|
من عيون الشعر العربى
|
بالرغم مما لحق بأهل البيت إلاَّ أنَّ مكانتهم كانت تزداد علّواً وجلالاً في عيون النّاس، ومما يروى أنَّ هشام بن عبد الملك بن مروان حج مرة في أيام خلافته، فطاف بالكعبة، ولكنَّه عندما أراد استلام الحجر الأسود، منعه حشدٌ من النّاس من ذلك، فقام ناظراً في جانب من البيت، وجعل ينظر إلى النّاس، وإذا بشابٍ جميل وقور ورد بجلال وهدوء وطاف بالبيت سبع مرات، وأراد استلام الحجر الأسود، والنّاس محتشدة من حوله، ولكنَّهم شقوا له الطريق بكلّ إجلال واقفين احتراماً له حتّى جاء واستلم الحجر الأسود، والنّاس ينظرون إليه بمحبة وتقدير، ثُمَّ عاد الشاب من حيثُ أتى، فنظر هشام إلى الإمام شذراً وامتلأ حقداً وغيظاً، وقال: «وهو يعرف أنَّ الشاب هو الإمام عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ع) من هذا؟ فقام حمام بن غالب بن صعصعة بن مجاشع الدارمي التميمي المسمّى بـ (الفرزدق)، وأنشد يقول:
|
|
|
|
|
|