بسم الله الرحمن الرحيم
من مظاهر إستهداف حزب المؤتمر الوطني لشعب جبال النوبة 0
عبدالغني بريش اللايمى 00 الولايات المتحدة الأمريكية
ليس من جديد في السياسات العنصرية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم تجاه الشعب النوبي - سوى أنه بات اليوم يقرن القول المعلن بالفعل الميداني ، وهو ما لم يكن يفعله منذ التوقيع على اتفاقية نيفاشا في عام 2005 الذي أنهى أطول حرب أهلية في القارة الأفريقية0 فهو بهذه الحملة الجديدة يؤكد رسميا التزامه بنقل معركته السياسية والعسكرية إلى جبال النوبة بعد ان تيقن ان جنوب السودان في طريقه إلى نيل استقلاله ، فأراد البحث عن ضحايا آخرين يحلون محل الجنوبيين في الشمال 0
وكيف لا يكون الأمر كذلك وقد بلغ الشذوذ الإرهابي بحزب المؤتمر الحاكم في السودان حداً جعله يحرك جيشه وقواته لتطويق ولاية جبال النوبة من كل جوانبها قُبيل إجراء ما تسمى " بالمشورة الشعبية " لفرض نظام الوصاية القسرية عليها ، وتطبيق نموذج الاستعمار البدوي البربري الوحشي 0
كالعادة لم تهتم وسائل الإعلام السودانية المقروءة والمسموعة والمرئية منها بالتحركات العسكرية إلى منطقة جبال النوبة في الآونة الأخيرة ، ولم تهتم أيضا بالعتاد العسكري والأسلحة الثقيلة التي بدأ جيش النظام السوداني تخزينها في مواقع نوبية ، وأخرى قريبة منها منذ ان توترت العلاقات بين شريكي الحكم في السودان على خلفية استفتاء جنوب السودان وأزمة " أبيي "المتنازع عليها بين الطرفين 00 ولماذا نعم ؟ فهذه الصحف أصلا لا تهتم بمصالح العباد في السودان ، بل أولوياتها هي الدفاع عن نظام الحكم في السودان بقهره وظلمه وانتهاكاته المتكررة لحقوق الإنسان والحيوان !! ، وهذا بالطبع لأمر مخجل جدا 0
من مظاهر إستهداف نظام المؤتمر الوطني الحاكم في السودان للشعب النوبي في الآونة الأخيرة : هو طمس هوية بعضها عن طريق تجريدها من إنتمائها وامتدادها النوبي الحضاري 0 وأُسُتخدم في هذا ، الكثير من الوسائل والحِيل - منها :
* استخدامه للدين للتفريق بين هذه القبائل النوبية 0
* استخدامه بعضا من أبناء النوبة للتشويش وزرع الفتن ببن القبائل النوبية المختلفة 0
* تحريض القبائل النوبية للإحتجاج على وجود الحركة الشعبية بجبال النوبة بحجة انها باعت أبناء النوبة الذين قاتلوا في صفوفها لأكثر من عشرين عاما بثمن رخيص 0
* الترويج لما يسميه بالعلاقات القوية والقواسم المشتركة بين الشماليين والنوبة 0
* 00 الخ 0
نظام الخرطوم القمعي الإقصائي يعمل بكل قواه ، القضاء على تماسك النوبة في جبال النوبة ، وذلك عن طريق تفكيك مجتمعاتهم إلى مكونات صغيرة متناحرة متقاتلة مع بعضها البعض 0 لكن ما لم تتنبه إليه أو تتجاهله هذا النظام المأفون هو أن النوبة لم يكونوا في أي يوم من الأيام مكوناً هامشيا في حركة الصمود السوداني ، وإنما كانوا دائما عاملا فاعلا ومكونا رئيسيا في حركة التحرير والثورة السودانية 0
ومن أساليب استهداف حزب المؤتمر الوطني الحاكم للنوبة أيضا ، محاولته إلحاق الأذى والضرر بالإنتخابات المحلية القادمة عن طريق االتزوير المسبق لتعداد الإحصاء السكاني للولاية ، وتفريغ " برتوكول المشورة الشعبية " من معناها ومحتواه الحقيقي ، حتى يتسنى له تركيع النوبة وكسر شوكتهم لكي لا يفكروا في تقرير مصيرهم ، وإختيار النظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي المناسب لهم 0
كذلك يحاول حزب المؤتمر الوطني الحاكم تزوير وسرقة الانتخابات المحلية القادمة ، لإعادة هيكلة الدوائر الإنتخابية عن طريق تشتيت توزيعها ، على النحو الذي يفتت ويشتت الكيان النوبي الواحد 0 وتجدر الإشارة إلى أن عملية تفتيت وتوزيع الدوائر الإنتخابية ، يترتب عليها بالضرورة تفتيت وتوزيع اصوات النوبة حتى لا تشكل تهديدا حقيقيا للحزب الحاكم ، على النحو الذي يتيح له لاحقاً التلاعب على خطوط الانقسام الداخلي ، مما يترتب عليه أيضا وبالضرورة الصراع الأهلي النوبي النوبي 0
على العموم ، فإن قيام حزب المؤتمر الوطني والجماعات الحليفة له بتحريك الآلآت العسكرية الثقيلة إلى أراضي النوبة قُبيل استفتاء جنوب السودان المقرر اجراؤه في يناير من عام 2011 لتقرير مصيره ، يُعد استهدافا للإستقرار الاجتماعي والأمني لسكان جبال النوبة 00 ومؤشراً قويا على النية المبيتة للحزب الحاكم لإشعال حربا جديدا في المنطقة 0
ان حكومة الأقلية الجلابية الحاكمة في السودان لا تتوانى عن اتباع أية طريقة من خلالها تستطيع النيل من إرادة الشعب النوبي ، أو تحطيم قدرته ، لكي لا يقف في وجه الجور والظلم الممارس عليه لعقود من الأزمان والأجيال ، لكنها مخطئة تماما هذه المرة ، لأن الشعب النوبي وبصورة قطعية وثابتة قرر نيل استقلاله السياسي والاقتصادي مهما كان ثمنه ، طالما الأديان السماوية والأرضية والمواثيق والعهود الدولية والعالمية تمنحه هذا الحق الأساسي 0
الحقيقة التي يجب ذكرها هنا - هي ان هذا الاستهداف الحزب مؤتمري للشعب النوبي ما كان ليحدث ويقع ، لولا تعاون بعض أبناء النوبة من المرجفين الخونة العاطلين معهم ، ماضين في غيهم لتبرير كافة السلوكيات والوسائل التي من شأنها ألآ تصطدم مع قرارات أسيادهم الإقصائية العنصرية ، والهوى الجلابي عموما ، محملين كل ما يحدث لسكان الجبال من معاناة على الحركة الشعبية ومنتسبيها ومؤيدها المحليين 0
ومن المعلوم ايضا - أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم وجد في أزمة منطقة أبيي التي تقع في حدود ولاية جبال النوبة/جنوب كردفان فرصة ذهبية لإعادة إحياء نشاطه والتعويض عما خسره في الجبال من نفوذ سياسي بعد اتفاقية نيفاشا عام 2005 عبر فتح معركة جديدة في الساحة النوبية لتصفية حساباته القديمة مع خصومه ، ومناهضة استعادة الأمن والإستقرار للجبال ، وقطع الطريق على فكرة ان تتحول ولاية جبال النوبة إلى منطقة مستقلة ذات قرار ذاتي ، وأن تواصل دولة الأقلية الحاكمة في الخرطوم استغلالها وتسلطها على رقاب شعبنا النوبي حتى لا تنجح مطامحه المشروعة في تطلعاته المستقبلية ، وبالتالي لا تصل الطموحات الى أدنى درجاتها ويدب اليأس في نفوس أبناءه المناضلين 0
للشعب النوبي تاريخ طويل مع إرهاب دولة الاقلية الحاكمة في السودان والتي يمثلها اليوم حزب المؤتمر الوطني 00 حيث تعرض طوال مراحل زمنية مختلفة الى مختلف انواع واشكال الظلم والقهر ، والتبديل في التركيبة السكانية في ولايتهم ، وتعرض وجودهم القومي والتاريخي الى - التعريب والتصحير - ، وليس غريبا ومفاجئا في الساحة النوبية مثل هذه الأعمال الإرهابية 00 غير ان صلابة ارادة الشعب النوبي في تقريرمصيره السياسي والاقتصادي والاجتماعي أصبحت الآن من الأولويات المبدئية ، بعكس حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي لا يريد ان يحدث هذا 0 وأمام ذلك الرفض الحكومي المتكرر للمشروع النوبي في تقرير مصيره ، فإن الشعب النوبي لا يريد ان يترك مستقبله للقدر ، بل يشعر بأن من واجبه ومن حقه التمسك بهويته الذاتية والعمل على بلورة وتثبيت هذه الهوية القومية 0
من المعطيات الجديده التي لايمكن التستر عليها هي الأساليب البربرية الوحشية التي حملها العروبيين إلى جبال النوبة ، كممارسة الظلم والقهر بدوافع عنصرية 0 وأمام هذه الحقائق الواضحة ، هناك حاجة ماسة وموضوعية الى نهج جديد للاحاطة بكل المسائل المطروحه للحل ، وفي مقدمتها حق تقرير المصير 0
ان أبناء النوبة في الداخل والخارج مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالعمل معاً من أجل المطالبة بحق تقرير المصير لجبال النوبة كحد أدنى ، باعتباره حقا أساسياً من الحقوق التي نصت عليها العهود والمواثيق الدولية ، فهو ليس منحة أو هِبة من أحد إنما حق من حقوق الشعوب المقهورة المظلومة والمضطهدة 0
ولن تنفع تلك الأصوات الحمارية والأبواق الإعلامية التي تتسابق من أجل إرضاء أسيادهم في الخرطوم ، بالنفاق وإعلان المبايعة والتأييد المجاني لقراراتهم الظالمة التي من شأنها تعزيز العدوان والقتل الجماعي للنوبة 0
كما ما يجب على جميع أبناء النوبة معرفته هو ان عدوهم واحد لن يتغير مهما علت أصوات البعض وكثرت مبرراتهم ، وتعددت فزلكاتهم ، وتضخم نفاقهم 00 معركة النوبة الحقيقة هي مع حكومة الأقلية الحاكمة في الخرطوم لا مع الجنوب أو دارفور أو البجا أو ناس النيل الأزرق 00 فهل وصلت الرسالة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة