بيان من الحزب الاتحادي الديمقراطي – الولايات المتحدة
حول قرار الحزب بفصل القيادي التوم هجو
أوردت الصحف أمس قراراً قيل أنه صادر عن اللجنة العليا المفوضة من المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي بفصل القيادي بالحزب التوم هجو وتجريده من مناصبه كعضو في اللجنة، وكأمين للتنظيم، ومن عضوية المكتب السياسي. وقد جاء في حيثيات أسباب الفصل قيام السيد التوم هجو بتصرفات غير مقبولة في نظر الحزب ، وهذا حديث مبهم ولا علاقة له بالعمل الحزبي والسياسي، ففصل عضو في الحزب يجب أن يتم على أساس الدستور واللوائح التي تحكم عمل الحزب ومؤسساته، ونتحدى هذه اللجنة المفوضة أن تعلن لنا أين ومتى اجتمع المكتب السياسي ليمنحها تفويضاً لقيادة العمل الحزبي، وما هى اللوائح التي تحدد صلاحياتها والاجراءات المنصوص عليها لاصدار قرارات الفصل.
هذه اللجنة تضم في أحشائها مجموعة ممن لم نسمع بهم أيام المعارضة ضد دكتاتورية الجبهة الأسلامية، ولم يكن لهم أي اسهام فيها، وفي ذلك الوقت كان التوم هجو يناضل ضد الدكتاتورية، مضحياً بوقته وجهده وماله من أجل القضية والتي كان شعارها اقتلاع النظام من الجذور، وبعد قرار الحزب بالمشاركة تقبل التوم هجو ذلك رغم معارضته لمبدأ المشاركة واصبح عضواً في المجلس الوطني ليحاول مع أخوته في التجمع الوطني خلق معارضة برلمانية، فأين كان بعض هؤلاء الذين قرروا فصله في ذلك الوقت وأين هم الأن من محاولات لم الشمل الأتحادي وخلق الموسسة والديمقراطية داخل الحزب. هذا البعض لم يساهم في العمل المعارض في الماضي ، ولم يساهموا مع التوم هجو في محاولاته للم الشمل الاتحادي حالياً، لأنهم مشغولون بالهرولة وراء المؤتمر الوطني ولذلك لا يريدون أن يروا الحزب متوحداً وقوياً. ومن المؤسف أننا لا نملك تفسيراً غير هذا للقرار الذي أتخذوه بفصل أمين التنظيم لقيامه بمحاولات هى من صميم عمله لوقف التشرذم والانقسام وتوحيد فصائل الحزب تحت راية واحدة فهل هذا تصرف غير مقبول ليتم على أساسه قرار الفصل؟
نحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي بالولايات المتحدة ندين هذا القرار ونرى أنه قرار باطل ولا يستند على أي أساس دستوري أو لوائحي، كما أنه يمثل سباحة ضد التيار الآتحادي الذي يشتاق ويسعى الى وحدة الحزب، والى خلق الديمقراطية والمؤسسية داخله بهدف اعادة الحزب الى سيرته الأولى حزب الحركة الوطنية، حزب الوسط الضامن للوحدة الوطنية، الرافض للشمولية، والواقف دوماً مع قضايا الشعب السوداني وتطلعاته في الديمقراطية والحرية وسيادة حكم القانون والسلام والرفاهية والعيش الكريم.
ان الحزب يمر بأزمة عميقة تتجلى في غياب الوضوح الفكري والسياسي وفي غياب الديمقراطية والمؤسسية داخله مما أدى لعجزه تماماً من لعب دوره الوطني، والعلاج لا يكون بابعاد وفصل كل من له رأي مخالف، والعلاج لا يكون بالحديث عن عودة المنشقين والخارجين الى الحظيرة فهؤلاء ليسوا قطيعاً من الأغنام ،وقد خرجوا لأسباب موضوعية لا تزال موجودة على رأسها غياب الديمقراطية والمؤسسية، والدليل على ذلك هذا القرار بفصل التوم هجو. فما فعله التوم هجو يستحق الاشادة والتشجيع ونحن مثل الملايين من قواعد الحزب نؤيد أي خطوات لجمع الشمل الأتحادي حتى ينطلق هذا الحزب المارد الذي هو الوطن مصغراً، لكي يستظيع المساهمة في اخراج الوطن من النفق المظلم الذي أدخلته فيه الحركة الأسلامية ولوضع حد للشمولية والهوس الديني الذي أدى الى حالة من الاستقطاب الحاد والى تفشي الحروب الأهلية.
في الختام نناشد قيادة الحزب على الرجوع عن هذا القرار الشائن، والعمل على فتح حوار مع الفصائل التي أعلنت اتحادها في بيت الزعيم الأزهري أمس وذلك من أجل الحزب ومن أجل الوطن. فالوحدة التى يسعى اليها الجميع ليست موجهة ضد أحد، وليست لمصلحة أحد وانما هى لمصلحة الوطن..
الحزب الاتحادي الديمقراطي – الولايات المتحدة
22 اكتوبر 2008
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة