بسم الله الرحمن الرحيم
الجذرة الإمريكية ومستقبل السودان
حسن الطيب / بيرث
في زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأميركي السيناتور جون كيري للخرطوم وجوبا دعا إلى "حل المعضلات التي تواجه استفتاء جنوب السودان لاحتواء الأزمة القائمة قدر المستطاع.
وعرض مقايضة حول رفع العقوبات عن السودان في مقابل إجراء الاستفتاء؛ وشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومناقشة رفع العقوبات وتخفيف عبء ديون السودان التي قد تصل إلى 40 مليار دولار في نهاية العام.
من جهتها رفضت الحكومة السودانية خارطة الطريق التي طرحتها الإدارة الأميركية، وجوبه كيري بردود فعل رسمية غاضبة، وأعلنت الحكومة رفضها القاطع للعرض الأمريكي برفع اسم السودان عن الدول الراعية للإرهاب مقابل حرمان المسيرية من التصويت في استفتاء أبيي.
من ناحيته، شدد عضو المكتب القيادي ونائب رئيس المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم،الدكتور محمد مندور المهدي لـ» الصحافة»على ان «عصا اميركا لاترهبنا ولا تغرينا جذرتها» ، ورهن قيام استفتاء أبيي بضمان مشاركة المسيرية في الاستفتاء، واكد المهدي التزام المؤتمر الوطني بقيام الاستفتاءين في موعدهما» باعتباره عهداً قطعناه على انفسنا، لكنه قطع بأن استفتاء ابيي لن يقوم دون مشاركة المسيرية بجانب دينكا نقوك.
وشن نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني هجوما عنيفا على الحركة الشعبية لتحرير السودان وقال إنها خرقت اتفاق السلام بتنكرها للوحدة، متهما إياها بممارسة التهديد على الجنوبيين لفرض خيار الانفصال.
وفي ذات السياق قالت صحيفة «الديلى تليجراف»، إن الأمم المتحدة قد تحذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب أوائل يوليو القادم، بشرط أن تسمح حكومة الخرطوم بإقامة استفتاء على استقلال جنوب السودان آمن وتحت مراقبة المنظمة الموجودة «بنيويورك»، وأشارت الصحيفة إلى أن الاستفتاء هو جزء من اتفاق السلام، الى ذلك نفى مصدر أمريكي ما أُشِيع عن وجود خطة لاحتلال منطقة أبيي وآبار النفط فيها حال انفصال جنوب السودان ثم تقديم تعويضات للشمال، مؤكدًا أن محتوى هذه التصريحات لا أساس له من الصحة.
وقال فيليب كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في تصريحات صحفية: إنّ الحكومة الأمريكية لم تقترح على حكومة جنوب السودان احتلال منطقة أبيي وآبار النفط فيها، مقابل تعويض الشمال، وذلك في معرض ردّه على تساؤلات صحفية بأن مسؤولين في حكومة الجنوب اقترحوا ذلك على مسؤولين أمريكيين، وطلبوا الموافقة، وأن المسؤولين الأمريكيين وافقوا على الاحتلال وأيضًا على المشاركة في التعويضات المالية.
يبدو أنه لا يكفي الدولة السودانية ما عانته وتعانيه من حروب واستنزاف لناسها ومواردها وقدراتها، فتمسك الوطني بمطلوبات الاستفتاء، وتعنت الحركة في عدم التزحزح عن ميعاده، إضافة لاستحالة حسم القضايا العالقة موقفان من الصعب التنبؤ بمآلاتهما بعد الـ(60) يوماً المتبقية من ميعاد الاستفتاء، والأصابع الأمريكية و”الإسرائيلية” ظاهرة أمام كل ذي بصر وبصيرة ومع ذلك ثمة من لا يزال يشرع الأبواب ويوفر الأسباب للتدخلات الشريرة .
لذلك أقول لهم ماهي حجتنا أمام الأجيال القادمة إذا ماتم التفريط في الوحدة وصارالوطن في مهب الريح؟ .
ماهي الأجوبة التي سنرد بها على أبنائنا وأحفادنا إذا ما سئلنا عن إرث السيد عبدالرحمن المهدي والسيد علي الميرغني والازهري والمحجوب وسانتينو دينق ، وبقية العقد الفريد، رحمهم الله الذين أورثونا وحدة قبل أن يورثونا وطناً كريماًعزيزاً يشار له بالبنان ويحترمه الصغير والكبير.
وتذكروا أن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، وأن خير الأمور الوسط، وأننا أُمِرنا بالتعاون على البر والتقوى ، وأي تعاون أفضل من رحمة هذا الشعب والعمل علي وحدتة ، ووقف النزيف الذي أصابه، ما دام كل منكم قادر على المساهمة، فتحركوا بأمانة ومسؤولية، وثقوا أن الله مطلع على الضمائر، وأن التاريخ لن يرحم أحداً.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة