لهفي على جنوب السودان..!!

مكي المغربي

نصف مليون لاجيء كنغولي في جنوب السودان بسبب الحرب..!

150 لاجيء يدخلون يومياً للسودان، يهيمون على وجههم يبحثون عن مأوى ولقمة طعاما..!

هذه الأرقام المفزعة قديمة بحسابات هذا الزمن المتسارع لقد احتفظت بها من قصاصة خبرية قبل أسابيع وهذا يعني أن الحرب الكنغولية بعدما اشتدت قد تضاعفت هذه الأراقم ضعفين أو ثلاثة أو ربما عشرة أضعاف...!

لماذا يا ترى لم يكن هذا يوما ما قضية يثيرها الرفيق ياسر عرمان أو باقان قبل أن يغادر كرسي الوزارة بعد معركة "الدولة الفاشلة" ..!

الوضع في الجنوب مزعج وينذر بكارثة فالأقليم المثخن أصلاً بجراحات الحرب الأهلية لم يهدأ بعد السلام وظل أهله وفي الإستوائية بالذات لديهم آلاف المظالم تجاه حكومة الجنوب وليس "حكومة الشمال" إن جاز التعبير.

مظالم على مستوى إغتصاب الأراضي في الإستوائية الوسطى "ولاية بحر الجبل سابقاً" لا أدلاي ماهي العبقرية في تغيير الأسماء مع بقاء الظظلم وتزايد معدلاته من المعدلات التي ادعتها الحركة الشعبية ابان حكم المؤتمر الوطني منفرداً ودون شراكة ؟! نعم هذا ما سطره أبناء الجنوب أنفسهم وفي الصحف المنافحة عن الجنوب مثل "الأدوفوكيت" ..!

ما هي الفائدة في أن تزور مريض الملاريا وتقترح عليه تغيير إسم الملاريا باسم "حلو وجميل!" حتى لا يشعر بالمرض ةالألم فتسمية زهرة البنفسج أو "الآيسكريم"..؟! هل سيخفي هذا طعم المرارة من فمه؟!

هل تستطيع هذه الجيوب التي تتاجر باسم فلسفة السودان الجديد ان تقنع مواطن الجنوب أن قضية لبس البنات لـ(البناطلين) الضيقة أهم من هذا الزحف الكنغولي الذي سيسبب كارثة للولايات الإستوائية وللجنوب كله ولو بعد حين؟!

هل المواطن الجنوبي تحركه "المرارات" تجاه الشمال للدرجة التي لن يفكر فيها أي بلاء يقع على منتصف رأسه؟! لا اعتقد أن المواطن الجنوب حقود أو ممتليء بالأضغان ! ولا اقول هذا سياسة ولا كياسة ولا اقوله انحيازاً لبنى\ي بلدي وان كان لي حق في هذا ولكنني أقوله قناعة بأن الله كرم بني آدم كلهم بالعقل والموقف أنه المحرك الأول لتصرفاتهم هذا مع وجود العواطف والمخاوف والمواقف النفسية الأخرى ولكن إلى حين ..!

في تقديري أن الجنوبيين شبعوا من الخداع والتعبئة والتحريض وثقافة الهوس العرقي ..إنهم يريدون الآن الاستقرار والهدوء ويريدون فرص العمل والكسب..!

في تقديري الزوبعة تقودها مجموعة ضيقة ومحدودة من "المثقفاتية والفاتية" الذي لا يصعدون في دنيا السياسة إلا بالنكد والمتعب والقلاقل..!

وهم ليسوا جنوبيين ولا شماليين إنهم خليط دمعت بينهم مصلحة واحدة وهي استمرار الصراع ضد "المؤتمر الوطني" وضرورة تجريض الحركة الشعبية على هذا الأمر ..!

هذه المجموعة لن تهتم ولو زحفت جمهورية الكنغو كلها ودخلت الجنوب ولن تهتم ولو استمر ذلك الصراع في كينيا وامتد إلى جوبا وأحاطها بمعسكرات اللاجئين..!

هذه المجموعة لن تهتم ولو دخلت يويماً إلى جوبا 150 داعرة مصابة بالإيدز من يوغندا أو غيرها ... وليس مجرد فقط 150 لاجيء..!

هذه المجموعة لن تهتم ولو تولى أبناء كينيا التعليم والتمريض والحراسة والكناسة في كل مدارس الجنوب ومستشفياته ومؤسساته الحكومية والخاصة لن يهتموا وقد يشجعوا هذا في الوقت الذي يبحث فيه أبناء الجنوب عن وظيفة مؤقته ولو بمرتب أساسي وبدون بدلات ولا يجدونها..!

مايحدث في الجنوب مزعج ..مزعج...مزعج..!

والسبب هو أدعياء السودان الجديد والباحثون عن البطولات في الخرطوم..!