|
|
 صلاح ادريس
|
 من الواضح لأي متابع لشؤون قطاع الأعمال في الشرق الأوسط أن الشركات العائلية هي المهيمنة. ويصح هذا الأمر في السودان. فكل القطاع الخاص تقريباً مؤلف من شركات عائلية، لا سيما الشركات الأكبر. وذلك في مختلف القطاعات، من النقل، مروراً بالتجارة، ووصولاً الى الصناعة الى الصناعة. لذلك بدا أن أحد أهم التطورات الأخيرة في قطاع الأعمال السوداني كان تأسيس شركة هي الأكبر في القطاع الخاص السوداني على قاعدة مؤسساتية بحتة. فشركة "النيلين هولدنغ كومباني". التي تأسست العام 1999، هي نتيجة لاتحاد اكثر من 35 شركة خاصة مستقلة، وهي متخصصة في عدد كبير من المنتوجات والخدمات.
يرأس مجلس ادارة الشركة رجل الأعمال السوداني السيد صلاح ادريس الذي اشتهر عالمياً بعدما دمرت الولايات المتحدة معمل الأدوية الخاص به بصواريخ كروز العام 1998. وقد أزال الهجوم، الذي يعتبره معظم المجتمع الدولي خطأ، مصنعاً كان يلبي لوحده نصف حاجة السودان من العقاقير. وقد بدأ السيد ادريس بإعادة بناء المصنع، وهو يطالب الولايات المتحدة بتعويضات أمام المحاكم الأميركية التي يقول إنه يثق بعدالتها.
لكن على الرغم من استحواذه على اهتمام العالم، يستمد اسيد ادريس شهرته الأساسية من خلا نشاطاته في مجال الأعمال، ويقول إنه يقارب هذا المجال المهم بين مجالات حياته من خلال منظور مزدوج: "كأي رجل أعمال عادي، أريد لشركتي التجارية هذه النجاح. لكن في الوقت نفسه، أنا مولود في السودان، إذن أنا مدين لهذا البلد. لذلك أريد لهذه الشركة ايضاً أن تكون مقيدة لهذا البلد وشعبه".
لذلك يريد السيد ادريس لشركة "النيلين" أن تنجح في الجمع بين أساليب العمل السودانية وغير السودانية: "أنا ضد الشركات العائلية، فهي لا تستطيع الاستمرار طويلاً، لذلك علينا أن نتعلم كيف تدار الأعمال في الخارج".
ولدت فكرة إنشاء من رحم الصعاب الاقتصادية التي واجهها السودان في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات. فقد تسببت مستويات التضخم المرتفعة والركود الاقتصادي في مصاعب مالية للكثير من الشركات الخاصة، الأمر الذي خلق، بحسب تعبير السيد ادريس، "سوقاً للمسشترين".
يقول: "برأيي، ليس لرجال الأعمال السودانيين، على الرغم من نجاحهم في ميادينهم، خبرة في مجال أسعار العملات الأجنبية، هم تجار تقليديون، أي مستوردون ومصدرون فحسب، وهم لم يفكروا يوماً في تدبير مخاطر أسعار العملات، بل اعتمدوا على الأسعار الثابتة التي كانت تحددها الحكومة. لقد كان سعر الدولار الأميركي ثابتاً تقريباً وكانت قيمته قيمة سياسية. لذلك، عندما انهارت العملة الوطنية، كان للأمر تأثير كبير على السيولة التي بين أيدي هؤلاء، وهنا بدأت المشكلات. فقد وجدوا الدنانير السودانية بين أيديهم والتزامات بالدولار على الورق، فلم يتمكنوا من تلبية الالتزامات".
في هذه الظروف، تمكن السيد ادريس من إنشاء شركة تضم شركات عاملة في كافة مجالات الاقتصاد السوداني. وكان الكثير من هذه الشركات يملك اسماء ذات وزن في السوق السودانية. على سبيل المثال، من بين أكبر الشركات التي انضمت الى الشركة، "مجموعة البيطار"، الشركة المتعددة المشاريع في مختلف المجالات الاقتصادية وإحدى أقدم الشركات العاملة في السودان، وهي مؤلفة من 10 شركات فرعية متخصصة في الهندسة الثقيلة، والتجارة، والصناعة، وانتاج السلع وتوزيعها. وفي المجال الصناعي، يبرز "مجمع ساريا الصناعي" أحد أهم الشركات المنضوية تحت جناح "النيلين". تضم هذه الشركة سبعة مصانع تنتج بضائع أساسية متنوعة للسوق المحلية. وهي تنوي التحول الى إحدى أبرز الشركات المصدرة الى أسواق المنطقة، لا سيما بعد التحرير المرتقب لهذه الأسواق بفضل "السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا"، وتعمل الشركة ايضاً في مجال طحن القمح، والطباعة، وانتاج البلاستيك، وصناعة النسيج.
ولـ "النيلين" اهتمامات في مجال النقل، أحد أهم المجالات الاقتصادية في بلد بحجم السودان. فـ "صبحات للنقل"، المملوكة من قبل "النيلين"، إحدى أكبر شركات البلاد الخاصة العاملة في مجال النقل والمتخصصة في تأجير السيارات والشاحنات والنقل البري. وقد اشترت "النيلين" ايضاً شركة الشحن الجوي "ترانس أرابيان"، التي تشهد حالياً عملية إعادة تنظيم وتنظر في امكانية الانتقال الى مجال نقل المسافرين.
بيد أن السيد إدريس يرى أن القطاع الواعد أكثر من غيره بالنسبة لـ "النيلين" هو قطاع الزراعة، ولا سينما مجال الثروة الحيوانية، التي تشكل إحدى أكبر صادرات السودان. وتتضمن شركات "النيلين" في هذا المجال "شركة غناوة لتجارة اللحوم"، التي تملك مسلخاً بقيمة 10 ملايين دولار أميركي في الخرطوم لإنتاج اللحوم ومعالجتها للاستهلاك المحلي والتصدير، وتملك، "النيلين" كذلك "شركة العصوة للمحاصيل والاستثمار". التي تعمل في مجال تصدير بعض أبرز المنتوجات الزراعية السودانية، كالسمسم والفستق السوداني، و"شركة العرب الدولية للتجارة"، الناشطة في مجال التجارة الدولية واستيراد بعض المحاصيل، كالقمح والسكر والأرز. ولـ "النيلين" أسهم في شركات عاملة في الكثير من المجالات الأخرى الواعدة. ففي قطاع النفط والغاز، الذي يشهد نمواً مضطرداً، تملك الشركة 75% من أسهم شركة "نفط الخليج" العاملة في السودان وقطر. وفي قطاع الاتصالات، للشركة حصة صغيرة في "سوداتل"، شركة الاتصالات السودانية الناجحة جداً والتي تأسست بعد خصخصة مصلحة الاتصالات الحكومية. أما في قطاع المصارف، فللشركة 30% من أسهم "مصرف الثروة الحيوانية"، المتخصص أساساً في إقراض القطاع الزراعي والذي يتوسع اليوم ليقدم خدمات في مختلف المجالات الاقتصادية.
وعلي الصعيد الدولي، للشركة أعمال في مصر، وسوريا، والمملكة المتحدة، وسييرا ليون، والمملكة العربية السعودية. وقد أسس السيد ادريس شركة جديدة في لندن لتدبر مصالح "النيلين" خارج السودان. وتشمل هذه المصالح قطاع العقارات، وبناء المراكز التجارية وادارتها، والاتصالات، والصناعة، وحضانات الأطفال.
من بين الأسباب التي حدت السيد إدريس على تأسيس "النيلين" السعي لتنظيم الأعمال المتنوعة التي تتولاها شركتنا في إحداث تغييرات في المفاهيم الاقتصادية. لقد أسسنا شركة لها اسم واحد يمكن لأي سوداني أن يميزه. فنحن نريد للسودانيين أن يغيروا الجانب الاقتصادي لحياتهم بحيث يتمكنون من الإدخار من خلال الاستثمار في شركتنا التي تدر أرباحاً تفوق تلك التي قد يحصل عليها السوداني من حسابات التوفير. لذلك، ما أن تبدأ سوق الأسهم بالعمل بالطريقة الصحيحة وتعرض الشركات أسهمها فيها، حتى تبدأ "النيلين" بقيادة عملية التغيير هذه".
لكن لتحقيق هذه الأهداف، يضيف السيد إدريس يجب على السودان أن ينعم بالسلام والاستقرار، "نتعامل مع السودان بأساليب محترفة وتجارية لتأمين النفع لسكان البلاد والأرباح لشركتنا. ونحن نؤمن بالقدرات الكامنة لهذا البلد، ونؤمن بأن الاقتصاد سينطلق من جديد، شرط تحقق السلام والاستقرار. ولن يخشى السودان من العولمة كسائر الدول الفقيرة إن تحقق هذا الشرطان، إذ إنه يملك الكثير من القدرات الكامنة، وأود أن أرحب بقدوم المستثمرين الى السودان وذلك لخيرهم وخير السودان. ونحن منفتحون أمام العمل معهم لأن ذلك ستكون له نتائج إيجابية على الاقتصاد ككل.
شركة "النيلين" القابضة المحدودة
شركات تملكها النيلين بنسبة 100%
- شركة سابحات للنقل البري
- شركة سابحات ليموزين
- شركة غناوة المحدودة
- مجموعة البيطار
- شركة الأشبجة للطباعة
- شركة بي. إس للسيارات
- شركة مصانع جميرة للنسيج
- شركة مطاحن شندي
- شركة المحجوب للبلاستيك
- شركة النيل لاستثمارات المياه
- شركة غناوة لتجارة اللحوم
- مجمع ساريا الصناعي
- شركة عبر العالم العربي للشحن الجوي
- شركة الأسوة للمحاصيل والاستثمار
- شركة الأرباب للتجارة الدولية
شركات تملك النيلين معظم اسهمها
- شركة الهدى للغزل
- شركة الخليج للنفط
- شركة تكنولوجيا النظم
شركات تملك النيلين نصف اسهمها
- شركة واد مدني للغزل والنسيج
- شركة البحر الأحمر للغزل
- شركة النيل الأزرق للغزل
- مطاحن واد مدني
شركات تملك النيلين بعض أسهمها
- شركة سوداتيل
- مصرف الثروة الحيوانية
http://www.arabcomconsult.com/sudan/ar/nilein.htm
|
|
 
|
|
|
|
بكرى ابوبكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست