|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
الاخوة الكرام رجاء التكرم بنشر المقال وشكرا
حاشية مناوي تمنع التعليق والتعقيب على أخطائهم: هارون سليمان
قد يحزن المرء تارة ويستهجن تارة ويضحك تارة ويتألم تارة عندما يقرأ في صفحات الصحف السيارة والبيانات الإلكترونية كلمات تاريخية أصيلة ذات معاني نضالية تنطق من أفوه بشر باعوا أمهاتهم وآبائهم وقضيتهم بثمن يبخس منه كل أصيل وشريف ( المال والمناصب ) .
فعندما يقرأ الشخص الذي لا يعرف أسرار هؤلاء وواقع حالهم ، كلمات مثل رئيس حركة تحرير السودان والقائد الأعلى لجيشها وحامي أجهزتها العسكرية والسياسية والتنفيذية ، وكلمات مثل القائد العام ونوابه وهيئة أركانه وقادة القطاعات والوحدات والناطق العسكري ، وكلمات مثل دماء الشهداء وجراح الأبطال وآلام اليتامى وأحزان الأرامل ،و كلمات مثل المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وعاجل الشفاء لجرحانا البواسل والحرية والرفاهية لشعبنا ، وكلمات مثل قرار رقم (5) والتقارير الواردة من أجهزتنا والمادة ( 8ـ 9 ) من النظام الأساسي والمادة (29) وسلطاتي الواردة في المادة (21) وصونا لمصالح الحركة وحفظا لعزتها ورسالتها ، وكلمات مثل صورة للقائد العام والأمانة العامة ومكاتب الخارج والداخل وحرر في دار السلام ......الخ ،هذه الكلمات قد يجسد للقارئ العادي أن لهؤلاء حركة ونظام و دستور يلتزمون بضوابطها ومؤسسات وأجهزة تجتمع وتقرر وجيش تحت قيادة واحدة يتلقون أوامرهم من القائد العام ونوابه وهيئة أركانه ولهم قطاعات ووحدات وناطق باسم الجيش وعمل ونشاط سياسي وإداري ومحاسبة وفصل وتجميد وتعين وقضية وهدف ... ولكن واقع الحال ينفي كل هذه الأقوال فجيش التحرير بعد بيع القضية في أبوحا تحولوا إلى مجموعات لكل مجموعة قائدها وقراراتها وتعليماتها ومصدر تمويلها الخاص حيث قرر البعض العودة إلى ميدان التحرير لمواصلة النضال مع الرافضين للسلام المغشوش والبعض ألتزم الصمت في مواقعها لمراقبة الموقف وعنئذ لم يبقى لمني اركو وحاشيته سوى مجموعة صغيرة متجولين هنا وهناك يذهبون إليها عند الحاجة ثم يعودون إلى أوكارهم في المدن لبحث المنافع ولذلك استغربت عندما قيل أن مني اركو ذهب إلى الميدان وأعتكف بين قواته لأنني على علم بمكان وظروف تواجده والذي أنقذه على عثمان بمصفوفة الفاشر وذلك بقضاء كل واحد منهم حاجة الآخر حيث كان مني اركو يريد العودة إلى الخرطوم بأي ثمن بعد فشل مناورته وعرف قدر نفسه وواجه في الميدان أسئلة غير قادر على الإجابة حاول الخروج من المأزق بزرع الفتن بين المقاتلين بعزل أركو ضحية رئيس هيئة الأركان دون الرجوع إلى المؤسسات أو القيادات العسكرية على خلفية خلافات شخصية بينه وبين أركو ضحية في الخرطوم في إطار صراع المصالح حيث وصل فتنة القرار الفردي إلى درجة قتل أنفس بريئة لا علاقة لهم بصراعاتهم الشخصية ومؤامراتهم الفردية فأصبح مني أركو قبل عودته إلى الفاشر قليل الحركة وكثير الحراس والاتصالات ، أما على عثمان كان يريد تضمين عودة مني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى لا يواجه بأسئلة صعبة من المجتمع الدولي عن مصير اتفاق ابوجا ولماذا مني خارج القصر ؟ ،فانصرف الرجلان من الفاشر يشكر كل واحد منهما الآخر حول تبادل هذه المنافع الورقية ... أما النظام الأساسي والأمانة العامة والمجلس التشريعي الثوري والمجلس القيادي ومكاتب الخارج والداخل غيرها من الكلمات المذكورة في بياناتهم وقراراتهم فهي مجرد كلمات للترويج الإعلامي يتاجرون بها عند الحاجة حيث لا توجد هذه المسميات في الممارسة العملية لأنهم بشر اعتادوا العمل العشوائي والشللي بعيدا عن النظام والدستور و المؤسسات و الضوابط ، بل لا يعرفون معاني ومضامين وفوائد هذه الكلمات و يتجاهلون هذه المؤسسات لأن الدستور واللوائح والضوابط يقلل من التخبط والفوضى السياسية والتصرفات الصبيانية وخم المال العشوائي والاختلاسات الرهيبة والخيانات العظيمة واللعب بدماء الناس ودموعهم وممتلكاتهم وقضيتهم، ... فالوصف الحقيقي لهؤلاء بعد أبوجا هم عبارة عن مجموعات مصالح قطع الطمع والجشع والأنانية والجهل حبل التواصل بينهم وطمس بريف أموال البترول السائبة ووجاهة المناصب أحاسيس نضالهم السابق فنسوا تكاليف الثورة البشرية والمادية وإفرازاتها الاجتماعية والنفسية وجراحات الماضي ودماء الشهداء ومعاناة الأهل في معسكرات اللاجئين والنازحين ومآسي السجناء والمحرومين من العودة في بلاد المهجر وحاربوا النصيحة والحوار والحقيقة ،و ذهبت كل مجموعة لتشرف على مكاسبها الشخصية وكرسوا جل وقتهم في متابعة التدفقات المالية القادمة والوعود الأخرى ، فانقسموا إلى مجموعات مصالح في المدن ومجموعة المصالح إلى قبائل والقبائل إلى خشم بيوت وخشم البيوت إلى أسر والأسر إلى أفراد يتهم كل واحد الآخر بالخيانة وجمع المزيد من دون علم المجموعة ( العمل بنظرية المؤامرة ) فالصراع الدائر بين هذه المجموعات هي صراع المصالح والمنافع الشخصية حيث يحاول كل مجموعة إزاحة الآخر وإقصاء الآخر من مواقع الفائدة لإحلال قريب له أو محتج من المحتجين أو محارب وصل به اليأس والإذلال إلى مرحلة ضرب أحد النفعيين في باب منزله أو مكتبه أو في قارعة الطريق أو في مناسبة من المناسبات ,أ... أما جراج الأبطال وآلام اليتامى وأحزان الأرامل وحرية الأهل ورفاهيتهم فجعلوا سلما صعدوا بها إلى مآربهم الشخصية ... فلماذا إصدار البيانات بهذه المسميات القديمة الأصيلة ؟ وما ذنب المؤسسات والأجهزة التي ذكرت في هذا الصراع النفعي ؟ ولماذا المتاجرة باسم الجيش وإساءة دماء الشهداء وجراج الأبطال وآلام اليتامى وأحزان الأرامل وبقية ضحايا جرائمهم ؟ وكيف يكون عاجل الشفاء لجرحانا والحرية والرفاهية لشعبنا وهم يتاجرون بهم في كل سوق وبيعونهم بأي ثمن ويسيئون قضية دارفور إساءة بالغة بأفعالهم التي لا تليق بدارفور وشعبها وتاريخها العريق وقيمها وعاداتها ؟ .... نسأل الله أن يزيل الجشع والطمع والجهل وحب المال والمناصب من قلوب المجموعات المتصارعة في الخرطوم ويبعد الانتهازيين من كل قضية عادلة و يهدي باحثي الأموال من بين الأشلاء والدماء ويغرس القناعة في نفوس الطامعين .. وأن يجنب كل قائد ومناضل مخلص لقضيته وشعبه من حاشية السوء ... ويجعل لقضيتنا المخرج ويعيد لشعبنا الحقوق المسلوبة والحرية والسلام والاستقرار والعدالة والتنمية المستدامة ... آمين يا رب العالمين
قالوا قديما إن هلاك الثورات في :جهل القادة وحبهم للسلطة والمال والأنانية وحاشية السوء
هارون سليمان
|
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع