تســتعد جماهير البــجا بِِشـــرق الســودان للاحــتفال بذكري تأسيس مؤتمر البجا عام 1958 حين قامت كوكبة من ابناء الشرق وعلي رأسهم د. طه عثمان بلية بعقد المؤتمر التأسيسي بساحة نادي البجا ودعوا له كل الاحزاب السياسية ورجال الجكومة والمنظمات الديموقراطية والصحف ووكالات الانباء, ورفعوا صوتهم عاليا مطالبين بانهاء حالة التهميش التي يعاني منها ابناء الاقليم, وبالجكم الفدرالي, وبالتنمية والاستقرار للرحل وحق العمل والتعليم وجماية صحة البيئة. قرر ابناء الشرق الاحفال بهذه الذكري العظيمة, تقديرا للدورالتاريخي الذي لعبه الاباء وجفاظا علي الروح الثورية التي اشعلوها قبل الحمسين عاما. وقد اصدرت القيادات بالبحر الاجمر بيانا بهذه المناسبة جاء فيه ان مؤتمر البجا ولد في أكتوبر من عام 1958 متعافيا وشب قويا يكافح البغي والعدوان – يرفع الرايات السامية البيضاء التي لا تشوبها شائبة برفع الظلم والتهميش السياسي ليس عن أهل الشرق وحدهم بل لأهل السودان كلهم في رؤية سابقة لعصرها نجد واقع التعايش السلمي تحت مظلة نظام فيدرالي يوفر الأمن والطمأنينة لوطننا القارة. ورغم هذه الرؤية العادلة ظلت مبادئ هذا العملاق مستهدفة رغم طهارتها ونقاء سيرتها من الهيمنة الأحادية الجانب سواء عسكرية بغيضة أو دكتاتورية زائفة تدثرت بأثواب الديمقراطية الزائفة ليمضي الاستهداف بدءا بقيام انقلاب عبود اعتمادا خاطئا منه إن البجا مقدمة للرحيل عن الوطن بتقرير مصيرها وخلق دولتها ليزداد الاستهداف قسوة وتمكنا مع نظم حكم البلاد اللاحقة أيا كانت مسمياتها دكتاتورية وديمقراطية .
يزداد الأمر سوءا مع مجيء انقلاب الجبهة الإسلامية الخبيثة التي أوقدت النيران في كل الاتجاهات تستهدف إنسان الوطن المهمش في أمنه واستقراره حتى أبادت و أحرقت كل قيم التعايش في الوطن الواحد . وكان الإنسان البجاوي الذي مورست عليه بكل السياسات الخاطئة في حقوقه المشروعة - وهو البطل المغوار الذي تغنيه سيرته العطرة بتضحياته الغالية كرا وفرا بطرد المستعمر الغازي وكل من أراد أن يدنس تراب الوطن – أن يعيش همومه ويرنو إلى مستقبله هادفا للطموح المشروع للنهوض والرقي وأن يرحل من واد غير ذي زرع غابت عنه دعوات الصالحين – فخاض معركة الشرف بتقديم أرتال الشهداء على الميادين المدنية والعسكرية وكان العقد الفريد الذي أنار طريق الاستشهاد في عام 1994 باستشهاد الأبطال " عبدالعزيز موسى محمد نبيي" و"إدريس أبوعلي" ليجسد التضحية في أسمى آياتها ليقتدي البطل الأسطوري " محمد دين مصطفى لبسوي" ويمضي على ذات الطريق وتوأمه البطل المغوار " طاهر شغل جيش" لينهل من ذات سيرة الاستشهاد من تبعهم من شهداء البجا ويبلغ الاستشهاد ذروة السنام بتضحيات شهداء مطالب الحق في الحرية والمساواة والعدالة في التاسع والعشرين من يناير 2005م، شباب غرٌ ميامين أقوياء في عزيمتهم وإصرارهم صعدوا إلى ربهم يرفضون الظلم ويطالبون بالحقوق المشروعة التي كفلتها القوانين السماوية والوضعية حتى تنادت قوى البغي والظلم والاستبداد تحشد قواها الباطلة المدججة بكل أنواع الأسلحة المميتة ومليشياتها السادسة تحصدهم والشمس صاحية وتنتهك الحرمات وتزرع الكراهية لتستهدف إنسان البجا دون تفريق بين طفل بريء وشيخ وقور وامرأة مطمئنة بدارها وشاب متطلع إلى غدٍ وحياةٍ أفضل – تحلّ ما حرّم الله بالإبادة والدمار والقتل والتعويق والجرح.
ان صرح مؤتمر البجا الشامخ وتاريخه النضالي لن يسقط في قوالب مشبوهة مهما كانت مسمياتها الوافدة لتكون بديلا لثوابتنا التاريخية التي ترفض رفضا قاطعا المؤامرات الإقليمية المشبوهة التي أرادت أن تورث تضحيات شهدائنا لغير أهلها, فجاءت بالمشبوهين والمتسلقين وعملاء النظام.
إن العهد لنيل الحقوق المشروعة أمرُ بات واضحا ولن يغني عنه اللغو الفارغ المحتوى فالنوايا لم تعد خافية فبعد اتفاقية سلام أسمرة والوعود الزائفة بالأمن والاستقرار بدأنا نحصد المزيد من آليات الظلم والتهميش بخصخصة الموانئ البحرية وبانتشار نذر المجاعة القاتلة ونزيد المأساة قسوة بالندرة وارتفاع الأسعار الجنوني للذرة التي يعتمد عليها سكان الريف والحضر- مع نغيب الاطمئنان الوظيفي حتى لحملة الشهادات الجامعية ناهيك عن غير المهرة فثقافة الجبهة الإسلامية أن تتعدد آليات الموت أيا كانت جوعا وقتلا!ـ.
إن المسيرة النضالية لمؤتمر البجا لن ترسو في شواطئ غير مستقرة بل ستمضي تواجه الصعاب وتواجه الأمواج العاتية حتى تجد مستقرا آمنا يوفر كل عوامل الأمن والاستقرار.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام