متحضروا الارض يرفعون القبعة للشعب الامريكي
سنوسي عبدالله أبوجوله
[email protected]
الثلاثاء القام الموافق 04/11/2008م سوف يسدل الستار علي الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية. الغالبية من الناس تعرف بان المرشحان لمنصب الرئيس رقم (44) للولايات المتحدة ، هما باراك حسين اوباما مرشح الحزب الديمقراطي وجون ايس ماكين عن الحزب الجمهوري. الحملة الانتخابية هذة بدات قبل 22 شهرا ، حيث كان علي كل من الحزبين اجراء انتخابات داخلية لاختيار مرشح يمثل كل من الحزبين الكبيرين. منذ استقلالها في 4 يوليو 1776 ، جرت عدة انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة، لكن الانتخابات هذة المرة تختلف جوهريا عن ما سبقها من انتخابات ، ليس في الولايات المتحدةو حسب ، ولكن عن اي انتخابات جرت في اي دولة كبري من قبل. الاختلاف هذة المرة سببه اولا "هو ان أحد المرشحين ، وهو باراك اوباما ، عرقيا هو من الاقلية الافر- أمريكية السوداء و الذي لا يتجاز عددها ما نسبته 11% من العدد الكلي للسكان و ايضا لا يتعدي 6% من عدد الناخبين. السبب الثاني للختلاف هو سبب وجود الاقلية العرقية تلك هنالك هو سبب فريد ، حيث كلنا يعرف ان الرق هو سبب وجودها هنالك. السبب الثالث للاختلاف هو ان باراك حسين اوباما له صلة بالمسلمين و الذين هم فعليا" في حالة حرب مع الولايات المتحدة ، علي الاقل من وجهة نظر الادارة الحالية و عدد كثير من المسلمين. السبب الرابع للاختلاف هو ان باراك أوباما هو من اب او والد اجنبي ، قط لم يحمل جنسية الولايات المتحدة الامريكية.
رجل من اقلية عرقية ضئيلة العدد ، غريب الاسم ، غريب الشكل و السحنه ، يشك بعض الناس في انه ينتمي الي ديانة هي في صراع مع ديانية الاغلبية الساحقة في البلد ، ابية اجنبي ، ينتمي و يصنف بانتمائة الي مجموعة العبيد السابقين ، رجل بهذه الصفات ، ان وجد في اي دول من دول العالم ، يصعب علي ذلك الرجل الحصول علي جنسية تلك البلاد ، ناهيك عن تفكيرة الترشح لمنصب عضو مجلس قرية صغيرة يزيد عدد سكانها عن 1،000 شخص. رجل مثل هذا لا يستطيع الحصول علي اي حقوق كاملة لا في روسيا ، لا في اليابان ، لا في بولندا ، لا في الصين ، لا في البيرو ، لا في انتجلترا ، لا في انجولا ، لا في زيمبابوي ، لا في الاردن ، لا في اي دولة ، و بالاخص في دول النقاء العرقي ، مثل دولة السودان العربية
لكن مثل هذا الرجل يمكن ان ينال الجنسية و جميع الحقوق الاخري كاملة، ويذهب الي أعرق جامعة في تلك البلاد ، و ان يترشح الي اقوي جهاز تشريعي في تلك البلاد و يفوز ، ويمكنة ان يترشح لرئاسة تلك البلاد ، بل و يمكنة ان يفوز ويصبح رئيسا لتلك البلاد. لكن لكي ينال و يصبح كل هذا ، علي ذلك الرجل ان يكون في دولة واحدة فقط ، وواحدة فقط في الارض و هي دولة الولايات المتحدة الامريكية ، دولة واحدة ، من قبل و من بعد. الغريب في الامر ، الي الان ، لم تدعي تلك الدولة بان لها رسالة حضاريه ، سبحان الله.
باراك اوباما كان رجلا مغمورا وصغير الحجم الاجتماعي و السياسي و الحظ فقط حملة الي مجلس الشيوخ الامريكي. عندما بدأ الترشح للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي ، قبل (22)شهرا" ، كان لا يتوقع له ان يذهب بعيدا و ذلك نسبة للثقل السياسي لمنافسية الاخرين و بالاخص هيلاري رودام كلينتون ، زوجة الرئيس السابق وليم جيفرسون كلينتون. بداية التنافس بين اوباما و هيلاري كلنتون ، كان اشبة بتنافس بين مزارع مصري بسط و كيلوباترا ، في مصر القديمة ، حول العرش. و لكم ماذا حدث؟ البداية كانت في ولاية ايوا الامريكية. ولاية ايوا تلك هي ولاية الغلبية الساحقة من سكانها هم من البيض حيث يشكلون ما نسبتة 97% . سكانها يصفونها بانها أكثر بياضا من الثلوج. اما السود هنالك فنسبتهم هي 1،50% و البقية و هي 1،50 % فهم ينتمون الي الاقليات الاخري. و نعيد السؤال ، ماذا حدث؟ ما حدث هو ان شعب ولاية ايوا ، وهو الشعب الابيض كليا"، راي في باراك اوباما ، ذلك الشخص الغريب الاصل و الاسم و الشكل و الاسم و الغريب الاب ، هو الاجدر بثقتهم وهو الاكثر تأهيلا ، وبه من صفات القياده ما يفوق بقية المرشحين ، لذلك منحوه اصواتهم الانتخابية . هيلاري كلينتون ، جوزيف بايدن ، دينس كوسنتش ، جون ادواردس كلهم من البيض ، يضاف اليهم الرجل المحترم بيل ريتشاردسون ، وان كان هذا الاخير هو عرقيا خليط من البيض و الاصول المكسيكية. شعب ايوا لم يعر اي اهتمام لاختلاف باراك اوباما عن الاخرين ، ولكن فقط اعار اهتماما للصفات القيادية التي يملكها و برنامجة الانتخابي و رؤياه للمستقبل. فاز باراك اوباما في انتخابات ولاية ايوا , بفوزه في ايوا انطلق اوباما حتي مرحلة الفوز بترشيح الحزب, بنهاية الانتخابات التمهيدية ، نال اوباما ما يقارب 18،50 مليون صوت انتخابي. بالتقريب حوالي 85% من تلك الاصوات هي من اصوات الاكثرية البضاء. عدد الناخيبن الامريكيين الذين من المتوقع ان يدلو باصواتهم في يوم الثلاثاء القادم ، من المتوقع ان يبلغ عددهم 130 مليون ناخب. فاز اوباما ام لم يفز ، متوقع له ان ينال في حدود 50% من ذلك العدد ، اي ما يقارب 65 مليون ناخب ويتوقع ان يكون 80% مهم هم من البيض ، اي حوالي 52 مليون من البيض و هم غالبية سكان البلاد. البقية من الاصوات هي اصوات اليهود و الامريكيون من اصول لاتينية و ذوي الاصول الاسوية و الهنود الحمر ... الخ
الولايات المتحده تاريخيا دولة ظالمة للاقليات العرقية و بالاخص للاقلية السوداء. لكن كدولة ديمقراطية و مجتمع متطور ، فان ذلك وحدة كفيل بمعالجة المستقبل . الانقلاب علي الظلم تم في ستينيات القرن الماضي . و حتي نهاية الوةلاية الثانية للرئيس كلينتون ، نسبة الانقلاب علي تلك المظالم قد لا تتعدي 60% حسب تقديري. صعود باراك اوباما بهذه الدرجه ، رفع كثيرا من تلك النسبة و لن ابالغ ان قلت الي مستوي 80%. فاز ام لم يفز ، فان الشعب الامريكي يكون قد نجح نجاحا باهرا و علم العالم درسا قط لن ينسي. غدا وفي بقعة ما من الارض يقوم ديكتاتور صغير بالتنكيل ببعض من شعبة بحجة انهم عملاء للاجانب ، مضادون لما يسمه بالثورة ، مارقون ، ماجزرون .... او غير ذلك من الاسطوانات التي ليس لها حقوق طبع و نسمعها من دكتاتوري الارض ، فانه لن يعتقد هذه المرة بان الولايات المتحده تدينه و تشجبة ، بل و تسقطه لانه وطني و يحرس بلاده ، بل سوف يعرف بان ما تقوم به هو رغبة الاغلبية الساحقة من شعبها و الذي بدورة خليط من شعوب الارض.
فاز اوباما ام لم يفز ، فان صعوده في الولايات المتحدة و بهذه الصورة الدراماتيكية و الغريبة ، وحده له الاثر البالغ علينا نحن البشر من حيث نظرتنا لبعضنا البعض. وحده هذا الصعود قد غير و سوف يستمر في تغيير العلاقات البشرية و الي الابد. التغير يتمثل في نظرة الاكثريات العرقية و الدينية و الاجتماعية و خلافها ، الي من هم غير الاكثريات من مكونات ذلك المجتمع. هذا التغيير لم يات به باراك اوباما و لكن اتي به الشعب الامريكي. لذلك نقول ان علينا نحن المتحضرون من البشر ، رفع القبعة للشعب الامريكي كله. ومن ليس له قبعة علية رفعه عمامته ، و من ليس له هذا او ذاك فعليه الانحناء و هذا ليس بالكثير. واذكر بان المولي عز وجل قال في القران في ما معناه ( لا يغرنكم شنان قوم ان لا تعدلوا ، اعدلو ا فهو اقرب للتقوي)، وفي الانجيل و التوراة و الزبور ما هو مثل لهذا .
سنوسي عبدالله أبوجوله
فلندقي – جنوب دارفور
تلفون 0121180278 السودان
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة