زفرات حرى1111
الطيب مصطفى
وداعاً باقان أموم
لم أدهش لتصريحات باقان اموم المؤيدة لمثول الرئيس البشير أمام محكمة الجنائيات الدولية والتي أدلى بها خلال زيارته الأخيرة للقاهرة لأن باقان لم يأت بجديد فقد كان يعبر عن موقف الحركة الشعبية المعلن من أول يوم والاتحاد الأفريقي الذي أتخذ نفس الموقف ولم يعترض على مذكرة مدعي محمكة الجنائيات الدولية وإنما طالب بتأجيل مثول الرئيس لمدة عا حتى يحقق للحركة مبتغاها المتمثل في إنفاذ اتفاقية نيفاشا أما بعد ذلك فإن الحركة لا يهمها الرئيس كثيراً فكما قال باقان فإن الحركة لا ترى في توقيف الرئيس مشكلة البتة با أن باقان طوّر موقف الحركة أكثر باتجاه التعجيل بتوقيف الرئيس فقد نفى في القاهرة المخاوف التي تقول إن ذلك يمكن أن يؤثر على عملية السلام بالسوان وبرر كلامه بقوله "إن الحركة الشعبية فقدت زعيمها قرنق ومع ذلك تجاوزت محنتها واستمر السلام " على حد قوله العجيب.
ككا أدهشني في تصريحات اموم قوله " إن السودان لن يكون دولة موحدة إلا بالعلمانية" ثم قوله "إن أي أسلوب لفرض دولة اسلامية سيؤدي إلى إنهيار السودان" ومضى في شرح العلمانية حسب مفهومه المعادي للاسلام فقال "إنه يقصد بذلك أن لا يكون صدر القانون أي جهة ولا حتى مصدر رباني"! هذا ما قاله باقان ونشرته "أخبار اليوم" وليس "الانتباهه" فبربكم هل من استفزاز أكبر من ذلك؟!
باقان يعلم أن اتفاية نيفاشا نصت على أن يخضع الشمال للشريعة الاسلامية بينما يكون الجنوب علمانياً وبدلاً من اعتبار ذلك من الثوابت المتفق عليها يعود من جديد للتنصل من الاتفاقية يعود لاسطوانته المشروخة ليبتزنا الوحدة في مقابل إلغاء الشريعة واختار باقان مصر التي تعتبر وحدة السودان من الثوابت التي يرعبها مجرد الحديث عن امكانية التخلي عنها اختارها لممارسة هوايته المفضلة في الابتزاز بل أن الرجل – في ذكاء لا يحسد عليه- وقت زيارته للقاهرة مع تصاعد الاهتمام المصري بقضية الوحدة الذي تعكسه زيارة الرئيس المصري محمد حسني مبارك لجنوب السودان بع "46" عاماً ن آخر زيارة لرئيس مصري لمدينة جوبا "عبد الناصر" وأراد باقان هذه المرة أن يصعد من حملة الابتزاز باستخدام الورة المصرية للضغط على الحكومة السودانية لمقايضة الشريعة بالوحدة
يعلم باقان أن مصر التي تقدس الوحدة لا ترى اهمية تذكر للشريعة الاسلامية ولذلك فإن الرجل أراد أن يضع العلاقات المصرية السودانية على المحك.
باقان يدرك تماماً أن الحكومة السودانية ممثلة في المؤتمر الوطني قدمت الكثير ن التنازلات خلال جلسات التفاوض التي أفضت إلى اتفاية نيفاشا وكان تطبيق الشريعة في الشمال من البنود الليلة التي رفضت الحكومة المساس بها فيما عدا بعض التنازلات التعلة بحقوق عير المسلمين في شمال السودان والذين منحوا مفوضية ترعى شئونهم ولكن باقان الذي يعلم أن اساس مشروع السودان الجديد الذي تعمل الحركة "جناح اولاد فرنق" على تطبيقه في السودان جميعه شماله وجنوبه يرتكز على الدستور العلماني الذي يلغي الشريعة الاسلامية جملة وتفصيلاً لم يجد فرصة أفضل ولا مكاناً أنسب لتحيق ماربه غير مصر وخلال هذه الأيام تحديداً والتي شد الرحال خلالها لكي يصعد من حملته وضغوطه على الحكومة المصرية التي يتعين عليها حسب مفهومه ان تحق لباقان هدفه المتمثل في إلغاء الشريعة في مقابل ضمان تعهده بتحقيق الوحدة ولذلك اختار باقان ان يهدد بأنه سيغادر السودان نهائياً ويهاجر إذا لم يتحقق هدفه!!
عجيب والله أمر هذا الأحمق الذي أعماه حقده على الشريعة وعلى الهوية العربية الاسلامية عن فهم حيقة ماتعنيه الشريعة بالنسبة للمسلم الحقيقي وليس ياسر عرمان أو منصور خالد أو عبدالله بن أبي.
ربما لا يعلم باقان أو لا يريد أن يعلم أن الشريعة الاسلامية أمر دين نزل فيه قرآن يتُلى إلى يوم القيامة كما نزل في أمر الصلاة والزكاة والصوم وربما لا يريد باقان أن يفهم أن الدين مقدم على النفس ولذلك يستشهد المجاهد مضحياً بروحه في سبيل دينه وأن الدين مقدم على الوطن ولذلك هاجر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من موطنه مكة إلى المدينة المنورة وهاجر إبراهيم الخليل من العراق إلى فلسطين وموسى من موطنه مصر وهكذا دواليك وأنه لا شيء يعلوا على الدين الذي يحاسب عليه المرء يوم الحساب ولا يحاسب على غيره.
باقان لا يفهم أنه حتى لو رضى هو الوحدة بدون يد أو شرط مع إبقاء الشريعة في الشمال أو حتى في الجنوب المستثنى منها حالياً فإن ذلك لن يقنعنا بالوحدة لذلك فإني والله لأعجب أن يبتزنا الرجل بالانفصال ويضع التخلي عن الشريعة شرطاً للموافقة على وحدة لا نرغب فيها وليت الشمال يمنح الحق في تقرير المصير الذي منح للجنوبيين دون غيرهم وذلك حتى يبرهن شعب السودان الشمالي على أنه زاهد ااعيش في ون واحد مع باقان وأمثاله.
أما هجرة باقان فإنني لا أملك إلا أن أودعه فرحاً بمغادرته من الآن فليغادر غير مأسوف عليه وسأكون يومها في وداعه في مطار الخرطوم انشالله.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة