ما هو مصير هلال مريخ إذا تم تقسيم السودان؟!

في الوقت الذي كان فيه العالم بأسره منغمساً في هموم مصير دولة السودان ومنشغلاً بهواجس الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في مطلع العام المقبل، في الوقت الذي بدأ فيه بعض زعماء الشمال يصرون على ترسيم الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب قبل إجراء الاستفتاء بينما يصر بعض زعماء الجنوب على إجراء الاستفتاء في موعده حتى بدون ترسيم الحدود الفاصلة ، في الوقت الذي تصاعدت فيه تصريحات قبيلة المسيرية في قناة البي بي سي اللندنية وهي تهدد باللجوء إلى الحرب إذا تم منعها من التصويت في استفتاء تقرير مصير أبيي ، وفي ذات الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوة إلى حمل السلاح في الشمال والجنوب تحسباً لتبعات الإنفصال بين أبناء الوطن الواحد، سمعت على حين غرة، نقاشاً عجيباً احتدم بين عدد من مشجعي الهلال والمريخ بشأن تبعات الانفصال على مصير هلال مريخ!

قال أحد الهلالاب مخاطباً أحد المريخاب: من المؤكد أن معظم مشجعي المريخ هم من جنوب السودان لأن الجنوبيين يحبون الألوان الحمراء والصفراء الصارخة ولو سرت في أي شارع في الحاج يوسف فمن المرجح أن ترى جنوبيين يرتدون اللون الأحمر أو الأصفر ولكنك لن ترى أي شمالي يرتدي اللون الأصفر أو اللون الأحمر الذي لا تحبه حتى الثيران ولذلك اقترح نقل فريق المريخ إلى جنوب السودان في حال انفصل الجنوب عن الشمال!

استشاط المريخابي غضباً وصاح قائلاً: ليس هذا صحيحاً على الإطلاق فعدد الهلالاب في جنوب السودان هو أكثر من عدد الهلالاب في شمال السودان ولو لعب الهلال ضد فريق الملكية جوبا فإن أنصار فريق الملكية سيشجعون الهلال وينقلبون على فريقهم ، أما بخصوص الألوان فيمكنني أن ألقنك درساً لونياً لا يُنسى ، أنظر إلى علم السودان ستجد فيه اللون الأحمر ولكنك لن تجد فيه أي أثر للون الأزرق!

تدخل شخص آخر مجهول الانتماء الرياضي وعلّق قائلاً بهدوء: الهلال والمريخ ملك لكل أبناء السودان سواء أكانوا من الشمال أو الجنوب ومعظم لاعبي الهلال والمريخ كانوا وما زالوا ينحدرون من الشمال والجنوب معاً وإذا تم تقسيم السودان بين الشمال والجنوب فمن المؤكد أن يتم تقسيم الهلال والمريخ بينهما فنسمع غداً بمريخ الجنوب ومريخ الشمال وهلال الجنوب وهلال الشمال رغم أنك إذا نظرت إلى السماء فلن ترى إلا هلالاً واحداً!

أما نحن ، الذين نشجع الهلال والمريخ معاً ونشجع الفريق القومي السوداني الذي يضم لعيبة جنوبيين وشماليين ، فلا نملك في الوقت الراهن إلا أن نمارس أضعف الإيمان السياسي وندعو الله بقولنا: ليبق السودان بجنوبه وشماله دولة واحدة موحدة بلا مناطق مهمشة أو حدود مقفولة وليظل السودان القديم هو السودان الجديد بنفس حدوده وسكانه رغم أنف الانفصاليين المحليين والدوليين الذين يجتهدون بشتى الوسائل والسبل لتجزئة السودان ، ذلك البلد الكبير الجميل ، وتحويله إلى دويلات صغيرة متناحرة لا حول لها ولا قوة!

فيصل على سليمان الدابي/المحامي

[email protected]