كيف يتم توحيد الجبهة الداخلية السودانية؟!
إن كل من يتأمل أو ينظر جيداً عبر منظور المجهر السوداني، يرى أن السودان يمر بمنعطف خطير جداً لا يعلم مداه أو أبعاده إلا الله سبحانه وتعالى... لأن السودان مستهدف في سيادته الوطنية من جانب تلك القوة الدولية التي تريد أن تهيمن وتسيطر على مفاتيح الأمور في السودان... والتي تريد أن تشارك حتى في "هواء" السودان النقي، بصرف النظر عن تلك الخيرات المدفونة داخل أراضيها.
لذلك نرى أن تفكك الجبهة الداخلية في السودان هو "المحك" الرئيس أو الحقيقي لتلك "الأزمات" السياسية المفتعلة عبر تلك الأحزاب والمعارضة التي همها الأول والأخير هو السعي وراء "السلطة"... أو الفوز بأكبر قدر ممكن من "الكراسي" أو في كيفية أن تكون "الشريك" أو الحليف، لتضمن لنفسها موقعاً استراتيجياً في ذلك "الإعراب"... بصرف النظر عن السيادة السودانية أو السيادة الوطنية "المستهدفة" التي تتطلب الوقوف من الجميع من دون استثناء جنباً إلى جنب مع كل الأطراف للخروج من "عنق" الزجاجة من ذاك المحك أو المنعطف، الذي يحاك ضد السودان خلف "الكواليس" في إصدار القرارات ذات الأرقام الـ (4) من مجلس الأمن... أو في إشعال نار "الفتنة" وتأجيجها في الولايات المختلفة الأخرى، لتمرير "مبتغاهم" الخفي الذي يريدون تمريره بحسب ما يرونه، وليس بحسب ما يراه الشعب السوداني لحل مشكلاته وأزماته الداخلية.
لذلك يجب الاتجاه "الفوري" نحو توحيد الصف الوطني، وتقوية الجبهة الداخلية في المقام الأول... بدلاً من البكاء والحسرة في آخر المطاف على رغم أن شعار لم "الشمل" والتوحيد طرح منذ فترة طويلة، ولكن لا حياة لمن تنادي، على رغم من أنه ضرورة من الضرورات التي تحقق الوفاق الوطني.
لأنه لا يمكن لأي "تنظيم" أو حزب ما أن يقف حائلاً أو متفرجاً أو شامتاً على ما يحدث أو يحاك ضد السودان في الخفاء أو في العلن من شتات وفرقة لـ "الوطن" ويظل صامتاً أو متفرجاً عليه حتى تقع الكارثة أو الطامة الكبرى.
لذا مسألة توحيد الجبهة الداخلية وإعادة ترتيب البيت السوداني من الداخل لإيجاد الحلول الناجعة، ليست مهمة "سهلة"... وفي المقابل ليست بالمستعصية، أو المستحيلة... بل تحتاج إلى بذل قليلً من الجهود من الجميع، والتنازل أو التقاضي عن بعض "سفاسف" الأمور التي تعوق أو تقف حائلاً ما بين توحيد الصف وتوقيع معاهدة "السلام"، وإنهاء الحروب الدائرة في دارفور واحتواء مشكلات الشرق المتأججة... إذا أردنا أن نصل إلى تلك الغايات المرجوة منها في وضع "الدستور" والسمو لرفع راية السودان عالية خفاقة في جميع المحافل المحلية والدولية ولكي نفخر بأننا سودانيون.
لذا أرى أن المعارضة تتحدث عن أنها مهمشة، وأن الحكومة لا توليها ما تستحقه من اهتمام، باعتبارها تمثل الوجه الثاني من المعادلة السياسية في البلاد وبعض من الأحزاب كذلك أيضاً يرى أنه مهمش.
لذا أقول إننا من الممكن أن نتدارك الأمور قبل فوات الأوان، لأنه لدينا القدرة والمقدرة على تحقيق وحدة الصف بحل كل المشكلات العالقة والمتعلقة... لأن الموقف لا يرقى إلى مستوى التحدي المفروض على السودان… إن الوقت ليس وقت الجدل والتمسك بالخلافات، فالموقف أكبر من ذلك بكثير جداً لذا يجب أن تكون نظرتنا أبعد من ذلك بكثير.
وعلى رغم ذلك، ليس مهماً من الذي دفع أكثر من غيره… لأن الوقت لم يعد فيه متسع للمقارنة أو المفاضلة، بل المطلوب من الجميع أن يتجه بكلياته نحو "الوطن" لدرء الأخطار التي تحاك ضده والمحدقة به من جميع النواحي، فإذا وقعت تلك الواقعة والماثلة تحت "المجهر"… فإنها ستصيب الجميع من دون استثناء الحكومة والمعارضة وكل الشعب السوداني... لأن التآمر فيها ليس موجهاً إلى فئة بعينها، وإنما إلى كل الذين يربط بينهم الانتماء التاريخي أو الحضاري.
إذ إننا نعتبر أنه لا بد من مبادرة قوية وصادقة يكون هدفها "السودان" وليست "السلطة" إننا نلحظ أن الخلافات التي تحدث كلها تنحصر في أوساط القوى السياسية والصراع من أجل السلطة.
من المهم جداً ونحن مقبلون على مرحلة جديدة لغد مشرق فعلياً أن نكون متحدين وأن نكون جبهة شعبية عريضة… لاستقرار سياسي في المرحلة المقبلة التي نتوق إليها جميعاً… لتحقيق التنمية والازدهار لسودان الغد المشرق.
لذا نأمل من الحكومة والحركة والمعارضة والقوى السياسية والأحزاب الوطنية أن تتجاوز هذه "العقبة" الصعبة في ذاك أو ذلك المنحدر الخطير... وأن تتجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الوحدة الوطنية بدلاً عن "الانفصال" وتحقيق التحول الديمقراطي الذي نحلم به من أجل الوطن والحلم المقبل للسودان.
جعفر حسن حمودة – صحفي - الرياض
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة