قولوا حسنا الأربعاء 12 يناير 2011
تونس الشابى.. اذا الشعب يوما أراد الحياة
ليعذرنى قرائى الأعزاء تناول قضية الأشقاء فى تونس وسأرجع لموضوع الأقتصاد السودانى لاحقا.
منذ أن تفتحت عيوننا على الدراسة وحفظنا الشعر الا ونردد قول الشاعر التونسى الفذ أبو القاسم الشابى:
اذا الشعب يوما أراد الحياة..... فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ....... ولا بد للقيد أن ينكسر
وهكذا يردد الشعب التونسى فى بطولة نادرة هذه الأيام وعلى مدارثلاثة أسابيع فى مواكب هادرة هذه الأبيات و التى رددتها شعوب من قبل تاقت الى الحرية والأنعتاق من ظلم المستعمرين حتى نالت بلادهم استقلالها ، ولكن لسخرية الأقدار يرددها الشعب التونسى ضد سلطة وطنية باطشة ويهتف شبابه قائلا: التشغيل استحقاق ياعصابة السراق.
يقول الشارع التونسى وقياداته أن مجموعة صغيرة وبطانة فاسدة من حكام تونس لمدى ثلاثة وعشرون عاما ظلت تسيطر على السلطة والثروة وتستخدم الأجهزة الباطشة لحمايتها من غضب الشعب وتضع الأحرار فى السجون والمعتقلات، ما نقمت منهم السلطة الا لأنهم طالبوا بالعيش الكريم ومحاربة الفقر والغلاء وايجاد فرص التشغيل للشباب والحريات العامة وعدم احتكار السلطة والثروة، ولكن أنى يحدث ذلك وقد تحول النظام الأقتصادى التونسى الحر الى نظام تنعدم فيه العدالة والمساواة وأصبحت شريحة حاكمة متنفذة تحول الأقتصاد التونسى الى اقتصاد اقطاعى لصالحها وأصبح الأقتصاد ليس اقتصادا انتاجيا بل جبائيا وصار الدين الخارجى يعادل 60% وأن الناتج المحلى الأجمالى، وأصبحت عائلات معينة تملك كل شئ استهلكت السيولة فى المصارف لاتردها لها بحماية من السلطة الحاكمة فعاثت فى الأقتصاد فسادا فى حين غالب الشعب لا يملك شيئا ولا يجد فرص العمل.
ويضرب التونسيون أمثالا كثيرة فى الفساد الذى انتشر سرطانيا ولعل ما حواه كتاب ( حاكمة قرطاج ) من معلومات عن فساد فيه الكثير المثير للكاتبة الفرنسية كاترين غراسييه.. ويقول المحللون التونسيون فى الفضائيات أن الشعب التونسى شعب متعلم ولكنه فقير بسبب السياسات والفساد والتسلط والديكتاتورية حتى وصل مرحلة الأحتقان والغليان عندما انسدت أمامه كل الطرق للأصلاح السياسى والتطور الدستورى خاصةعندما أقر برلمانه المدجن الرئآسة مدى الحياة لرئيس الجمهورية الحالى بن على وكأن الشعب التونسى قد عقم.
لقد أصبح الشعب التونسى لا يصدق ولا يثق فى وعود الحكومة خاصة خطاب رئيسه الأخير قبل يومين والذى وعد فيه بانفاق خمسة مليار دولار للتنمية و بايجاد ثلاثمائة ألف وظيفة للشغل خلال عامين، وباعفاءآت ضرائبية لعشرة أعوام، وبالدعوة للقاء القوى السياسة وحرية الصحافة!! يقول منتقدوه وأين كان ذلك من قبل حتى حلت الكارثة ويئس الشباب حتى انتحروا ومات العشرات فى المظاهرات بقمع السلطة بفتح النيران عليها وليس باستخدام خراطيم المياه كما تفل الدول المتحضرة .
يبدو أن النظام التونسى استغل وعوده للغرب بأنه سيقتلع ما أسماه التطرف الدينى من جذوره فى تونس وأظنه قصد جماعة النهضة التى يتزعمها الأستاذ راشد الغنوشى وظن أن الغرب سيغض الطرف عندما يتحول الى نظام باطش وفاسد فأمتد بطشه الى كل الشعب التونسى ولكن يبدو أنه أخيرا أصبح عبئا على الرأى العام الغربى الذى اعترض على اسلوبه المتعسف وانتشار الفساد وربما يخشى أن يؤدى ذلك الى أن يفلت الأمر.. نصيحة للنظام التونسى أن يستجيب للشارع التونسى قبل فوات الأوان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة