حسنين يطرح في القاهرة أفكار جريئة لمعالجة أزمتي دارفور والجنائية الدولية
القاهرة: جمال عنقرة
فيما عدا الإنتقادات التي وجهها لطريقة الحكومة في معالجة أزمة دارفور، واستبعاده قيام الإنتخابات في موعدها لما أسماه مماطلة حكومية في إنفاذ ما جاء في اتفاقية السلام بشأن لوازم الانتخابات ومتطلباتها، فإن حديث السيد علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي جاء متوازناً في الندوة التي نظمها برنامج دراسات السودان وحوض النيل في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام في العاصمة المصرية القاهرة. وشهدت الندوة حضوراً نوعياً شمل قيادات في السفارة السودانية ومكتب إتصال حكومة الجنوب في القاهرة وممثلون عن أحزاب المؤتمر الوطني والأمة والإتحادي الديمقراطي وحركة العدل والمساواة، بالإضافة إلي مجموعة من الصحفيين السودانيين والمصريين وبعض المهتمين بالشأن السوداني من أهل مصر.
وبرغم انتقاد السيد حسنين لملتقي أهل السودان الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير وقاد اجتماعاته بنفسه في الخرطوم وكنانة، باعتبار أن المطلوب من الرئيس قرارات وليس مبادرات، إلا أنه لم يستبعد فكرة حل أزمة دارفور سلمياً. وقضي الأستاذ حسنين بعدالة مطالب حركات دارفور في أن يكون الإقليم وحدة واحدة ويكون لهم ممثل في رئاسة الجمهورية في منصب نائب الرئيس. وقال حسنين أن الأصل في دارفور أن تكون إقليماً واحداً مثلما كانت حتي قيام الإنقاذ في الثلاثين من يونيو 1989م. ورأي حسنين أن تكون معالجة ذلك في إطار توزيع جديد لأقاليم السودان يعود به الجنوب ثلاث أقاليم وتصير أقاليم الشمال سبعة ويكون المستوى الأدني من ذلك شأناً محلياً يقرره أهل الإقليم.
أما بخصوص مطلب نائب الرئيس فيري حسنين أن دارفور تؤهلها تجربتها السياسية وكثافتها السكانية للمناداة بهذا الطلب، وقال القيادي الاتحادي أن سكان دارفور يعادلون سكان جنوب السودان مرة ونصف، ثم تساءل عن المبرر الذي يجعل للجنوب نائباً أول ولا يجعل لدارفور نائباً ثانياً للرئيس. وعدد حسنين مكاسب دارفور ومجاهداتها السياسية الداخلية والإقليمية والعالمية مثل دورها في كسوة الكعبة المشرفة وخدمتها للحجيج وموقفها في الحرب العالمية الأولي. ومع ذلك اقترح علي حسنين ألا يقتصر نائب الرئيس علي دارفور وحدها وإنما يكون لكل إقليم من الأقاليم السبع التي اقترحها نائب للرئيس وتعود رئاسة الدولة في السودان إلي مؤسسة جماعية مثلما كان عليه الحال في كل العهود الديمقراطية السابقة.
وجمع الأستاذ حسنين بين رفض فكرة المحاكمة الخارجية لسودانيين لما في ذلك من إذلال لوطننا وبين ضرورة القصاص من الذين أجرموا في حق السودان وأهله. ولتحقيق ذلك نادي حسنين بضرورة تضمين القوانين المحققة للعدالة الدولية في القوانين السودانية، وقيام رئاسة الجمهورية بتشكيل نيابات ومحاكم غير مرتبطة بالنائب العام الذي هو جزء من الحكومة لتتولي التحقيق فيما قيل من جرائم في دارفور ومحاكمة المتسببين في ذلك، واقترح كذلك أن ترفع الحصانة تلقائياً من أي شخص توجه له هذه النيابات اتهامات واضحة حتي لا تؤثر الحصانات علي تحقيق العدالة.
ورأي أكثر الذين حضروا الندوة في حديث السيد حسنين بارقة أمل لحلحلة مشكلات الحكم في السودان لا سيما وأن الرجل كان من أشرس المعارضين مناهضة لحكم الإنقاذ ولم يكن يقبل بديلاً لاسقاط الحكم الذي يناهضة. وبدأ حسنين في القاهرة قومياً أكثر عنه حزبي، وتحاشي الحديث تماماً عن حزبه الاتحادي الديمقراطي سلباً أو إيجاباً. وبينما يري البعض تجاوز السيد حسنين الحديث عن الحزب الاتحادي الديمقراطي يأساً من هذا الحزب الذي أعيته الانقسامات الداخلية، يقول آخرون مقربون من الرجل أن مشكلات وطنه وقضاياه الشائكة صرفته عن قضايا حزبه، ويقولون أنه قد أخذ علي نفسه عهداً ألا يترك باباً يوحد السودانين ويخرجهم مما هم فيه إلا وطرقه بقوة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة