!الغيرة ليست تعبيرا عن الحب

!!متى تصبح الغيرة مرضا وكابوسا يخنق الرجل والمرأة معا

كتبت وسيلة محمود الحلبي - من الرياض - في المجلة العربية - عدد ذو الحجة 1422

هل أضحت الغيرة كابوسا يقوض مقومات الشخصية السوية؟ وهل تنحت الغيرة عن قيمتها الحقيقية في النفس البشرية وتلبست لبوس الحقد والكراهية وبغض الآخرين؟ وهل للغيرة تأثير سلبي على العلاقات الزوجبة بحيث تصبح معول هدم لرباط الحب والمودة بين الأزواج؟ وهل للغيرة وجهان أم وجه واحد ما انفك عنها. فالغيرة هي الغيرة بصورة وأشكالها، ومتى تصبح الغيرة مطلبوة ومعقولة؟ ومتي تصبح مرفوضة مرضية؟

أسئلة عديد ساقتها "المجلة العربية" لشريحة مصغرة من المجتمع وهي كافية لأن تدق ناقوس الخطر تجاه هذه العاطفة الفطرية التي أودعها الخالق عز وجل في النفس البشرية كإحدى ركائز الشخصية السوية، بيد ان البعض صرفها عن مسارها الطبيعي لتصبح غما يخنق الأشياء الجملية في حياتهم.ـ

أما "حياة" فتعبر عن قصتها مغ الغيرة الزوجية بقولها:"كان زوجي يغار علي بشكل كبير فهو يتابع كافة تصرفاتي ويحسبها على فعندما أقف خلف المرآة لأتزين يبدأ بطرح أسئلته: إلى أين ستخرجين؟ ومع من؟ ولماذا تضعين هذه المساحيق التجميلية؟ وما هذه الثياب التي ترتدينها؟ بالمقابل لم أكن أهمله بل كنت حريصة على الإجابة عن كل تساؤلاته لعله يهدأ من حالة الهيجات التي تتملكه بين الحين والآخر ويبدأ معها مسلسل طرح الأسئلة لكن دون فائدة!! حتى انتابني الملل وشعرت بالإختناق من تصرفاته وأسئلته المليئة بالشك والريبة وصور لي أنني أعيش داخل سجن مزخرف بالتحف والسجاد، سجن جلاده - وللأسف - زوجي الذي ضحيت من أجله وأحببته من كل قلبي..ضقت به ذرعا وصارحته بطلب الطلاق إنهاء لكافة مشكلاتنا التي مصدرها غيرته الجنونية، لكنه رفض بحجة أنني قد أتزوج بآخر، وأصبح يهذي بقوله: (لا لن اطلقك لتذهبي لآخر..لن تفرحي بالطلاق..) وأنا حاليا أعيش حياة تملؤها الأحزان فلم أستطع التخلص من غيرته العمياء التي تلف عنقي صباحا ومساء حتى ساءت صحتي النفسية ورحت أتردد على الأطباء النفسيين علهم يهدؤون منها بعد أن هدمها زوجي بغيرته العمياء.ـ

في حين تعترف "نورة" بغيرتها على زوجها حيث تقول:"نعم أنا أغار على زوجي
وهو يعرف ذلك جيدا، فأعرف مواعيده. وأطلع على رسائل هاتفه وعلى كل صغيرة وكبيرة في حياته وهو لا يعترض على تصرفاتي وإن كنت أشعر في داخلي بأنني مخطئة من هذه التصرفات لكن ما أعمل تجاه غيرتي عليه وحبي له..أجن أذا تأخر عن موعد حضوره وأصبح كالتائهة إذا تحدث مع والدته أو إحدى أخواته ويزداد حنقي عليه حينما يهديهن دون علمي. لا أعلم ماذا أفعل تجاه هذه الغيرة التي يقابلها زوجي بكل لطف وحنان فلم أجد فيه ما يكدر خاطري ويجعلني متضايقة من العيش معه فهو دائما يستمع لما أقوله دون عتاب أو توبيخ عله بهذا التصرف أن يصلح حالي ويطرد هذه الغيرة الزائدة التي سيطرت على حياتي"ـ