|
هدنة في جبال النوبة نعمة للبعض وربما نقمة لاخرين
|
من كارولين دريس الخرطوم - رويترز من المؤكد ان وقفا لاطلاق النار بدأ قبل شهرين في جبال النوبة بوسط السودان هو نعمة لمن يسكنون تلك المنطقة لكنه ربما كان سببا في تصعيد القتال في جبهات اخرى للحرب الاهلية الدائرة في السودان. وقال دبلوماسيون ومسؤولو شركات نفطية ومسؤول حكومي انه في الوقت الذي غمرت فيه الفرحة سكان جبال النوبة تصاعدت وتيرة القتال في المناطق الاستراتيجية المنتجة للنفط منذ ابرام الاتفاق بمساعدة الولايات المتحدة في يناير الماضي. وقال البعض ان التوقف المحدود للاعمال العسكرية ربما اتاح للحكومة والمتمردين اعادة نشر قواتهما منتهكين بذلك اتفاق وقف اطلاق النار.. او ببساطة اعادة تخصيص الموارد المالية وغيرها للمناطق الاكثر استراتيجية. وقال اخرون ان من الصعب اثبات وجود علاقة مباشرة بين وقف اطلاق النار وتصاعد حدة القتال في مناطق اخرى. وقالت مصادر ان التحالفات الاخيرة ببن جماعة المعارضة الرئيسية وهي الجيش الشعبي لتحرير السودان وجماعات المعارضة الاخرى عززت قوة المتمردين وربما اسهمت ايضا في تصعيد حدة الاعمال العسكرية. ويحارب المتمردون منذ عام 1983 للحصول على قدر اكبر من الحكم الذاتي لجنوب السودان الذي تسكنه غالبية من الوثنيين والمسيحيين. واودت تلك الحرب بحياة نحو مليوني شخص. واعترف مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية الذي راس وفد الحكومة السودانية في مباحثات وقف اطلاق النار في سويسرا في يناير كانون الثاني الماضي اليوم السبت بان حدة القتال زادت وقال ان هناك خطرا لاعادة نشر القوات اذا كان نطاق وقف اطلاق النار محدودا من الناحية الجغرافية. واضاف قائلا هذا صحيح ..في ولاية الوحدة.. حيث ننتج النفط في الجنوب .. تصاعدت حدة الاعمال العسكرية. واضاف ان المتمردين صعدوا وتيرة هجماتهم مما حمل الحكومة على الرد بالمثل. ومضى صديق قائلا وصحيح ايضا انه في وقف محدود لاطلاق النار.. فان الطرفين قد يركزان على مناطق اخرى وتحويل الموارد والقوات الى تلك المناطق. ولذلك فان الحكومة السودانية تؤيد وقفا شاملا لاطلاق النار. وقال دبلوماسي اوروبي بارز في الخرطوم ان التصعيد لا يعني بالضرورة وقوع المزيد من الاشتباكات المسلحة فحسب لكنه ايضا قد ينطوي على تشريد المزيد من السكان وحصار عسكري للمناطق الاستراتيجية. واضاف قائلا وقف اطلاق النار لا يعنى حربا اقل بل حربا في اماكن اخرى. واشار دبلوماسي اخر الى ان المراقبين الدوليين الذين سيعهد اليهم بمهمة مراقبة اي تحركات للقوات لن ينتشروا في جبال النوبة قبل شهر ابريل القادم. ومع ذلك فان كافة الاطراف متفقة على ان وقف اطلاق النار كان موضع ترحيب حار من السكان في منطقة جبال النوبة كما يقول بعض مراقبي الشؤون السودانية ان بعض المخاطر تهون امام انهاء المعاناة في المنطقة. وقال ابراهيم النور وهو متخصص في الشؤون السودانية بالجامعة الامريكية في القاهرة هناك ترحيب حتى بوقف اطلاق النار المحدود.. فهو ايجابي من وجهة نظر تخفيف البؤس عن الناس. السلام المحدود قد يجلب مزيدا من الجهود ويضيف قوة دافعة لايجاد حل سياسي. وقالت جيميرا رون باحثة شؤون السودان بجماعة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان سكان جبال النوبة تغمرهم الفرحة بسبب وقف اطلاق النار. فقد كانوا مهملين الى حد بعيد .. وايا كانت ملامح الصورة السياسية الكبيرة فان وقف اطلاق النار يحظى بتاييد الناس على الارض.
|
|
|
|
|
|