صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


ثلاثيات سودانية/الطيب رحمه قريمان
Mar 7, 2007, 23:09

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ثلاثيات سودانية

 

الطيب رحمه قريمان

 

[email protected]

 

في الثلاثية الأولى تناولت التكوين السكاني في السودان و خلصت فيه أن سكان السودان حتما يقعون في واحد من ثلاث مجموعات فأما الأولى فهي القبائل السودانية و أوردت قبيلة النوير مثالا لها و قبيلة الرشايدة  أنموذجا للمجموعة الثانية فهي القبائل العربية التي لم تمازج الآخرين لظروفها الجغرافية و الأخيرة عبارة عن خليط يبن هذا و ذاك و ختمت ثلاثيتي الأولى بان كل الناس سواسية في انتمائهم لهذا البلد و توجهت بدعوة لترك النعرة القبلية والجهوية  أو العنصرية و يتجه الجميع لبناء الوطن.

 

اليوم أتناول ثلاثية أخرى و هي اللغوية و باعتبار أن اللغة هي مكون وركيزة أساسية في حياة كافة المجتمعات الإنسانية و هي وسيلة التواصل الوحيدة بين أفراد المجتمع بل هي الإنسان و بدونها لما وجدت حياة بالصورة التي نعرفها  وفي هذه الثلاثية سوف انظر إلى سكان السودان و أصنفهم  لغويا إلى ثلاثة جموع رئيسية  ولكن قبل ذلك سوف اعرف بإيجاز اللغة و بعض المصطلحات التي ترتبط بها.

 

اللغة ( language ) هي عبارة عن نظام صوتي يمتلك سياقا اجتماعيا و ثقافيا  له  دلالاته و رموزه و هو قابل للنمو والتطور يخضع في ذلك للظروف التاريخية و الموضوعية التي يمر بها المجتمع وذلك لان اللغة منطوقة بلسان و شفتين و مسموعة بأذنين  و فيما بعد أضيف للتعريف السابق الكتابة المقروءة بكل أشكالها من رسم و نقوش كالفرعونية  و خلال الأسابيع الماضية تم التوصل إلى فك رموز اللغة المروية في العاصمة السودانية الخرطوم و هي عبارة عن رسوم ونقوش , إضافة إلى ذلك لغة الصم و البكم  (( sign language بدأت كثير من محطات التلفزيون استخدام هذه اللغة مؤخرا لأهمية هذه الشريحة من المجتمع.

 

 فاللغة هي الإنسان و هي الوطن و الأهل و هي التي تفرق بين الإنسان و الحيوان و نخلص لان اللغة إما أن تكون سمعية أو بصرية و أضيف اللمسية كما في لغة ( ( Braille .

 

اللغة الرسمية (  ( official language و هي لغة رجالات  الدولة و تستخدم في أجهزة  الإعلام  و التعليم و المحاكم  و دور العبادة و غالبا ما تكون لغة فصيحة ( standard/formal (  و قد تتخذ الدولة أكثر من لغة لتكون لغة رسمية كما هو الحال في كندا و سويسرا و جنوب أفريقيا و الهند.

     

وفى إطار الحديث عن اللغة لابد من ذكر اللهجة (   (dialectباختصار شديد هي شكل من أشكال اللغة تنتمي إلى بيئية خاصة أو إقليم بعينه و يستعملها الناس بعفوية في تعاملاتهم اليومية و هي أول ما نتعلم من كلام ( mother tongue   (و تختلف من منطقة إلى أخرى في إطار البلد و اللغة الواحدة.

 

و هناك ما يسمى بالهجين (   ( Pidgin/Creoleوهى عبارة عن تركيبات لفظية بسيطة من لغات عدة لا تتبع قواعد كما هو الحال في بعض دول  الغرب الأفريقي .

 

و المتحدث لأي لغة يقع في واحد من الأتي:

 

فإذا تعلم الإنسان اللغة صغيرا أصبحت لغته الأولى و الأساسية ( ( mother tongue و إذا تعلم لغتين في آن واحد صار             bilingual ))   وقد يكون الفرد ( trilingual   ( في حالة تعلمه ثلاث لغات و هنا أنا أتحدث عن اللغة و ليست العرق أو اللون    و المعروف أن الإنسان ابن بيئته.

 

 أما في حالة أن يتعلم لغة ثانية أو ثالثة في بلده كمن تعلم الانجليزية في السودان فتكون الانجليزية  له لغة أجنبية

 ( ( English as a Foreign Language بصرف النظر عن إجادته لها.

 

أما الهاجرون من شتى بقاع العالم  إلى دول ناطقة بالانجليزية مثل أمريكا و استراليا و تعلموا الانجليزية  فتصبح لهم لغة ثانية

 ( English as a second language ( و لعل الفرق كبير و شاسع بين الاثنين .

 

بعد هذه المقدمة وعلى ضوئها سوف انظر إلى السودان وأقسم سكانه لغويا إلى ثلاث مجموعات رئيسية و ليست بالضرورة أن يكون هناك ثمة ارتباط بين اللغة  التي يتكلم الفرد و المجموعة العرقية  التي ينتمي إليها بل قد يتحدث الفرد لغة واحدة , اثنتين أو ثلاث لغات على حسب البيئة التي نشاء فيها.

 

 

المجموعة الأولى تتحدث اللغة العربية و حتى يسهل على القارئ فهم هذه المجموعة سأفرعها إلى ثلاث أجزاء:

 

الجزء الأول و هو عبارة عن  التجمعات السكانية التي تعيش في  إطارها  القبلي تتنقل من مكان إلى أخر أو  تقيم في أماكن بعينها  و مثال ذلك الشكرية في سهول البطانة  و الحمر في كردفان و غيرهما من القبائل السودانية , فاللغة العربية هي الوسيلة  الوحيدة أو الرئيسية المستخدمة للتواصل بين أفراد القبيلة الواحدة  و القبائل الأخرى .

 الجزء الثاني و هو  سكان المدن و القرى الذين انحدروا من مشارب عدة  فهم عبارة عن خليط من أهل السودان فانصهروا في بوتقة  واحدة و جيل بعد جيل و بطول الإقامة في المدينة نسى أو تجاهل  الكثيرون لغة قبائلهم أو ما يسميها الكثيرون " الرطانة" و مثال ذلك  الدناقلة الذين  أقاموا في ود مدني أو غيرها من المدن الكبيرة أو  الدينكا الذين سكنوا امدرمان .

 

 الجزء الثالث و تمثله الأسر الصغيرة أو الأفراد الذين تنقلوا من مكان إلى آخر بسبب ظروف العمل و استوطنوا بعيدا عن قبائلهم فينطبق عليهم ما انطبق على الفئة التي استوطنت المدن مع الفارق. هذه الفئات الثلاثة تتكلم العربية كلغة أساسية و لا يفقهون غيرها و تتواجد هذه المجموعة في مختلف انحاء البلاد.

 

و أما المجموعة الثانية من السودانيين فتتكلم لغة سودانية و لا ينطقون  العربية و هذه الفئة موجودة في كل إنحاء السودان دون تفريق بين ناحية و أخرى      و نلاحظ عند ذهاب أفراد من هذه المجموعة  إلى المدينة أو القرية المجاورة لقضاء قرض أو  مقابلة طبيب غالبا ما يستعينون بمترجم لتوصيل المعلومة      و الأمثلة لهذا المجموعة لا حصر لها و يحضرني عندما كنت تلميذا بالمدرسة الابتدائية  كنا  نشاهد مساعد الطبيب يستعين بالممرضة لتترجم بينه و بين كثير من المرضى  الذين يفدون للعلاج و اذكر أن مساعد الطبيب  كان يتحدث  العربية و الانجليزية إضافة إلى لغة النوير.

 ربما يكون لبعض الأفراد من هذه المجموعة الإلمام بلغة قبيلة أخرى أو شيئا من العربية أو هجين من اللغات المحلية و العربية.

 

المجموعة الثالثة تتحدث  العربية بجانب لغة ثانية أو العكس و قد يستعلمون اللغتين معا بالتساوي و ينطوي تحت هذه المجموعة قطاع كبير من السودانيين في جنوبه و شماله شرقه و غربه  واذكر أن كثير من زملائي في كسلا الثانوية من أبناء  القبائل العربية كانوا يتكلمون اللغات  البجاوية بطلاقة متناهية و كثير من أبناء  الهدندوة  و البني عامر و غيرهم من الذين ينحدرون من قبائل ناطقة بلغات غير اللغة العربية  كانوا من البلغاء الفصحاء و كانوا  يحفظون النصوص العربية بكل سهولة ويسر وكثير منهم يكتب الشعر بأفضل ما يكون و دونكم أمثلة لا حصر لها لهذه المجموعة ممن برزوا في كتابة  من شعر و قصة , واعتقد أن هذه نعمة يحسدون عليها لان الشخص العارف المجيد لأكثر من لغة يكون واسع المدارك فصيح اللسان واضح البيان  أكثر من غيره في  الغالب الأعم  وقد عايشت ذلك مع ابنتي عن كثب.

 

 

 و بنظرة سريعة إلى شريحة السودانيين التي نالت حظا من التعليم العالي أو المتوسط فنجد إنهم يكونون ثلاثية من ثلاث أفرع تختلف بعض الشيئي  عن سابقتها و ذلك لأن الكثيرين منهم ملم باللغة العربية الفصحى و أعداد كبيرة  يتكلمون اللغة الانجليزية كلغة أجنبية :

 

 و أول أفرعها الذين يتحدثون العربية فحسب و ذلك لأنهم اتجهوا أو بالأحرى وجهوا نحو تعليم يتخذ من اللغة العربية  أداة للتدريس  و ليست بالضرورة أن يكون تعليما دينا كان ذلك  داخل السودان أو خارجه  وبما أن  هذا الفرع لم  تكن لأفراده  لغة سودانية  و لم يدرسوا لغة أجنية  بالتالي كانوا يتحدثون لغة واحدة فقط .  

 

 الفرع الثاني ينقسم إلى أجزاء عدة:

 

  يتحدث كل  أفراد هذا الفرع  لغتين  وهى معقدة  شيئا ما , فجزؤها الأول  نال  تعليما كان قوامه اللغة العربية كما في المجموعة الأولى  و في الأصل كانت  لهم  لغة سودانية فصارت لهم لغتان و أما  الجزء الثاني من هذه الفرع  هم في  الأصل  بعضا من أفراد المجموعة الأولى الذين  أتيحت لهم الفرصة  لتعلم لغة أجنبية و في معظم الأحوال تكون  الانجليزية و الجزء الثالث أولئك الذين أتيحت  لهم فرصة التعليم باللغة الانجليزية إضافة إلى لغنم الأصل سواء كانت العربية أو غيرها من اللغات السودانية الأخرى. 

 

الفرع الثالث لهذه الثلاثية ممن نال حظا من التعليم بالعربية و الانجليزية و كانت له لغة سودانية فصارت له لغات ثلاث و عندما أشرت  في سياق حديثي إلى اللغة الانجليزية  ذلك لان السودان كان مستعمرة تتبع إلى الانجليز أو ما يسمى بالتاج البريطاني. بهذا حاولت أن أرى السودان من منظور لغوى , هذا  البلد كثير الأعراق متعدد اللغات ثروة لأهله  فليعضد كل منا  عليه بالنواجذ  بصرف النظر عن انتماءاتنا اللغوية المذكور آنفا و ألا يضع اللغة حاجزا بل يجعلها جسرا للتواصل مع الآخرين و هذه دعوة للوحدة و المحبة و السلام.

 

 

الطيب رحمه قريمان

 

March 7, 2007

 

 

 

   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

      

 

   

 

 

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج