آن أن أكتب شعري بالرصاص

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 12:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2002, 12:08 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آن أن أكتب شعري بالرصاص

    الشاعر الإنتحـاري -1





    هذا شاعر لا يقف في "الطابور". لا يضيع في الزحام. لايشبه الآخرين. لم يحمل "كشة"، ولم يفتح دكانا ولا سوبر ماركت. ولا يبيع بضاعة من نوع الألف صنف وصنف. ولا يغريك بتنويع البضاعة ولا بالتّفنن في تغليفها بورق الهدايا وأشرطة الحرير الملونة. لايدعوك إلى قصيدة غزل في جلسة خبز وخمر وحشيش وقمر. ولا إلى قصيدة مدح على باب صاحب سلطان. ولا إلى قصيدة فخر " لنجهل فوق جهل الجاهلينا". ولا إلى قصيدة رثاء يلعب فيها دور النائحة لاستدرار الدموع. إنه خارج الطابور. يقف وحيداً في جانب، ويقف الشعراء جميعا في جانب آخر. متفرّد. متميز. استثنائي. .......................






    2

    هذا شاعر لا يرتدي السموكن. لا يسكن القصور ولا يرتادها. لا يستلهم الوحي من تعاطي عقاقير الهلوسة أو كؤوس المنكر. لايملك رصيداً في البنوك، لكنه من أصحاب الملايين في بورصة الكلمة. لا يملك عقاراً محدداً بعينه، لكنه سجل على اسمه ملكية أراضي الأوطان العربية كلها في "السجل الشعري" لا في السجل العقاري. لايهوى السياحة والتنقل في مقاعد الدرجة الأولى، ولا يسافر إلاّ إذا كان مرغماً على التسفير، ولا يرحل إلا إذا كان مجبراً على الرحيل. ومع ذلك فهو يرحل كل يوم إلى كل الضمائر ويسافر إلى كل القلوب بجواز سفر اسمه " لافتات" ، أصدرته دولة اسمها الشعر، وختمته بخاتم إسمه الموهبة، وأرفقته بعبارة "رجاء تسهيل مهمة حامله"...


    3

    هذا شاعر يرتدي الملابس المرقطة. يسري ليلاً في مهمات غامضة. يرتاد أقبية المقهورين وكهوف المظلومين. يحاورهم. يأخذ منهم صكّ توكيل. يستجوبهم. ويحرر معهم وباسمهم مذكرات جلب وإحضار بحق المطلوبين إلى العدالة أمام محكمة التاريخ...فوراء كل مقهور قاهر. ووراء كل مظلوم ظالم. ووراء كل فقير ثري سرق منه حصته في الحياة. ووراء كل هزيمة "منتصر" يتمتع بالسلطة والجاه والثروة والشهرة.ووراء كل جدار مخبر. وتحت كل حجر تقرير سري إلى " سيدي الوالي المبجل ".


    4

    هذا شاعر يخوض وحيداً حرباً ضد كل قوى القهر باسم كل المقهورين دون أن يعقد حلفاً مع أحد. وهي حرب لا متناهية في القدم، لا متناهية في الإستمرار. خاضها قبل أن يولد ويتابعها بعد أن يرحل. لا هدنة فيها، ولا تسوية، ولا تنازل، ولا صلح، ولا اعتراف، ولا "كامب". وليس فيها إلا غالب ومغلوب، منتصر ومهزوم.


    5

    هذا شاعر انتحاري ذهب إلى الحرب متخليا عن الأسلحة التقليدية. لا مدفعية ثقيلة بعيدة المدى. ولا راجمات، ولا قاذفات عابرة للمحيطات، ولا صواريخ عابرة للقارات، ولا قنابل عنقودية أو جرثومية أو كيميائية أو ليزرية أو فراغية. يمتشق سلاحاً فتاكاً صنعه بنفسه، ويعرف سره هو وحده، ولا يحل شفرة معادلته وتركيبته غيره. يصنع كبسولات صغيرة من الشعر النووي شديد الإنفجار، والقصائد المفخخة، يوزعها بعناية على أهدافه الإستراتيجية...واحدة تحت كل عمود من عواميد "الأنظمة"، وواحدة تحت كرسي "الرقيب"، وواحدة خلف مقعد "الوالي"، وواحدة يدسها سراً في جيب "المخبر" السري، وواحدة قرب جدار "السجان"، وواحدة في " جبن الإنسان"، وواحدة في حقيبة " القائد العميل"، وفي حلوق أبطال النفاق، وفي فوهة " كاتم الصوت "، وفي جعبة "الجند" الذين أطلقوا سراح الجثة وصادروا الرأس فقط...وواحدة يخصصها أيضاً لهدف لا يخطر على البال...
    (...لعنتُ كل شاعرْ
    يغازلُ الشفاه والأثداء والضفائر
    في زمن الكلاب والمخافرْ
    ولايرى فوهة بندقيةٍ
    حين يرى الشفاه مستجيرهْ!
    ولا يرى رمانةً ناسفةً
    حين يرى الأثداء مستديرهْ!
    ولايرى مشنقةً .. حين يرى الضفيرهْ!
    **
    في زمن الآتينَ للحكم على دبابة أجيرهْ
    أو ناقة العشيرهْ
    لعنتُ كل شاعرٍ
    لايقتني قنبلةً
    كي يكتب القصيدة الأخيرهْ! )
    ولكن ماذا عنك أنت أيها الشاعر أحمد مطر؟ يجيب:
    ( قلمي وسط دواة الحبر غاص
    ثم غاص
    ثم غاصْ.
    قلمي في لجّة الحبر اختنقْ
    وطَفَتْ جثّتهُ هامدةً فوق الورقْ
    روحهُ في زبَد الأحرف ضاعت في المدى
    ودمي في دمهِ ضاع سُـدى
    ومضى العمرُ ولم يأتِ الخلاصْ.
    آه .. ياعصرَ القصاصْ
    بلطةُ الجزّارِ لا يذبحُها قطرُ النـدى
    لا مناصْ
    آن لي أن أتركَ الحبرَ
    وأن أكتبَ شعري بالرّصاصْ !)


    بقلم : رؤؤف شحوري
                  

04-12-2002, 12:15 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آن أن أكتب شعري بالرصاص (Re: أبنوسة)

    هذه القصيدة التي كتبها الشاعر احمد مطر في رفيق دربه الرسام / ناجي العلي .. بعد اغتياله ....
    ...
    لمعرفة قصة ناجي العلي .. والكاريكاتير الذي قتله









    ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
    يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
    شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
    في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ
    وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه
    أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
    وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ
    لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
    وعواطفٍ يغـدو على أعتابها
    مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
    وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
    للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ
    شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
    أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
    عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
    تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
    عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
    إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
    عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
    أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
    عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
    الموتى، وناجي آخر الأحياء !
    ***
    "ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
    من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
    إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
    في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
    للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
    والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
    مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
    ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
    ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
    ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
    ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
    أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !
    إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ
    متعددُ اللهجات والأزياءِ
    للشرطة الخصيان، أو للشرطة
    الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
    أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
    من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
    الهاربين من الخنادق والبنادق
    للفنادق في حِمى العُملاءِ
    القافزين من اليسار إلى اليمين
    إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
    المعلنين من القصورِ قصورَنا
    واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
    إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
    فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
    مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
    من عاش فينا عيشة الشرفاء
    ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
    ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
    رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
    حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
    لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
    ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
    فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
    لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
    تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
    وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
    لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
    ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
    ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
    بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
    وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها
    صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
    ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها
    بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
    ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ
    مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
    ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى
    وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
    ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ
    حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
    وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
    لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟
    وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
    متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
    يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
    ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
    لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
    إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
    ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
    ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
    ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
    ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ
    ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
    فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
    وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا
    ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
    ***
    القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
    يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
    هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ
    والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
    لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
    وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
    ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
    بحبال صوت جلالةِ الأمراء
    ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ
    ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
    ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ
    على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
    ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا
    ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
    ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
    الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
    ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
    أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
    ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
    من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
    ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
    ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
    وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
    لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
    ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى
    بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
    الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
    نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
    ***
    ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
    وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
    لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى
    وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
    لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ
    ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
    ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
    روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
    أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
    ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
    برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
    وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
    وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
    حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
    سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
    والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ
    وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
    لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي
    وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
    وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
    وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
    زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
    وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
    قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
    وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
    مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
    وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
    واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
    سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
    وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
    وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
    وليستروا عوراتهم بردائي
    وليطلقِ المستكبرون كلابَهم
    وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
    لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
    لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
    ***
    أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
    أهجو بذكر الحاكمين هجائي
    أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
    عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
    أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
    دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
    أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
    أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
    أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
    "حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
    أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
    كينونتي: شكراً على إلغائي ؟
    الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
    فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
    وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
    وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
    إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
    ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
    إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
    ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
    عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
    للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
    عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ
    مِنْ غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
    عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
    وُهِبتْ لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
    عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
    منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
    عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ
    إلا من الأغراض والأهواءِ
    فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ
    مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
    واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
    لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
    عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
    مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
    تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ
    تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
    سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    وإذا بما قد عاد من أسلابنا
    رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
    وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
    وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
    وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً
    ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
    ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
    حتى ولو بالصمت والإيماءِ
    ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
    ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
    ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
    مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
    موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
    قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ !



    أحمــد مطــر
                  

04-12-2002, 12:26 PM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آن أن أكتب شعري بالرصاص (Re: أبنوسة)

    أبنوسة
    شكرًا على هذه المساهمة الرائعة

    الرحمة لناجي والتحية لمطر وكل المبدعين الملتزمين بقضاياشعوبهم

    من لافتات احمد مطر

    اثنان في اوطاننا يرتعدان من يقظة النائم
    اللص
    والحاكم


    وهذه لافتة اخرى

    خذ سلة
    ضع فيها اربع تسعات
    ضع بوقًا ، ضع مزياعًا ، صع حبلا
    ضع صحفًا منحلة
    ضع سكينًا ، ضع شمعًا احمر ، ضع قفلا
    ضع كلبًا يقفذ بالجملة
    يسبق ظله
    يلمح حتى اللا اشياء
    ثم اخلط هذا كله و
    تأكد من قفل السلة
    ثم اسحب كرسيًا واجلس
    فلقد صارت عندك دولة
                  

04-12-2002, 04:24 PM

nahid


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ابنوسة (Re: أبنوسة)

    أبنوسة
    التحية لك
    وفعلا لم تعد المواقف قادرة على قراءة شاعر بدون قضية أو سماع أغنية لا تحفل بالوطن تحياتى لك لتمكيننا من الارتواء من هذه المناهل العذبة

    تحياتى
    ناهد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de