حزب الوزارة القومى الجديد

قال القلم للمبرأة:

انت كبعض الاحزاب

يدخلها المرء

فتقصر قامته

ويضمر رأسه

(مريد البرغوثي ـ منطق الكائنات)
قرأت قبل فترة خبرا مفاده ان الجناح الراغب في مشاركة حزب الامة في السلطة قرر تسجيل حزب جديد بعد عجزه عن اقناع مؤسسات الحزب بالمشاركة وبعد ان قطع السيد الصادق قول كل خطيب في هذا الامر.تأملت الخبر وقلبته فجالت بذهني افكار عديدة وتساؤلات جمة واثار انتباهي ان هذا الحزب سينفرد بانه الحزب الاوحد في العالم الذي نشأ تلبية لرغبة قيادته . لا لحاجة موضوعية بسند قوي اجتماعيه اذ يلبي الحزب تطلعاتها عبر برامجه ولفت نظري وضوح رؤية هذه الجماعه اذ انها تستهدف "الوزارة" فقط. ولما كان الطريق للوزاره يتطلب حزبا هذه الجماعه لتكوين الحزب لتنتهي مهمته حال تقلد قيادته المنصب الوزاري مثله مثل "مكنات الحلاقة" التي تستعمل لمرة واحدة ، وامثل"حلاوة قطن" التي تذوب في فم الاطفال ، صرت علي قناعة بانتماء هذا الحزب الوزاري لنفسه ولمصالحه وللزبد ورغوة الحليب وشبهته "بضل الشق" وهو ظل لايتسع الا لنفسه رغم ان"الضل" يعرف بانه ملاذ الاخرين.ظاهرة جديدة وفريدة في السياسة السودانية المليئة بالمدهشات والمبكيات والدرر.لذت للهاتف وحادثت قياديا كبيرا بحزب الامة وسألته عن كنه هذا التوجه السريالي الخطير ؟ فاكد لي المسؤول ان هذا الامر واقع بالفعل وان الجناح المنادي بالمشاركة في السلطه يسعي لهذا بعد هزيمته في اجتماع المكتب السياسي ورفض تصوره سألته عن الاشخاص الذين يقفون خلف هذه الفكرة فسردهم واحدا واحدا وختم حديثه لي بان هذا الحزب سيسجل وسيشهرر وستضمه الحكومة للوزارة وسوف يحكم!!هل السلطة مغواءة لهذه الدرجة؟! وهل الطريق الي الوزارة يمر بكل هذه الطرق الوعرة بالمهانة والمفروشة بالتزلف والمخصية للذات ؟ان اكثر ما المني وجرح عاطفتي ان هذه الجماعه تخرج من معطف الصادق المهدي ، وهو رجل مهما اختلفت معه الا انك تحمد له انه يتمسك بتقاليد بتولة في ادب السلطة ، فهوو لايسند ظهره علي كرسي الحكم الا اذا انتخبته الجماهير نائباً عنها في الجمعية التأسيسية رئيسا للوزراء وحين لس علي الكرسي رئيسا منتخبا لايتقاضي من حكومته اجرا..!!قبول السلطة عنده يمر بالشرعية والكبرياء والزهد في المال العام ، وتلك هي اسرار افتتان السلطه به وعشقه لها فهو لا يعقد قرانا عليها الا علي سنة الله ورضي الشعب الكريم.لانه يعشقها فهو لايغتضبها ، ولايتربص بها ولايختطفها بليل ، وذلك هو الفرق الواضح بين عشاقها وزناتها.عصم الصادق المهدي نفسه بهذا المسلك العذري من تشييع الناس له باللعنه ومن عقوبة مانصه الذكر الحكيم من رجم ومائة جلدة.اسقط الصادق المهدي "طباع السادة" علي طبيعة السلطه وظل يعاملها كما عامل (ابوي عبدالرحمن) عبدالله رجب سماحة وانفة وعف عن المغنم . حلم واتساع صدر بلا شواطئ.لله درك ياسليل الامام . ومنك المعاني ، ولنا الاناشيد . واعود للحزب الطالع من معطفك .لكل حزب ينشأ ايديلوجية يتبناها ، وطبقات يدافع عنها واقسام يمثل يمثل وشرائح يعبر عن تطلعاتها وله ادبياته ، ولغته ، ولما كان هذا الحزب لايحمل اياً من هذه المعاني اجاز ادراجه ضمن مسار التيارات مثل تيار الرومانسية والكلاسيكية في الادب ولانه بطبيعته الواضحة المستهدفة الوزارة فقط لاغير وتلك لغة"شيكات" وليست لغة"شيكان" اقترح تبني "الواقعيه الانتهازيه" كمرجعية اساسيه تغذي ادبيات الحزب بالمدد اللغوي اللازم لمقابلة متطلبات المرحلة بكل ماتقتضيه من السلب والنهب والاحتيال واختزال قيمة النفس لاقصي ماتتطلبه المنفعة.وبما ان للاحزاب شعارات واهدافا تسعي لتحقيقها مثل ماسعي نابليون لاحتلال العالم ومثل مانادي لينين بدكتاتورية الطبقة العامله تحت شعار ياعامال العالم اتحدوا وكما نادي البعث بامة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وتمسك حزب الامه بشعار السودان للسودانيين ، والحزب الاتحادي بوحدة وادي النيل وقرنق بالسودان الجديد ، والحركات الاسلامية بتطبيق الشريعة والتجمع بالانتفاضة الشعبية الواسعة المحمية والنازية "بهاي هتلر" اقترح مجددا علي قيادة هذا الحزب الصاعد المنادي بالوزارة ان يكون شعاره (عينوني ولاتحرموني) ! . يحمد ويضاف لهذا الحزب الذي يجول الان في ذهن مؤسسية انه جسد (حرق المراحل) بقفزة مباشرة للغاية النهائية ، وباستخلاصه للدروس العميقه المستفادة من تجاربنا ، وتلك اول ظاهرة في التاريخ ان يخرج حزب من شباك المسجل العام لكرسي السلطة تماما مثل "من البيت لمدرستو . او من الاسكلا وحلا" تلك في حد ذاتها عبقرية تستحق منا الاشادة والدهشه والتبجيل "ووريتنا جديد ماكان علي بال". بقي لي ان اقول ان الاشخاص الذين سردهم لي القيادي الكبير عبر تورنتو وام درمان يمتازون بكل ماتقضيه مؤهلات السلطة فهم اهل دراية عميقة في كل اساليب الاعمال غير المشروعه . وتفيض سيرهم بالمناقب اللماعة في الفساد المطلق من تهدل بالتراخيص واستيلاء علي حصص سكر الاقاليم ومكر وكذب وحيل وجهالة ، لهم كل مؤهلات السلطة في شقها السالب ، وهم الان علي قدر عال من الجاهزية لممارسة مهامهم الوطنية . ولاتنقصهم الا"مشاهدتنا الغالية"فعلي بركة الله.