|
هل انت مدرك
|
قد يتهاون ويتهاوى المرء ويعيش في خيال وأحلام ومتاهات وشيء من الضلالات في رحلة حياته ، متأرجحاً بين الخير والشر ، الصواب والخطأ ، الحق والباطل
يحدث ذلك غالباً في الشطر الأول من العمر في مرحلة الصبا والشباب ، حيث يقضي المرء هذه المسيرة في صحبة الإندفاع والطيش ، العناد والتقليد والتخبط ، زمناً قد يطول وقد يقصر
ولكن من المؤكد أن يقبل على الفرد زمن ويحدث فيه الفواق والصحوة ،فيراقب الله تعالى في أفعاله وتصرفاته وينمو لديه الإحساس بالنضج والتعقل ، ويبدأ بمحاسبة الذات ، والتأمل للأقوال والأفعال والسلوكيات والنوايا الخفية والظاهرة
حينئذ يكون قد أصاب في قرار حياته المصيري ، ليعطي نفسه قدرها وحقها ، ويبدأ في استلام دوره الحقيقي في الحياة ، يتخذ اسباب العيش المطمئن ، بكل وعي وثقة ، يتمسك بالمباديء والقيم الدينية والإنسانية ، فتتضح ملامح تصرفاته ومشاعره وسلوكه
عندئذ يدرك المرء أن له قيمة ورسالة في الحياة ، قادر على القيام بالتكاليف والمهام التي يتولاها وتسند غليه ، ويصبح أكثر مرونة ، وخبرة بالحياة ، يتمتع بالقوة والصلابة ، ويتخلص من الحيرة والتردد ، فيحظى بنعيم الدنيا التي تفتح أبوابها لكل مخلوق ، يتأمل في أسباب الوجود ، ويرجو أن يحظى بنعيم الآخرة ، لآنه يميز بين الهدى والضلال ويختار لنفسه الحق واليقين
|
|
|
|
|
|