الجنوبيون بالخرطوم يواصلون الإحجام عن التصويت بالاستفتاء في يومه الثاني .
دموع سلفاكير تثير التساؤلات في الخرطوم .. والمسيرية تعلن أبيي تابعة للشمال .
إعلان الحداد في منزل الزعيم الأزهري ومنبر السلام ينحر الذبائح ابتهاجا بالانفصال.
الخرطوم " أفريقيا اليوم " صباح موسى [email protected]
تواصلت بالعاصمة السودانية الخرطوم أمس ظاهرة ضعف الإقبال علي المشاركة في التصويت بإستفتاء حق تقرير المصير لجنوب السودان في يومه الثاني ، وشهد أعلى مركز تسجيل في الخرطوم حتى منتصف يوم أمس 15 مصوتا.
وفي الجانب السياسي استمر أيضا هدوء الخرطوم في التعامل مع الأمر , وظهر هذا جليا في تصريحات المسئولين والتي جاءت متزنة, وأجمعت علي عدم اعتراض الخرطوم علي خيار الشعب الجنوبي إذا انحاز إلي الإنفصال، وهو الهدوء الذي أرجعه مراقبون إلي خطاب البشير في زيارته الأخيرة لجوبا, والذي أكد فيه على إحترام الجنوبيين في نتيجة تصويتهم, الأمر الذي طمأن الجنوبيين على أن الشريك لن يعارض إنفصالا سلسا كما هو متوقع, ولم يعر المسئولون في الخرطوم أي أهمية لتصريحات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما", والتي يعد فيها الخرطوم بعلاقات جديدة, والخروج من قائمة الإرهاب في مقابل أن يمر إستفتاء الجنوب بسلام.
وقال " إبراهيم غندور" الأمين السياسي للحزب الحاكم بالسودان لـ " أفريقيا اليوم" أننا نعي تماما أن الأمريكان لن يعطونا شيئا ، فقد , وعدونا كثيرا من قبل, ولم يوفوا ، ولنا تجارب كثيرة معهم, فنحن نريد سلاما لأن مقتنعون بالسلام, وليس لأن أمريكا تلوح لنا بالجزرة في مقابل هذا السلام.
ورفضت الحكومة في السودان أي مظاهرات ومسيرات في هذه الأيام, الأمر الذي جعل الكثير من الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني تلجأ في تعبيرها عن الرفض لما يحدث إلي إرتداء شارات سوداء تدل على هذا الحزن, وكان لافتا في قلب العاصمة الخرطوم أن اكتسي منزل الزعيم " إسماعيل الأزهري" الرئيس السوداني الذي أتى بإستقلال السودان في عام 1956, بالسواد تعبيرا عن الحزن إزاء ما اعتبرته أسرة الأزهري يوما أسود في تاريخ البلاد, وفي داخل المنزل عبر الفنانون التشكيليون, من أطفال وشباب عن هذه الحالة من خلال رسومات تعكس الحزن.
وقال " عصام الدين عبد الماجد أبوحسبو" الأمين العام لحزب الإتحادي الديمقراطي الموحد لـ " أفريقيا اليوم" هذه طريقة للتعبير عن حزننا على هذا الفقد الكبير, وليس لدينا سوى رسومات ولون أسود نعبر به عن ذلك.
في المقابل أقامت بعض الجهات وعلى رأسها منبر السلام العادل الديمقراطي بقيادة " الطيب مصطفي" والذي نادى بالإنفصال كثيرا, وكانت جريدته الإنتباهة لسان حال هذا الإنفصال, وقامت بمهاجمة الحركة الشعبية وقادتها طول الفترة الماضية من عمر الفترة الإنتقالية التي تبعت إتفاقية السلام عام 2005, أقامت هذه الجهات بالأفراح, وأعلنت عن نحر الذبائح ابتهاجا بهذا اليوم الذي انتظروه.
وعلقت " سامية أحمد محمد" نائب رئيس البرلمان السوداني وأمينة المرأة بالمؤتمر الوطني على دموع سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب أثناء إدلائه بصوته أول أمس قائلة هل دموع سلفاكير كانت حزنا على ضياع الجنوب؟ أم إدراكا منه أن دماء شهداء الجنوب ضاعت هباء بتحقيقه للإنفصال؟, وأضافت لـ " أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com
لم نستطيع تفسير هذه الدموع, وذهبت سامية إلي أن " جورج كلوني" المممثل الهوليودي الموجود حاليا بجوبا لا يرقى لمستوى أن يعزم البشير, مؤكدة أنه ليس من حقه أن يتدخل في شئون السودان
.
وعن وجود " جون كيري" بجوبا أول يوم للتصويت قالت أتمنى أن يكون تبادل القبعات لصالح سلفا, بدلا من تغير القبعة مرة أخرى, منوهة أن الأمريكان يفهمون معنى هذا الحديث جيدا, وأكدت المسئولة السودانية أن الخرطوم لن تتعامل مع التصريحات السلبية لقادة الحركة الشعبية, وقالت لن يجبرونا على التعامل برد الفعل, نافية ما ردده وزير الداخلية في حكومة الجنوب بأن المؤتمر الوطني هو الذي يسلح الميليشيات في ولاية الوحدة, وأبيي, موضحة أن ولاية الوحدة هي ولاية داخلية بالجنوب, وبها مشاكل داخلية لاعلاقة للوطني بما يحدث بها, وأن مايحدث بأبيي متوقع خصوصا أن هناك نزاع دائر على المنطقة.
وأفادت مفوضية الإستفتاء في نهاية يوم أمس بأن نسبة من تقدموا للتصويت 14% من نسبة المسجلين في الشمال, 20% من نسبة المسجلين في الجنوب, وكما هو معلوم لابد من أن يتم تصويت 60% ممن تم تسجيلهم للاستفتاء كنصاب قانوني لإجرائه.
وفي جوبا مرت بالعملية بسلاسة, ولكن معدلاتها جاءت أقل من اليوم الأول, والأمور سارت جيدا في ولايات الجنوب المختلفة.
التطور الخطير الذي حدث والذي من الممكن أن يكون له مابعده, هو إعلان قبيلة المسيرية بمنطقة أبيي تبعية المنطقة للشمال, وذلك بعد إجتماع عقد أمس بين قادة المسيرية, وكانت قد أعلنت قبيلة دينكا نقوك صباح أمس أنها سوف تنتظر حتى تتفق الحكومتان في الشمال والجنوب على مصير المنطقة, وأنهم سوف ينتظرون حتى نهاية الفترة الإنتقالية التي تلي الإستفتاء وتستمر حتي التاسع من يوليو القادم.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة