فصل جنوب عن شماله
قصة من وحي عملية فصل التوأم الايراني" لاله ولاذ بيجاني"
بقلم / ايليا أرومي كوكو
اتذكر انني و افراد اسرتي و بالاحري اطفالي الصغار وقتذاك ..
كنا من المتابعين لأحداث عميلة فصل التوأمتين الايرانيتين لاله ولاذ بيجاني..
فقد كانت عملية فصلهن حدث الساعة تلك الايام و حظي بتغطية اعلامية و اسعة وغير مسبوقة ..
اتذكر اللقاءات التي تمت مع لاله و لاذ و افراد الاسرة الكريمة و الاقارب..
كل الاشارات الطبية كانت تقول بان نسبة نجاح العملية اقل علي احسن تقديراتها من 50% .
و فضل الاطباء و كل المحيطين بالاسرة عدم اجراء العملية ذلك لان نتيجتها الحتمية هو الموت المؤكد للاخوتين .
و بقي ان لاله و لاذ اختارتا الموت كأفضل خيار لهن من الاستمرار في الحياة و هن ملتصقتين الواحدة بأختها ..
فقد سئمتا و ملتا بل كرهتا الحياة و هن ملتصقات ببعض ..
سئمت لاله و لاذ الارتباط بالاخري درجة تفضيل الموت عوضا عن الحياة المقيدة المكبلة بخيوط و حبال الاخر ..
انها واقعية تحكي عن حال الانسان عندما يضق بأخيه مفضلآً عليه الموت والقبر و الفناء حتي لو كان هذا الاخرهي اخت شقيقة و توأمه ..
قالت لاله في لقاءاً اجريء معها : اريد ان اعيش حياتي الخاصة حرة و طليقة اسافر و اسوح و اجول اعبر بحور .
و قالت لاذ : اريد امارس هواياتي ان اكتب و ارسم كما اريد ان اتزوج و امارس حياتي بحرية كاملة شأني شان كل البشر من حولي .
و بقوة اصرار الاختين علي عملية فصلهن عن بعض اجريت لهن العملية معروفة النتيجة ..
فكانت النهاية الماساوية الحزينة التي أدمعت عيون كل العالم ..
فتداعيات وفاة
" لاله ولاذ بيجاني" ابكت الجميع بلا استثناء.. ستبقي عالقة بالذاكرة البشرية تحكي عن هوي الانسان و حبه و عشقه للحرية ..
و كان الموت ثمناً لحرية الاخيتين من قيد الاخري ..
هنا فقط يمكن استلهام و ادراك معني و بعد الحرية لمن يعرف تماماً بانه سوف لن يحيا و ييعش لتذوق طعمه وحلاوة حرية سعي لها، لم تتمتع " لاله ولاذ بيجاني". بالحرية التي كانت بالنسبة لهن غاية و مقصد حياة او موت ..
اختارت " لاله ولاذ بيجاني". ان يكون الحياة الدنيا المقيدة ثمناً عسي و لعل ان يحيا الروح في الابدية حراً طليقاً..!!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة