تأملات
هل حقاً فزنا على زامبيا؟!
كمال الهِدي
[email protected]
· هل حقاً تغلب منتخبنا الوطني على منتخب زامبيا بهدفي كاريكا والمدينة؟!
· كم تمنيت أن تكون هذه هي الحقيقة.
· هل بالفعل فزنا على منتخب زامبيا الأول؟!
· هل هو نفس المنتخب الذي تغلب علينا في غانا بثلاثة أهداف؟!
· الواضح والأكيد أن القائمين على أمر المنتخب من وزارة شباب واتحاد كرة وأجهزة فنية يريدون تحقيق مكسب إعلامي لا أكثر.
· أرادوا أن يقولوا للناس أن منتخبنا قادر على تحقيق الانتصارات قبل بدء بطولة أمم أفريقيا للمحليين التي سنستضيفها بدءً من الرابع من فبراير المقبل.
· ولو يذكر القارئ العزيز فمنذ ( هوشة ) الفوز على منتخب الكونغو في تلك المباراة التي أعقبت فوز الدكتور معتصم وبقية طاقمه بمقاعد مجلس إدارة اتحاد الكرة كنت قد أشرت إلى تخوفي من أن يكون الأمر مجرد ( فورة ) سريعاً ما تتراجع.
· قلت حينها أن الجميع فرحون بمغادرة الدكتور شداد وكانوا في أشد الحماس لتحقيق الفوز في محاولة لإثبات أن العقبة الكؤود في سبيل تطوير كرة القدم السودانية قد زالت.
· لم يكن الأمر في نظري أكثر من موقف سلبي من بقية طاقم شداد الذي استمر في العمل مع الدكتور معتصم.
· أرادات هذه المجموعة أن تتملص من كل أخطاء الماضي ونسب كل سيء للدكتور شداد حتى وإن لم يقولوا ذلك صراحة.
· فالدكتور معتصم عندما كان يتحدث عن رغبتهم في إزالة الاحتقانات مع الإعلاميين، لم يكن يرغب في أكثر من كسب ود الإعلاميين الرياضيين وبدا كمن يقول " لقد ذهب شداد والآن لم تعد بيننا مشكلة."
· لكننا كنا نعلم أن المشاكل مستمرة ولن تنتهي بذهاب الدكتور شداد، لأن من سكتوا على الأخطاء أثناء فترة رئاسته للاتحاد لا يحق لهم أن يتحدثوا بعد ذهابه عن أي انفراج.
· فالدكتور لم يكمم أفواههم ولم يمنعهم من الاستقالات إن وجدوا صعوبة في تغيير واقع رأوا أنه بائس.
· وقد صدق حدسي في هذه النقطة ، حيث ثبت مع مرور الأيام أن المشكلة أن كل هؤلاء القوم يريدون البقاء على الكراسي دون أن يقدموا ما يثبت جدارتهم بها.
· ولهذا السبب توجهوا في بداية عهدهم الجديد للإعلام حتى يتجنبوا النقد اللاذع للأقلام التي كانت تحارب شداد بضراوة.
· ذهب شداد ولم نجن سوى مزيد من الفوضى والعشوائية والتخبط والارتجال.
· صرفوا أمولاً كثيرة في معسكرات فاشلة لم يعدوا لها بالشكل الأمثل وكانت النتيجة أكثر من خسارة في بطولة حوض النيل الضعيفة.
· وبعد انتهاء البطولة سافر المنتخب لزامبيا وقالوا للناس أنه سيلاعب منتخبها.
· لكن بعد الوصول قيل أن الاتحاد الزامبي اعتذر عن ملاقاة منتخبنا الوطني ولو كان مسئولو اتحاد الكرة يحترمون أنفسهم واتحادهم ومنتخب بلادهم لأعادوا المنتخب من زامبيا.
· هذا لو كانوا فعلاً قد رتبوا لإقامة تلك المباراة !
· لكن شيئاً من ذلك لم يحدث ولن يحدث بالطبع.
· ولعب منتخبنا بالأمس وفاز بهدفين، لكن على من لا ندري على وجه الدقة!
· يا سبحان الله قبل أن أكمل هذا المقال تكشف لي زيف وإدعاءات البعض.
· فقد كتب الأخ العزيز شوقي عبده بموقع النخبة مؤكداً أن المنتخب تغلب على فريق " ناشانغا رينجرز" الزامبى وليس منتخب زامبيا وعندما تصفحت موقع.lusakatimes.com الزامبي الذي أشار له شوقي في مقاله تأكدت من صحة معلومته.
· والمحزن أنني قرأت عبارة انجليزية للمحرر الذي تناول المباراة بالتعليق تقول ترجمتها " منتخب السودان يتسم بطابع الأندية" ولذلك يرى أن التجربة أفادت الفريق الزامبي.
· عموماً قبل أن تتكشف لي هذه الحقيقة المرة كان قلبي يحدثني بأن هؤلاء النفر يريدون تحقيق أي مكسب للمنتخب ولو وهمي.
· فالقصة لم تبدأ بالأمس ولا بعد الفشل الذريع في بطولة وادي النيل، كما أسلفت، بل بدأت مع تصريحات الدكتور معتصم التي أشرت لها آنفاً.
· هل بلغ بهم الأمر درجة الكذب الصريح على جماهير الكرة!
· وهل يعتقدون أن الجماهير ستتحمس لحضور مباريات بطولة أمم أفريقيا للمحليين فقط عندما يعلنوا لهم عن فوزه ولو على منتخب وهمي؟!
· حتى وزير الرياضة لم يعجبني موقفه فقد سمعنا أنه عقد مع الإعلاميين بالأمس لقاءً قيل أنه تفاكري.
· وقد تعجبت حقيقة لهذه المفردة الجميلة التي تؤكد أن المسئولين عن الكرة عندنا ما زالوا وقوفاً عند محطات الكلام المعسول.
· فأي تفاكر هذا الذي يتحدث عنه الأخ الوزير والبطولة قد تبقى لها اقل من أسبوع ؟!
· وما جدوى الأفكار في مثل هذا الوقت!
· لو كنت مكان أحد المدعوين لذلك اللقاء لشكرت سعادة الوزير على دعوته وقلت له لو كنت فعلاً تحترم أفكارنا وتؤمن بها لناقشتنا حولها منذ فترة باكرة تسمح بتحويل هذه الأفكار إلى عمل ملموس.
· لو كنتم جادين حقيقة في مسألة التفاكر هذه لعقدتم مثل هذه اللقاءات قبل عام من الآن.
· ولأقمتم ورش العمل واللقاءات والندوات ووزعتم النشرات التوضيحية والإعلانية قبل فترة كافية.
· ولبدأتم العمل الجاد لتجهيز الملاعب وبقية المرافق التي ستحتاجها الدورة قبل عام على الأقل.
· لكن الشيء الواضح بالنسبة لي أن السيد الوزير ومسئولي اتحاد الكرة بدأوا يشعرون بأن الموقف صار صعباً جداً مع اقتراب موعد بدء البطولة ولذلك أرادوا أن يوهموا الناس بأن هناك عملاً جاداً.
· يرغبون في إحضار الناس للملاعب ويتخوفون من الإحجام ولهذا السبب أعلنوا فوز المنتخب على منتخب زامبيا دون أن يلتقي منتخبنا بالأخير.
· ولأجل نفس الغاية عقدوا اللقاءات التي وصفت بأنها تفاكرية وما هي بتفاكرية.
· لو أن الوزير قال بصريح العبارة " نحن ناس علوق شدة ساكت فهلموا لنجهزه معاً لأن الوقت قد حان" لقبلنا منه.
· أما أن يحدثنا عن التفاكر والسعي لسد النواقص في مثل هذا الوقت الصعب، فهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق.
· فالنواقص عندما تتعلق بأمور رئيسية مثل نجيل أحد الملاعب التي ستستضيف مباريات البطولة لا يمكن أن يتداركها الناس في ظرف أيام.
· اعترفوا يا سعادة الوزير بالخطأ الكبير الذي وقعتم فيه وقولوا للناس صراحة أن استضافة البطولة أمر أردتم من ورائه تحقيق أهداف لا علاقة لها بكرة القدم.
· وقولوا لهم أيضاً " اطمئنوا على المنتخب فكل شيء مرتب لأن يفوز بالبطولة".
· حينها فقط سيطمئن الجمهور وسيأتي إلى ملاعب البطولة من ضهراً بدري!!
· لا نريد للبطولة أن تفشل فهي رغم كل شيء تجري في بلدنا الذي نحب له كل الخير.
· لكن بصراحة العقلية التي يدار بها شأن الكرة في البلد لا تساعد على إحداث أي نقلة نوعية كما يحاول البعض إيهام جماهير الكرة.
· ارفعوا الجدية والانضباط والنظام والتخطيط المسبق شعارات حقيقية وليس صورية وسنصيب النجاح مستقبلاً، أما الآن فما يجري ليس أكثر من فصول ومشاهد في مسرحية عبثية طالت حتى ملها البشر.
·
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة