بسم الله الرحمن الرحيم
فقه الضرورة..أُس البلاء
حسن الطيب / بيرث
الركائز التي قام عليها نظام «الجبهة الإسلامية القومية» منذ إنشائها على يد أمينها العام الدكتور حسن الترابي، والذي ضمَّن رؤاه عن الجبهة هذه كتابه المعروف«بفقه الضرورة».
و«فقه الضرورة»..حسب ماكتب الأستاذ عادل سيداحمد.أنه تمدد وامتد لـ«السياسة».. حتى شب عن الطوق.. وتحول من منهج أخلاقي، في نطاق ضيق، رحمة بالناس.. إلى «فقه سياسي» واسع، كرس للاستبداد والاحتكار والوصاية.. حتى أصبح يوازي، بل يضاهي، الميكافيلية القميئة: «الغاية تبرر الوسيلة»...
إنَّ هذه الفكرة «المدمرة»... كانت السبب الأساسي، والباعث القوي، والدافع لإقصاء الآخرين.. وطردهم من السُّلطة ، رغم أنهم جاءوا إلى الحكم ، عبر انتخابات ديمقراطية، شهد بها - وشهد عليها - العالم كله ، في أعرق نظام برلماني، عرفه العالم الثالث، والقارة الإفريقية، على الاطلاق..!.***
وبدوري اقول فقة الضرورة أس البلاء لأنة دفع النظام الي رفع شعار الحسم العسكري وشعارات الجهاد وعبء المقاتلون إلى مناطق العمليات ، لكن النتيجة كانت استمرار الحرب واتساعها لتشمل مناطق لم تمسها من قبل وخصوصا في الشمال، وقاد تبني شعارات الجهاد والحرب الدينية إلى كسب الحركة الشعبية لتحرير السودان لدعم العالم الغربي وخاصة الهيئات والمنظمات الكنسية ، لذلك حاول النظام البحث عن حل سلمي لهذه القضايا من خلال إتباع سياسة "فرق تسد" التي مارسها المستعمر البريطاني لكن هذه المرة من خلال استغلال الخلافات والتناقضات داخل الحركات السياسية الجنوبية والشمالية ، ولم تحقق هذه السياسة أيضا أهدافها وانقلب السحر على الساحر بعد أن استخدمت التنظيمات الجنوبية هذه السياسة نفسها لفرض اجندتها على النظام وانتهى الأمر بالنظام لقبول مبدأ " تقرير المصير" لجنوب السودان الذي جاء في نص اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في نيفاشا (نيروبي) في التاسع من يناير/ كانون الثاني 2005، وتمثل الاتفاقية كسباً غير مسبوق لأهل الجنوب لأنها منحتهم فوق ما كانوا يتطلعون إليه في ظل كل الحكومات السابقة.
وهذا غيض من فيض، ولكنه يكفي للاستدلال على أن لهذا الفكر أثر عميق على تغيير طبيعة السلطة السياسية وتوجهاتها وأهدافها، من تقييد للحريات ورفض للتعددية وإغلاق لباب التداول والمشاركة الشعبية ، ولعل السمة الأبرز في هذا التحول هي الزواج الجديد بين السلطة والمال، وما نشأ عنه من إرادة سياسية تنزع إلى تكريس السيطرة الشاملة والدائمة على المجتمع.
ورغم مرور 21 عاما علي هذا البلاء ، يقول نائب رئيس الجمهورية ، الأستاذ علي عثمان محمد طه ، أن الإنقاذ قادرة على البقاء لأكثر من (20) سنة مقبلة ، ويقول شيخهم الدكتور حسن الترابي، انه يخشى من ان يتفكك السودان بالسرعة التي تفككت فيها يوغسلافيا في حال اعلن الجنوبيون الانفصال عن الشمال واقامة دولتهم المستقلة ، وحذر من ان يكون انفصال دارفور هو الحلقة الثانية من مخطط تفكيك السودان.
واخيرا، أقول سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة