أيلا وأهداف صاحب الضفاف
بقلم : الامين أبوآمنة
أثارت تكهنات الاساتذة الطيب مصطفى وسيد أحمد الاسبوع الماضي حول تغييرات واسعة على نطاق الوزراء الاتحاديين والولاة وظهور إسم والي ولاية البحر الاحمر محمد طاهر أيلا كوزير إتحادي أو مغادرا للولاية أثارت ردود أفعال واسعة في أوساط الولاية ومجتمعاتها المختلفة . فبينما هللت وكبرت فئات كثيرة ترى في أيلا كابت للأنفاس ومفرق للشمل وعابث بالمال العام ومهتم بالزفت أكثر من الناس . ويتحدثون عن أزمة المياه وقطوعات الكهرباء والدور السلبي للصحة بالمحلية والتي يصفون معتمدها بأنه حرامي وقليل الادب وظفر اللسان . ويؤكدون عدم وجود أي صلاحيات لأي معتمد أو وزير بخلاف أيلا الذي كل همه أن يوطد لنفسه ويبني مملكته الاحادية أمبراطورية الفرد . وبينما هللت هذه الفئة وكبرت ناحت فئة أخرى ممن ذاقوا نعيم الرجل وعسله أو أولئك الذين يحرقون البخور ويزينون الامور . وقد علا عواء السيد أحمد موسى عمر وهو في حالة هذيان شديد أفرغ فيها كل مخاوفه من المصير المجهول بعد رحيل أيلا فضرب تارة ناحية الطيب وسيد أحمد ومهددا تارة أخرى الرئيس وخاله وحوش بانقا ذاتو من مغبة تغيير أيلا وتنصيب يوسف عبد الفتاح ومن أن ثورة جديدة للبجا ستندلع بقدوم أي واليى غير بجاوي وحذر من مجازر أخرى وشهداء ربما لا يكونون من البجا وحدهم هذه المرة وحدد المواصفات الجهوية للوالي وضرورة أن يكون من أم وأب بجاويين ولتأكيد ذلك حدد أحمد موسى بأنه حتى عثمان باونين زعيم حزب مؤتمر البجا الاصلاح والتجديد الذي والدته ليست بجاوية لا يريدونه واليا للبحر الاحمر .
على العموم فان الناس قد تجاذبوا أطراف الحديث في هذا الموضوع وتداولوه مدحا وقدحا بمقدار, كل يغني لليلاه , الا أن الحقيقة الماثلة والواضحة تماما للعيان تقول أن حكومة الانقاذ قد وهنت وشاخت وضعفت وفقدت بريقها خارجيا وان قرار أوكامبو الاخير قد أطلق رصاصة الرحمة لآخر بريق خارجي للانقاذ متمثلا ذلك باتهام رئيس الجمهورية ورمز السيادة المشير البشير . ولذلك تتجه الحكومة الان أولا لترميم أركانها وتوفيق أوضاعها وذلك بتجميع كوادرها الاساسية ومنهم أيلا بالطبع للخروج بصياغ جديد لمرحلة مجابهات جديدة تتطلب أن تبرز الحكومة وجها مغايرا ومقبولا خارجيا . وفي ذلك تعتمد الحكومة الان فقط على إتفاقاتها الداخلية الجيدة وتحالفاتها مع الحركة الشعبية وفق أتفاقية نيفاشا وأتفاق الشرق والتراضي السياسي مع زعيم الانصار الصادق المهدي هذا علاوة على المبادرات والتنازلات التي تقدمها الحكومة من أجل حل قضية دار فور , كما هناك برنامج الانتخابات الذي ترفعه الحكومة شعارا تارة وتضعه ستارة تارة أخرى .
من جانب آخر يختلف قادة المؤتمر الوطني والاسلاميون بصفة عامة فيما بينهم عن ماهية الرجل القادم باعتبار ان البشير قد أصبح كرتا محروقا بأمر اوكامبو أو قد يكون . فيظهر أسم الناشط في العمل الحزبي والدينمو المحرك للمؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع يفرض نفسه على الساحة ويبدو متحمس للأمر ومتحفز له ولو على حد نفسه فقط ..... الرجل الاخر تعتبره المعارضة أفضل السيئين وله قابلية من غالبية السودانيين حتى الذين هم من خارج المؤتمر الوطني , وقد نصبته أيضا الحركة الاسلامية رئيسا لها مؤخرا إنه الاستاذ علي عثمان محمد طه الذي يظهر اسمه على السطح والفضاء لقيادة المرحلة القادمة غير أن الرجل يقال أنه يشعر بالدونية المزمنة من تولي منصب رئاسة الحركة الاسلامية في حياة شيخه حسن الترابي , كما ان حديث سابق للشخ الترابي إتهم فيه علي عثمان بأنه يسعى من وراء مخالفته للجماعة ومراوغته لهم يسعى لكرسي رئاسة الجمهورية فهل يستحي الاستاذ من تنبؤ شيخه ويرفض الترشيح ؟؟ أم يقبل على مضض ؟؟؟؟ .. المهم في الامر أن المؤتمر الوطني مشغول بأموره ويحتاج الي كوادره المنظمة والمدربة لرسم خارطة الطريق للمرحلة الحساسة القادمة . ونحن سواء أن ظل أيلا واليا أو غادر إلى الخرطوم سيظل رأينا فيه واضحا ويتلخص في النقا التالية : -
1/لم يختر أيلا الرجل المناسب في المكان المناسب لكل الوزراء والمعتمدين والمستشارين مما أضعف أدائهم وثبت الاتهام الذي يقول أن ايلا يسعى لتحكيم إمبراطورية الفرد .
2/ إهتم أيلا في تنميته بالارض ولم يهتم بمن هم فوق هذه الارض أبدا وذلك لاسباب لا يستطيع هو شرحها للناس والكثيرين يعلمونها .
3/ ضيق الخناق على الخدمة المدنية وهدد أرزاق العمال والموظفين فتعطل دولاب العمل بينما يصرف الوالي الحوافز والمكافآت لأعضاء اللجان الذين يكلفهم بأعمال لها موظفين يصرفون مرتبات من أجل أنجازها ومثال لذلك لجان المباني والتحصيل والاستثمار وغيرها .
4/ إهتم الوالي بصيانة وتأهيل المدارس بينما لا يصرف المعلم راتبه حتى بداية يوم عشرين من الشهر الجديد والحال يقوم جاع المعم وشرد التلميذ , والدليل على ذلك فضيحة نتيجة إمتحانات مرحلة الاساس.
5/ إهمال سيادته لمشكلة المياه المزمنة ومشكلة الكهرباء وفي فترته أصبح الصيف ينافس بعضه في القسوة نعني نحن ما نعاني ويسافر سيادته لقضاء المصيف على رمال الاسكندرية .
6/ ثورة التنمية أستفادت منها الشركات التي يملك أيلا أسهمها هو أو إبنه أو زوج إبنته حديث العهد بالولاية والصديق الدائم لاعضاء لجنة الاستمثار .أو أصحاب العقود المشبوهة وما أدراك ما شقيق مدير عام وزارة المالية .
7/ أيضا هناك الكثير المثير الخطر الذي لا يهم القاريء في شيء علي الاقل في المرحلة الراهنة أو كما يقول الاذاعيون هناك أخبار متفرقة سنعرض لها في حينها .
وعليه سواء ناح أو إنتحب أو عوى اليد أحمد موسى عمر فان بقاء أيلا في الولاية بات مشكوك في أمره لا غرو وأنه قد تلاحظ خروج بعض الشاحانات الكبيره وهي محملة بالعفش تخرج من بيت الوالي ليلا لجهة غير معلومة . أحد الظرفاء قال أنهم سألوا أحمد موسى عن سر العربات فقال لهم : أنهم يريدون تغيرر العفش وتحديثه للولاية الجديدة لايلا . والمهم أن الامؤر سيكون عاجلا أم آجلا وسيتم تعيين والي جديد بدلا عنه وربما لا يكون بجاويا من أم وأب تماما مثل عثمان باونين ومثل أبناء أحمد موسى عمر شخصيا . سبحان الله إن أبنائك يا أحمد وحسب منطقك وأنت سليل الحاكماب ليسو بجا ولا يحكمون .. نعم لا يحكمون فعثمان باونين تعلم والده جيدا ويعلمه الجميع من عشائر قبيلة الشعاياب وهذا مثبت ومعلوم , ووالدته حفيدة مهيرة لها أطيان ونخيل مسجلة بأسماء جدودها بالشمالية وكسلا والقاش , رجل كهذا تمتد له باستهزاء في نسبه ؟ فكيف لو تعرض أحدهم لابنائك ولأمهم ؟ وماذا تظننا فاعلين ؟ والله العظيم لنردعه ونرده ونفاخر بأبنائك فهم من صلب أشرف قبائل البجا . وان صلحوا وليناهم علينا . ولعزتهم نعز أمهم لا نسبها . ونسأل الله أن يرد رشدك ويلهمك إحترام الناس ويلزمك حدود نفسك ويكفيك شرورها .
ختاما : سنعود بصفة يومية للكتابة في هذا المنبر وفي جعبتنا الكثير للرد على كل من تسول له نفسه أنه قادر على تضليل الرأي العام فيا البشير ويا المركز إن ايلا عمل لنفسه وضيع جماهير المؤتمر الوطني فما بات يصلحنا نحن أرجعه يا البشير لورشتك وصنع منه ما تشاء وبدلنا بخير منه ولا تخشى تهديدات أحمد موسى الهشة عليك به نريده وطنيا ونحبذه بجاويا يتقي الله فينا ويعمل ما نحب ونرضى وسنعود.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة