هو جده فكل هذه الصفات آيلة إليه من ذلك العنصر الكريم .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
wadazza
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست