صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الامن بين تشاد والسودان هاجس حقيقي مثل الشبح يطل برأسه بين الفينة والاخرى كتب من باريس/محمدعلي كلياني
Nov 3, 2008, 23:56

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع
الامن بين تشاد والسودان هاجس حقيقي مثل الشبح يطل برأسه بين الفينة والاخرى
الامن بين تشاد والسودان هاجس حقيقي مثل الشبح يطل برأسه بين الفينة والاخرى
كتب من باريس/محمدعلي كلياني
لاشك في ان أمن الحدود بين تشاد والسودان تظل اكثرالقضايا حساسية على الاطلاق , نظراُلارتباطها في البلدين بالاوضاع السياسية والإجتماعية والمعروف ان هذه الحدود في تاريخها الطويل لم تشهد سوى الجرائم العادية المتمثلة في الاعتداء على الافراد والممتلكات في الماضي..إلا انه كالعادة كانت تحل مثل هذه المشاكل في اطارها التقليدي.. فالبلدين وبحكم الجوار والتدخل بكافة اشكاله العرقى والثقافى والجغرافى يملكان ارضية يمكن ان يبنى عليها تعاون مستقبلى فى مختلف الأصعدة مما يحقق تطلعات الشعبين , خاصة وأن البلدين لا يزالا ضمن منظومة دول العالم الثالث والتى بات التعاون بينهما ليس امراً اختيارياً بل ضرورى تحتمه التطورات التى اكتنفت العالم بأسره ومامن شك فى ان الامن هوهاجس البلدين سواء كان ذلك على الحدود المشتركة او داخل اى منهما على حداه , وذلك بغرض تحقيق الاستقراروالطمأنينة, والشروع فى التنمية وغنى عن القول في ان الامن يسبق اي اولوية فى كل بلدان العالم ويرتبط امن البلدين بشكل وثيق لمجموعة القضايا التى سبق ذكرها.ويمكننا أن نشيرالى أن انجمينا تنظرالى السودان باعتبارة الوبوابة الشرقية التى دائما ياتى عبرها تغييرالانظمة الساسية القائمة فيها ,,فضلاعن ان الحدود الممتدة تشكل هاجساً أمنياً خطيراً ومحاولة السيطرة عليه لكبح جماح اى نشاط معادى يمكن ان يحدث , وهوالهاجس الذى يسطرعلى كل مسؤل تشادى حينما يحدث توترفى الحدود بين البلدين.وان التوترالذي ساد العلاقت مؤخراً كان يترجم بوضوح هذه الهواجس , وتشيرالاحداث الامنية بدارفورالى ان أمن البلدين لا ينفصل عن بعضه البعض .اما السودان , فينظرالى تشاد باعتبارها الجارة الاقرب له من باقي دول الجهة الغربية , حيث الحدود الممتدة والنشاط السكانى الكثيف اجتماعياً ، ثقافياً ، عرقياً ، وتجارياً دون حدود االسودان الاخرى..لذلك يكون من الضرورى وضع أطرموضوعية تستجيب لهذه الشبكة من العلاقات في كافة مجالاتها ووضعها تتحت التحكم ,كى لا ينفلت اليها اى نشاط مضاد للخرطوم كهجوم حركة العدل والمساواة على أم درمان وتلك خطوة غيرمسبوقة على صعيد النزاع المسلح في السودان, إضافة الى النظرة التقليدية في السودان في السابق لدول الجوارالأفريقية والمتمثلة في تحجيم نشاط حركة جنوب السودان في تلك الدول , وبالقدرنفسه يتشكل نمط العلاقات السائدة بين البلدين..كل ذلك ظلت المخاوف السودانية قائمة تجاه الوضع الامني في تشاد, مما اضطرت الى استضافة عدد من مؤتمرات الصلح التشادية فيها إتفاقية الخرطوم التي أنبثقت حكومة الوحدة الوطنية عا 1979م, وفي نفس الوقت , وبحكم الامرالواقع كان السودان موئلاً لعدد من الحركات المسلحة السياسية التشادية والتي كانت تنطلق من دارفورعلى الدوام دون سائرالبلدان الاخرى المجاورة لتشاد لتغيير نظام الحكم فيها..اذا ما استثنينا حركةMDD بزعامة السيد موسى مديلا والتي كانت تديرعملياتها من النيجرالقريبة من تشاد وتشترك معها في بحيرة تشاد..وحركةMDJT في الشمال الأقصى من جبال التبستي بزعامة الراحل يوسف توقويمي..ويجدر بالذكرهنا ان الدكتورالتجاني سيسى حاكم دارفورالاسبق في حكومة الصادق المهدي 1989-1986م قال في لقاء جماهيري بنيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور, يجب ان تعلم حكومة هبري أن سلطة انجمينا تتشكل في دارفورمشيرا الى الخلاف الذي نشب بين هبري والصادق المهدي بسبب وجود ثورة تشادية بدارفوركالتي بدأت تشكلت الآن ضد ديبي في الشرق . ومن المنطلق ذاته تنظرالخرطوم بأن الدورالتشادي في الوساطة في مشكلة دارفور نوعاً من رد الجميل السياسي لتشاد على الدورالذي ظلت دارفورتلعبه في الشأن التشادي ,فضلاعن عاملاً اخراً, وهو الذى ظل يغطى معظم النشاط الدبلوماسى السودانى بالخارج وهوما يعنى بمحاصرة الحركة الشعبية للحيلولة دون تسللهاعبرالحدود الغربية..وحتى وقت قريب جداً اشارات اصابع الاتهام لحركة SPLM للوقوف وراء التمرد بدارفوربإستقطاب نخب القبائل ذات الأصول الافريقية بأن ترفع شعارات قضية التهميش ,إذ أعلنت ذلك حركة تحريرالسودان دون مآربة وضمن يرنامجها السياسي بأنه (على الرغم من أن حركة تحريرالسودان قد بدأت بتفجيرنضالها المسلح في إقليم دارفورإلا أنها تهدف في نهاية المطاف إلى أن تشمل عملية التحول الثوري كل شمال السودان ليتكامل مع جنوب السودان الثوري ممثلاًفي الحركة الشعبية لتحريرالسودان.من أجل ميلاد سودان جديد ديمقراطي وموحد)1.ودخل إقليم دارفورفي حرب تأرجحت ما بين القبلية والسياسية وتجلت النعرات العرقية للأفارقة والعرب في الاقليم..وذكر دستورالحركة ليكون أكثرجدية في تلك القضية أيضاً:( ترى حركة تحريرالسودان أن التوجه العربي المتطرف الذي سارت عليه الحكومات السودانية بعد الاستقلال قد أضر بالوحدة الوطنية السودانية ضرراً بليغاً ولم يخدم الوحدة العربية أو القومية العربية في شيئ...وأعاق بروزالهوية السودانية التي كانت تتبلوروتنضج على نارهادئة..هذا فضلاًعن أن التوجه العربي كوحدة وادي النيل والجامعة العربية كان ولا يزال توجهاً عاطفياً أكثر منه توجه صادق وعمليّ قابل للترجمة والتطبيق علاوة على أنه كان توجهاً انتهازياً ابتزت به النخب الحاكمة في الخرطوم ومصر خاصة والدول العربية عامة..لذا فإن النأي عنه وتجميده في هذه المرحلة أحمّد وأرفق بالسودانيين ).2وبالرغم أن الحركة طرحت برنامجها بهذا الشكل لتستنسخ التجربة الجنوبية إلا أنها تراجعت عنه نوعاً ما كي تبدو منسجمة أكثرمع واقعها الموضوعي لسكان دارفورمن الافارقة والعرب والهجين وغيرهم لئلا تزداد نارالإنقسامات الطائفية والقبلية بين مجتمع دارفورموضحة في ذات السياق ( لذا فإنه وفيما يتصل بالخصومة المزعومة بين القبائل ذات الأصول العربية والقبائل ذات الأصول الزنجية في دارفور، فإن حركة تحريرالسودان تتخذ موقفاً واضحاً وتزن الأموربميزان صارم ودقيق، وهوأنها حركة سودانية قومية صميمة لا تجنح إلى الزنجية ولا تميل إلى العروبة بل هي حركة وسيطة – تمثل السودانوية البحتة – وتصديقاً لذلك فإنها تعطي كل فرد من أفرادها وكل مجموعة من مجموعاتها حقها الكامل في المساهمة والتمثيل في مؤسسات الحركة وهيئاتها القيادية العليا دون تمييزبين قبيلة وأخرى أو بين قومية وأخرى) وهي محاول من الحركة لامتصاص المشاعر الاثنية بألا تؤثرالمواقف أعلاها في إحداث إنشقاقات داخل قياداتها الذين ينتمون الى قوميات أخرى وهو ما حدث بالفعل..وهذا ليس بعيداعن الذهان ماقام به هبرى في الماضي بإستضافة التمرد من جنوب السودان على التراب التشادي فى انجمينا’ ذلك قبل هروبه من انجمينا وكذلك ايعازه لقواته فعاثوا فساداً داخل المناطق الغربية السودانية.تلك الاحداث وغيرها كانت ولازالت مضاعفاتها تتفاعل كلما حدث توترفى الحدود بين تشاد والسودان..ويعزوأهل دارفوربان أحد مسببات مشاكلهم كانت نتيجة لانعكاسات للصراع التشادي التشادي الذي جعل دالارفورخلفية لتصفية الحسابات بين التشاديين وحسم النزاع والقتال بينهم , بينما يعتبرالتشاديون بأن أهل دارفوريتدخلون في الشأن الداخلي لتشاد لاعتبارات قبلية , وذلك بإيوائهم لذويهم من العارضة التشادية هناك..وهذا البعد إستغلته حركة تمرد دارفورفي حربها ضد الخرطوم بإستعانة بمقاتلين من تشاد لهذا الخصوص , وهوما أنعكس سلبياً على العلاقات التشادية السودانية أدى الى تدهورها مؤخراُ, وهذا ما سيجعل الامن والاستقراربين الدولتين هدفاً محورياً بحسب التطورات والقناعات المشتركة. وعقب مجئ الحركة الوطنية للانقاذ للحكم بقيادة ديبي فى انجمينا ,سارعت الخرطوم الى ارسال وفد رسمى وشعبى الى العاصمة التشادية للتهنئة , ونقل راي الحكومة السودانية فى القضايا المشتركة بين البلدين , وكذلك إستكشاف نوايا الحكومة الجديدة فى تشاد , وبالرغم من ان الرئيس ديبى انطلق من الاراضى السودانية , ولكن هذا كان ضروريا لازالة بعض ما علق فى اذهان الثوارالتشاديين بان الحكومة السودانية أوقعتهم في فخ بايعازمن هبرى للايقاع بهم والتخلص منهم . وكان هم الحكومة السودانية الأول وقتئذ ان التغيرالذى حدث فى انجمينا شأن داخلى تشادى بمضاعفات خارجية , وان ما يهم السودان حكومةً وشعباً هو استقرارالاوضاع فى تشاد بالحسابات التي ذكرناها آنفاً, ووقف كل اشكال الاقتتال بين ابناء الشعب التشادى , والركون الى الحوارصيغة لمناقشة القضايا الوطنية, لذلك وصل وفد رفيع المستوى من الخرطوم الى انجمينا فى الاسبوع الاول من ديسمبر1990م , عقب قيام حكومة الجديدة بانجمينا بقيادة ديبي, وكان الوفد يمثل قطاعات عريضة من الشعب السودانى ضم مسئولين فى الحكومة وسياسيين , بجانب وفد من الاداراة الاهلية سيما من ولاية دارفور، وذلك لاهمية الاوضاع فى دارفور وتأثيرها على تشاد , بحسبانها المتاثرالمباشرمن جراء ما يحدث فى تشاد , ويذكربهذا الصدد احداث تلت هروب حسين هبرى من انجمينا , كان لها أثرُقوي على مسارالعلاقات التشادية السودانية من وجهتها الامنية, وأول هذه الاحداث ,هوأنه وعلى إثردخول قوات الحركة الوطنية للانقاذ فى الاول من ديسمبر 1990م الى العاصمة التشادية تم اغلاق المكتب الذى ساعد حسين هبرى على تأسيسه لصالح الجيش الشعبى لتحريرالسودان بقيادة الراحل جون قرن فى انجمينا , حيث كان يديرممثل الحركة عمله من هناك , ولايخفى على أحد فى السودان ما يمكن أن يحدثه ذلك من أثرعلى السودان وعلاقته مع تشاد , سيما على حدوده الغربية , مثلما فعلت حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة فى اقليم دارفوروإستعمالها للأراضي التشادية والذى وصل فيه النزاع المسلح الذروة وإمتد ليعبرالحدود..أما الحدث الثاني فكان خروج المهندس – داؤود يحى بولاد من انجمينا ايضا , وهو الذى انضم لاحقا الى الجيش الشعبى لتحريرالسودان وقاد تمرداً فى غرب السودان , وهوما يعتبرالمرة الاولى التى يمتد فيها التمرد على الحكومة المركزية من الجنوب الى ولايات كانت خارج الحدود المعروفة للتمرد الذي كان فى جنوب البلاد منذ عام 1983م , وقد اخمدت حركة بولاد تلك بالتعاون بين القوات الحكومية والمواطنين المواليين لها, وقد لعبت الخرطوم دوراُفي عقد عدد من اتفاقيات المصالحة بين التشاديين خشية من إحداث فراغ سياسي في تشاد وتحول المنطقة الى مأوى آمن لجهات معادية لها , خاصة اتفاقية الخرطوم 1979 التى انبثق عنها الميثاق الوطنى لحكومة الوحدة الوطنية "GOUNT" كما ذُكر.. ويذكران المهندس داؤود يحيى بولاد ينتمى قبلياً الى قبيلة الفورالتى تقطن ولاية دارفورولا يوجد لها إمتداد عرقي داخل الاراضى التشادية.. وحدث ثالث أعقب هروب هبري من أنجمينا, إذ عمدت الحكومة الامريكية على نقل رموزالمعارضة الليبية الى مكان آخرمن أفريقيا والتى احتضنها هبرى بمعسكرات" ام سنينة" نكاية بالحكومة الليبية وايواءها ايضاً معارضة تشادية بالجماهيرية , وأسفرذلك العداء في النهاية بمعارك عنيفة على شريط اوزوالحدودى بين البلدين , ويذكرهؤلاء تم نقلهم قبيل فرارهبرى الى دكارعاصمة السنغال وهم كانوا اول معارضة مسلحة ضد ليبيا تعد للانطلاق العسكري ضد ليبيا نت الاراضي الليبية وكانت تعرف باسم جبهة انقاذ ليبيا, ولها اذاعة مسموعه تبث من ضواحى انجمينا ويتجول افرادها بزيهم العسكري نهاراجهارا في العاصمة التشادية أنجمينا,ويبدو ان الموقف الليبي المؤيد لنظام ديبي الى يومنا هذا ينطلق من ذلك. وقدعبرت الحكومة الجديدة فى انجمينا بقيادة العقيد ادريس دبى آنئذاك عن امتنانها لحكومة السودانية والليبية على الدعم والمساندة للإطاحة بهبري, وقامت باطلاق سراح بعض زعامات الادارة الاهلية السودانية والذين ظلوا متعلقين فى تشاد بعد اختطافهم من داخل الحدود السودانية التشادية , وكان عددهم تسعه وعرف فيما بعد بانهم سئيت معاملتهم لابعد الحدود , برغم انهم كانوا يساعدون حركة الثوارالتشادية قبل استيلائها على السلطة فى انجمينا . ولعل انعكاسات تلك الاحداث نحجت فى ترميم جدران الثقة . ونشير الى أنه " أنعقدت القمة المصغربين دبي والبشيرلمعالجة الموقف في دارفورالعالم كله اكن مشغولاً بما يجرى فى الخليج جراء الحرب التى قادتها الولايات المتحدة مع حلفائها ضد الرئيس السابق صدام حسين , ولاشك فى ان اجتماع القمه بين القيادتين السياسيتين للسودان وتشاد يعتبرالاول من نوعه في منطقة مترامية الأطراف والتى تضم السودان وتشاد وافريقيا الوسطى وليبيا , وهي تمربتحولات كبرى لم تكتمل ملامحها بعد , فالذى حدث فى افريقيا الوسطى وتسوية قضية لوكاربى والانفراج الليبي فى العلاقات مع الغرب خاصة الولايات المتحدة لم يكن مفاجئا للمراقبين , وان مجئ الجنرال بوزريزية الى سدة الحكم فى بانقى كان متوقعاً ايضاً إثرالصراع الذى احتدم بين الرئيس السابق آنش فيليكس باتاسى والقائد العام للقوات المسلحة الجنرال فرانسوا بوزيزية " الرئيس الحالى" وموقف انجمينا من كل تلك الأحداث , حينما ساد التوترعلاقة تشاد بافريقيا الوسطى وقد وصل الامرالى درجة تجميد العلاقات المباشرة مع بانقى وعلى خلفية ذلك لقي عدد من افراد الجالية التشادية هنالك حتفهم , وكان عددهم (150) شخصيا قتلوا جميعاًعلى يد قوات النظام السابق لآنش فيلكس باتاسي الذى آوى معارضة مسلحة ضد انجمينا بقيادة العقيد/عبد الله مسكين , ومرة اخرى يعيد الرئيس ديبى الى الذاكرة موقف انجمينا تجاه ما حدث فى دارفور وعلى الحدود السودانية التشادية , فهويعلن انه ضد التمرد , وهذا موقف تسبب في بعض المشاكل عندما جاء ليكون وسيطاً بين المتمردين والحكومة السودانية , حيث اعلن المتمردون ان الوساطة التشادية غيرمحايدة , لذا حولت الى عدة عواصم افريقية , كانت آخرها ابوجا . ويحسب لموقف دبى في البدء ان الذين تسببوا فى الانفلات الامنى فى دارفوريجب إرسال جزء من قواته الخاصة للمشاركة مع الجيش السوداني فى إخماد التمرد سيما أولئك المتسللين الى الاراضى التشادية , وذلك قبل أن يحول قضية دارفورالى أجندته السياسية وبذلك يريد ديبى ان يؤكد للبشيرنمط العلاقات التى تربطه به , وكذلك الارتباط بالشكل الذى يجعل اى حدث مهما كان حجمه يؤثرمباشرة فى البلد الآخر,وإتبعها بعد ذلك بمبادرة سلمية في مدينة أبشى الاولى والثانية ثم أنجمينا الأولى والثانية , والتى سنعود لها بالتفاصيل الكاملة فى مواقع اخرى , وكان الرئيس ديبى فى لقاء الفاشرقد توجه بالحديث الى اخيه الفريق البشيرو الى اهل دارفور ليطمأنه بأنه لن يسعى الى زعزعة إستقرارالإقليم بقوله , انه انطلق من دارفورالى انجمينا للقضاء على هبرى , وان السودان شعباً وحكومةً قد وقف معه ,سيما أهل دارفور, وانه لن يدخرجهداً للتعاون مع البشيرلبسط الامن والاستقرار فى دارفور. كان حديثه مشحوناً بالعواطف والذكريات عن دارفوروالفاشرعلى وجه الخصوص , حيث قضى فيها 17 شهراً مع بعض رفاقه واعتصرالالم , وكان يتمنى ان يزورالفاشرفى ظروف مغايرة أي غيرظروف الاضطراب الامنى , ولكنه انتهزالسانحة ليؤكد لاخوانه ان دارفوروالسودان في آن واحد قائلاً:" اننى مع البشير وقلبى مع البشير .. انا زغاوى , ولكننى مع البشير". فالرئيس ديبى يدرك جيداً ان الحدود المشتركة بين السودان وتشاد طويله جداً , ولابد اذن من التعاون بين البلدين لاستتباب الامن على طول تلك الحدود , وان هذا الموقف لم يكن نابعاً من فراغ , فالرئيسان البشير وديبى لهما خبرة واسعة فى التعامل مع شتى صنوف التمرد , لذلك دعا الرئيس ديبى الى وقف ما اسماة " المؤامرة القاتلة " وانها مدمرة للمنطقة ولحياة أهلهم ومضى الى تأكيد ضرورة تكاتف الجهود لايقاف العمل المسلح , لاسيما على الحدود بين البلدين , لان القضية الامنيةهم مشترك فى تشاد والسودان , نظرا لحجم التداخل السكاني والعرقى , وبدون حل هذه القضية لن تعرف التنمية طرقيها كما انه باستمرارالتخلف يظل المناخ مهيئاً لأي عمل , وفي حالة الإبطاء والتواطئي يصبح ظهرالبلدين مكشوفاً, لان مشكلة دارفوربكل تداعياتها السلبية اصبحت الهم الاول في البلدين دعك من إهتمام العالم بها كونها شغلت الدوائرالدولية من وجهتها الإنسانية ,بل وحتى دول النطقة المجاورة للاقليم , وأُعتبرت أيضاً مدخلاً لصراع نفوذ دولي صارت دارفورساحته باعتبارالمنطقة تتوسط القارة الافريقية وتزخربموارد معدنية ضخمة , فضلاعن التنافس الخفي بين اروبا وتمثلها فرنسا, والويات المتحدةمن جهة والصين القوة الدولية الصاعدة التي أضحت بديلاً للاتحاد السوفياتي السابق..لذا كان ينبغي التحرك الواسع لاستئصال شافة الجريمة فى البلدين قبل استحفالها واعادة الامورالى نصابها, ولابد من ان يكون هنالك بعدا شعبياً للجهد المبذول على المستوى المحلى والذي يمكن أن ينبه الى المخاطرالتى يتعرض لها المواطنين جراء إفرازات الصراع , . أما بالنسبة للرئيس البشير في قمة الفاشريرى أن تعاون ديبي في بداياته كان مهماً ومحل ثقة وإحترام لدى الحكومة السودانية , وقد أشارالى زيارة ديبي للفاشرقائلاُ: "سعداء جدا بالزيارة ولها رمزية مهمة لمروجى الاشاعات, نحن عرفنا اخونا ادريس ديبى حين جئنا للسلطة وجدناه فى دارفور, و تعرفنا عليه وبعد ان اصبح رئيساً لتشاد شعرنا بان لنا اخاً شقيقاً وانساناً حريصاً على أمن السودان وأمن تشاد ومرتبط وجدانياً بالسودان.. فنحن نفس الشئ حريصون على أمن تشاد ..فقناعتنا ان هذا الامن لا ينفصل عن بعضه .. وجاءت هذه المبادرة منه لزيارتنا بالفاشر التى تم اختياره لها دليل على نفيه الاشاعات . . جاء بقواته فى الطينه التشادية وعرضها لنا وقال انها ستشارك فى حسم الامور فى دارفور , هذا ليس تمرداً بل عصابات نهب مسلح وقطاع طرق ليست لهم قضية" التجانى جاب لى ورقهم" ليست هنالك قضية موضوعية فى الورق , ونحن ثقتنا فى القبائل 100% لكل قبيلة الشاذ , ولا يمكن ان نحاسب دارفور باناس الخارجين على القانون .. وهدفنا واضح جدا ان نحسم القضية وان تضع البندقية .. تعليماتنا واضحة.. الشرعية تقول لا تفاوض بعد الان اعطينا تعليمات للجيش ان يحسم الامر ويبدأ فى جمع السلاح .. ماهى مشاكل دارفور ؟ .. ان نجلس ونضع لها الحل الناجع للمشاكل.. تعايس القبائل السلاح..القضية لا يحتاج الى مؤتمرات صلح يجب ان نتحرك ونعمل , ويجب ان لا نضيع وقتنا فى مؤتمرات صلح .. امن الموطنيين واموالهم هذه مسؤوليةفى مناطق حاملي السلاح ،كل امكانيات الخرطوم فى تحت تصرف دارفور حتى يقولون ان دارفورآمنة تماماً, وفى هذا المكان ناتى مرة اخرى لنحتفل هنا مع ديبى" هكذا وببساطة انتهت بهدوء قمة الفاشرالثنائية دون ضجيج إعلامي لتحمل حاملى السلاح المسئولية كاملة فيما يبدو لنتائج العمليات التى قام بها الجيشان السودانى والتشادى لتمشيط المناطق التى اعلن عن وجودعناصرمسلحة فيها, وقد تم تنسيق تام بين وزارتى الداخلية فى كل من البلدين للأخذ بزمام المبادرة لمحاصرة العناصرالمسلحة التى اعتدت على مدينة الفاشر بُعيد لقاء البشيروديبى بأيام قلائل دمرت على إثرها عددمن طائرات سلاح الجو وإعتقال الفريق بشرى القائد , واعقبتها ايضا الاعتداءات على مدينة مليط فى الشمال الشرقى ومدن أخرى في شمال دارفور فى تحد واضح , وبهذه الاعتداءات الخاطفة تعيد للاذهان ايضا ان الامن القومى التشادى والسودانى مرتبطان باستباب الامن فى دارفور, ويمتد الى الحدود التي تشترك فيها بلدان مثل تشاد والسودان وافريقيا الوسطى وليبيا ,وإذا ما اضافنا نزاع الحكم فى افريقيا , فإنه دون أدنى شك إنعكس على الوضع فى دارفور, وللحق فان المنطقة مقبلة على صراع مدمرفافريقيا ودافورمجرد بداية لصراع طويل فى القارة الافريقية التى لن يهدا بعد, وان الدول الافريقية معبرة عن صراع جديد لكبارأهم اللاعبون فيها تتناقض مصالحهم , وربما يكون الوقود " البترول"هو السبب لاشعال الصراع , والحروب هنا في المنطقة أغلبها تجرى بالوكالة وتشنأ لنفس الاسباب تحالفات تعود لتنفض , كما حدث دارفور, ولا ندري لمن الدورالقادم .. وتجدد القتال في منطقة البحيرات الكبرى تشير الى منعطف ُالمسلسل الافريقي وأن الاستقرار في القارة الافريقية ما يزال بعيد المنال على الاقل في هذا القرن,

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج