صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


طال عليهم الأمد فقست قلوبهم..!!/خالد ابواحمد
Sep 26, 2008, 20:50

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

طال عليهم الأمد فقست قلوبهم..!!

 

خالد ابواحمد [email protected]

أصبح ديدن المرء المكتوي بنيران مشاكل السودان في متابعة دقيقة لما يجري في بلاد العالم من مشاهد التبادل السلمي للسلطة والحكم، وكذلك أصبح يتألم أيما ألم عندما يشاهد نشرات الأخبار ومشاهد الانتخابات هنا وهناك وتسليم السلطة بكل هدوء من شخص لآخر، حتى دولة الكيان الإسرائيلي التي ننتقدها ونسبها صباحاً ومساء يحدث فيها الحوار الداخلي وتبادل السلطة سلمياً بل يخضع الجميع للقانون ولا فرق ما بين رئيس وزراء وغفير في بوابة أي مؤسسة، لذا نجد الإبداع الأكاديمي (الإسرائيلي) والتقني والسياسي و الاقتصادي (5 جامعات إسرائيلية بين أفضل مائة جامعة في العالم)، وطفت جامعاتنا العربية والإسلامية برغم شهرتها التي فاقت الآفاق تقبع في مؤخرة جامعات العالم.

ومن هنا ندرك بعين البصيرة أننا متخلفون برغم إدعاءنا الكاذب بانتماءنا للإسلام وللدين المحمدي العظيم، وأن تمسكنا بالسلطة وعدم فتح المجال أمام التبادل السلمي لها في بلد متعدد الأعراق والثقافات وضعنا في نفق مظلم صعب الخروج منه إلا بتضحيات كبيرة على التضحيات الكثيرة التي قدمها الشعب السوداني، فكان متوقعاً لكل صاحب عقل أن استمرار جهة واحدة لعشرين عاماً  في دسة الحكم سيؤدي إلى نتائج كارثية كالتي حدثت في جنوب السودان وفي شرقه وفي شماله في منطقة أمري وغيرها، ثم في معسكرات اللجوء بدارفور وما حدث مؤخراً في معسكر (كلمة) من مجزرة تشقعر منها الأبدان.

 

إن ضرب الآماد سنة جارية في الأديان السماوية، وإنّ من سنن الله فيها طول سنيّها، تعريضاً للقلوب لطول الأمد، مفتاح قسوة القلب "فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم"، ولهذه القسوة كان  التعصب والتخلف، فإن طول الأمد أذن بقيام بنية متشابكة من المصالح والوجاهات، على قاعدة المقدسات، فكبر على النفوس التزحزح عنها، فأثمر التعصب الذي أورثنا الجمود، وفي دنياً ربها كل يوم هو في شأن؛ فهي في شأن، يكون التخلف عن العالم هو المآل حتماً.

القلوب القاسية كالحجارة أو أشد قسوة لا تتفجر عما يُحيي، ولا تقبل ما يُحيي، "فقست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله" (سورة البقرة) لما تقبلت ما تجلّى لها من الحق.

وفي هذا الصدد يقول الأستاذ عيسى الشارقي الباحث البحريني المعروف "إنّ تعصب القلوب القاسية وتخلفها، جعلاها في مواجهة مع التقدم، حيث دولابه لا ينفك يأتي بالجديد، وربما الصادم والمناقض لما أرسته قواعد التعصب والتخلف، وعندها فالتحريف هو أحد حيلها في المواجهة، مرة بتحريف الكلم من بعد مواضعه، وأخرى بتحريفه عن مواضعه".

واليوم ودائما يتنكر التعصب والتخلف لقسوة القلب أبيهما الشرعي، ويدعيان زوراً أنهما ابنان للدين، فالمتعصبون قد نصبوا أنفسهم حماة للدين، وورثة له، وأمناء عليه، وادّعى التخلف أنه الدين كله، ومن عجب أنهم يفخرون بذلك، فمثلهم في هذا كمثل الراعي يفتخر بالذئب أميناً على قطعانه، وهو يأتي عليها بالهلاك.

 

هكذا علمتني الحياة

عندما أتحدث عن الطغاة فأنا لا أتحدث عن شخص بعينه بل أتحدث عن منظمومة حاكمة يطغى رأيها على رأي إجماع الناس، وقديماً قيل أن الشورى أفضل طريق للأمن النفسي والاستقرار السياسي والاجتماعي، ومن حكمة الله في تمكينه للطغاة، أن تقتنع الجماهير بأن حُكم الشُورى أسلم طريق للوصول إلى حالة السلم والأمن والرفاهية، شخصياً قد أصبحت في قناعة لا تتزحزح أبداً بأن التبادل السلمي للسلطة خير طريق لحفظ دماء المواطنين، وحفظ لمقدرات وإمكانيات البلاد من الضياع، فقد علمتنا الحياة أن الحكم بيد من حديد يورث الحقد والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد، وأن حمل الناس على تأييد حكم الفرد الواحد سيؤدي للكثير من الكوارث.. وقد حدثت بالفعل.

في كتابه القيم (هكذا علمتني الحياة) قال الكاتب د. مصطفى السباعي (رحمة الله عليه) وهو يفضح الطغاة ويشير إلى أنه برغم سلبية وجود الطغاة وشرهم وظلمهم ، فهل هناك إيجابية واحدة من وجودهم يقول السباعي "لولا الطغاة لما عرفنا أدعياء الحرية من شهدائها، ولا أصدقاء الشعب من أعدائه، ولالتبس على كثير من الناس من بكى ممن تباكى، إن أول صفة للطاغية هي تلك التي تنـزع عنه صفة الرئاسة (الحقد) قال الشاعر العربي:


ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

 

فإذا كان الحقد الشخصي يقتل صاحبه كمداً، والحقد السياسي يعوق المجتمع عن سيره الصحيح، فإن حقد الطغاة يُدمرالأمة تدميراً"، ويستدرك الكاتب بقوله لأن الطاغية يذل الأمة، ويعز أعداءها، ويميت أحرارها، ويحيي شرارها، ووراء الطغاة قوى خارجية تدعمهم ولكنها (تشنق أمثالهم في بلادها، وإذا استطاع الطاغية أن يستخف قومه ليطيعوه كما قال تعالى عن فرعون (فاستخف قومه فأطاعوه) فهم أي الطغاة يضعون الأوهام في عقول الأمة، لتستسيغ وهم عظمتهم وما يستسيغها إلا سفهاء الأحلام والسخفاء، وهؤلاء ترتبط حياتهم بحياة الطاغية ومصالحهم بمصالحه عبيد الطاغية يدافعون عنه، إبقاء على حياتهم لا على حياته، ولا يتهافت على فـتات عهد الطاغية إلا الذين لا يجدون ما يأكلون في عهود الحرية، ولا يعتز بالسير في ركاب الطاغية، إلا الذين تدوسهم مواكب الأحرار، فلا تعجب من مغمورين سلط الطاغية عليهم الأنوار أن يحرقوا له البخور، ويمشوا بين يديه بالمزمار، فلولاه لظلوا في الظلام مغمورين ليس لهم نهار، إذا الأحرار كان لهم نهار، هذه الصورة تمثل الحقيقة في واقعنا اليوم إذ نجد عبيد السلطان يحملون ذات المواصفات هذه، نجدهم في منتدياتنا العامة، وفي مجتمعاتنا المنتشرة هنا وهناك، لا يستحون من هكذا عمل يعتاشون به ويسكنون ويلبسون، ويربون أبناءهم..

يا لسواد ما يفعلون..

وعندما نأتي للنظر في مشكلة السودان نقول نعم نجحت (الانقاذ) في استخراج البترول وفي تصديره فيما فشل آخرون حكموا السودان, وأصبح السودان من الدول المصدرة للبترول..!!.

*كذلك هتلر صعد بألمانيا من قاع البطالة والافلاس عام 1933م الي قمة الازدهار العالمي عام 1936م ولأنه نظام شمولي ذهب غير مأسوفا عليه..!!.

 

*وكان ستالين الذي صنع روسيا ونقلها من دولة زراعية متخلفة الي مصاف الدول الصناعية المتقدمة في العالم من خلال سلسلة من الخطط الخمسية الجرئية، ولكنه كان نظاماً شمولياً ذهب وذهبت معه الشيوعية..!!

*صدام حسين رغم انه دخل بالعراق إلى عالم الصدارة البترولية والاجتماعية والصناعية والعسكرية والرفاهية، ولأنه كان شمولياً بذات الطريقة الاسلاموية في السودان ذهب غير مأسوفا عليه، وأصبحت المقابر الجماعية والتطهير العرقي شاهدة عليه تماماً كما فعلنا في السودان.

 

تحرير العقول من الأوهام

 

في ظني أن هناك من يعتقد بأن (الانقاذ) إذا ذهبت فإن السودان سيتدمر وسيفنى وسيزول من الوجود، هذا زغم خاطي ووهم كبير أدخلنا نفسنا فيه بدون تروي وحتى بدون نظر في القرآن الكريم الذي نتلوه صباحا ومساءً (إذا كنا نفقه ما نقرأ) لذا يصبح من أولى المهمات تحرير عقولنا من الأوهام التي نعيش فيها، ومن ثم غربلة وتمحيص الأفكار التي ارتكزنا عليها في اعتقاداتنا الخاطئة السياسية والدينية والاجتماعية،وتصحيح العادات العقلية الخاطئة، وطرق التفكير الملتوية التي تُحول دون الرؤية الصحيحة للأمور كالتعصب، والاحساس بالتميزوالكمال، وكان بإمكان الحركة الاسلامية أن تتقدم بالسودان إلى آفاق أكثر رحابة في طريق التنمية والاصلاح السياسي والتنمية الاجتماعية إذا كانت بالفعل تستند على قاعدة قوية من الإيمان بالله وبسنة نبيه الكريم (ص)، لكن المسافة الشاسعة ما بين المعتقد والممارسة أدت في نظري إلى ما وصلنا إليه من تمزق وخلل في المنظومة الوطنية التي اشتهرت بالتماسك في أحلك الظروف، وفي قناعتي الشخصية أن (الحرية) مثلت وتمثل حالياً أكبر مشكلة في بلادنا، الحرية في ما نقول، وفيما نختار من أنظمة حكم، وفي اختيار من يمثلنا، ومن هنا أقول أن الحراك السوداني حول ترسيخ قيم الحرية قد تصادم بقوة مع منهج الحكم الرامي إلى احتكار الراي منصباً نفسه الوكيل على الناس، وفي اعتقاده أن يعرف مصلحتهم أكثر من أنفسهم.

وفي هذا المنحى تذكر الباحثة والكاتبة رابحة الزيرة في مقال لها بعنوان (الحرية الذاتية) "أن مناقشة الآراء المختلفة بعقل حُرّ وفكر ناقد قد لا يؤدّي بالضرورة إلى الوصول إلى رأي جازم ومشترك ولكنه حتماً يربّي خلق التسامح وتقبّل الآخر والانفتاح عليه، وهو أسمى من مجرد الاتفاق على رأي موحّد، وبمناقشة الآراء المختلفة سنصل إلى تكوين عقل مثقف قادر على النظر والاطلاع على وجهات نظر مختلفة في الموضوع الواحد لتكوين رأي جديد ومتماسك يجمع بين الحق المبعثر في الآراء المختلفة، وكذلك نضمن حصول العقل على استقلالية نسبية عن الوسط الذي يعيش فيه، إذ أن الموافقة المطلقة ستخلق عقولاً أقل ما يقال عنها أنها (إمّعة) لا تحسن سوى التقليد، وبما أن الأصنام لها أساس من الذات فإنها ستبقى ولكن نفوذها سيقلّ مع التمرّس في ممارسة التفكير الحرّ مع كلّ قرار، وتغليب الإرادة الحرة أمام كل منعطف في الحياة، إذا ما قرّر المرء أن يمارس حريته الذاتية".

 (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54)( سورة الأنبياء).


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج