تقرير: أنور شمبال
رؤساء التحرير في دارفور.. نظرة من قرب
كشفت زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لولايات دارفور الثلاث عن سر استفحال الأزمة التي ألمت بالإقليم وأوقفت العالم بأسره ولم تقعده فيما لم يلتفت لها بعض من صناع الرأي العام إلا بعد دعاوى أوكامبو واهتمام مجلس الامن الدولي.
دارفور التي زارها الامين العام للامم المتحدة السابق كوفى عنان والحالى بان كى مون وغالبية وزراء الخارجية للدول الاوربية الى جانب وزير الخارجية الامريكية ووفدت اليها وسائل الاعلام من دول العالم كافة ووقفت على ارض الواقع، الا ان رؤساء تحرير بعض الصحف المحلية لم يزوروا دارفور حتى الآن، رغم ان الازمة بلغت عامها السادس. وكان رئيس تحرير (السوداني) الاستاذ محجوب عروة أكثر جرأة وصراحة حينما قال في عموده (قولوا حسنا) الاثنين الماضي الذي جاء تحت عنوان "دارفور مظلومة" انه لم يزر دارفور من قبل وان علاقته بها ترجع الى العام 1985م عندما ارسله نظام نميري الى سجن شالا بالفاشر وقضى فيها شهرين.. فالسؤال هل صحيح ان غالبية رؤساء التحرير لم يزوروا دارفور؟ وما اهمية زيارة رئيس تحرير صحيفة يومية لمواقع الاحداث خاصة كقضية دارفور التي تأزمت؟
زيارة قيادات الإعلام
رافق رئيس الجمهورية في زيارته الشهيرة اربعة من رؤساء التحرير وهم (السوداني) و(الصحافة) و(الانتباهة) وصحيفة (الرائد) قيد الاصدار وكانت كتاباتهم توحي بأن الحاجة ماسة لزيارة مثل هؤلاء القيادات الاعلامية.
وتساءل السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية لماذا لا تقوم اي مؤسسة صحفية بزيارات ميدانية لدارفور؟ منبهاً الى ان الفرص التي تأتي في مثل هذه الزيارات محدودة ولا يمكن اتاحة الفرصة لـ(20) رئيس تحرير لاعتبار المقاعد بالطائرة والضيافة بالولاية.
وقال لـ(السوداني) ان الاعلام الخارجي ظل موجوداً بالمنطقة منذ فترة ليست بالقصيرة وان اهتمام الصحافة المحلية بالامر من القمة مطلوب.
صورة ذهنية عن مأساة
ويرى رئيس اتحاد الصحافيين د.محيي الدين تيتاوي الذي زار دارفور مرة واحدة فقط بطريقته الخاصة ان الضرورة تستلزم تنظيم زيارات لرؤساء التحرير الى دارفور مثلهم مثل وسائل الاعلام الاجنبية التي ترتب لهم الحكومة الزيارات ليقفوا على الحقائق من ارض الواقع، لانهم الاكثر عمقا في التعبير عن ما يشاهدونه بحسب خبرتهم وموقعهم في المؤسسة الصحفية، مؤكدا لـ(السوداني) ان غالبية رؤساء التحرير لم يزوروا دارفور للوقوف على حجم المشكلة فيما الواجب يقتضي ان تزور القيادات العليا في المؤسسات الصحافية مواقع الازمات في اي بقعة من السودان بطريقتهم الخاصة حتى يدافع عن معرفة ودراية. ومشكلة دارفور من المشاكل الخطيرة والمعقدة وهناك صورة ذهنية مشكلة في العالم عن مأساة في دارفور. وبرر موقفه بأنه لم يكن رئيساً للتحرير وقت الازمة في تلميح الى ان هناك جهات قدمت دعوات مستمرة لرؤساء الصحف ولم يذهبوا. ثم عاد وقال "ان زيارة مثل تلك المناطق الملتهبة يجب ان يكون من السلطات الرسمية والعسكرية لان المعلومات عنها فيها مخاطر".
شبح مجاعة
ودافع رئيس تحرير (الصحافة) الاستاذ النور أحمد النور الذي زار دارفور مرتين وهو رئيس تحرير عن زملائه وقال إن الصحف درجت على ان ترسل الصحافيين من حين لآخر بجانب المراسلين الدائمين لها هناك، ولكن "يفترض ان تطلع القيادات الصحفية من فترة لاخرى على الاوضاع فى الارض".
وقال لـ(السوداني) انه استشعر في زيارته بتطوراً ايجابياً من ناحية الامن وتوفر الخدمات بنيالا مقارنة بآخر زيارة له مع بعثة الامم المتحدة العام الماضي. الا ان هناك شبح مجاعة اطل على دارفور بتخفيض المنظمات للحصص التي توزعها للنازحين والمعروف ان مقدراتهم ضعيفة للانتاج، مؤكدا ان الانطباع الذي خرج به من زيارته مع رئيس الجمهورية ان المواطنين (زهجوا) من الحرب ويتطلعون للسلام بأي ثمن، مبينا انهم كرؤساء تحرير انصب نقاشهم خلال الرحلة على ان المشكلة معقدة ويتطلب معالجتها لنظرة وتفكير مختلف وتنازلات ودفع استحقاقات بحيث لا تقصي جهة. والابتعاد عن الحديث التقليدي الذي يردد وشدد على ان أي تبسيط للازمة لم يكن في صالح السودان.
اعادة النظر في النظام الفيدرالي
ووافقه الأستاذ محجوب عروة وقال إن زيارته مكنته من الوقوف على الواقع المأساوي بحجمه الحقيقي الذي يحتاج لعلاج جذري معتقداً ان معالجتها تكمن في معالجة مشكلات السودان كله بإعادة النظر في النظام الفيدرالي وتوزيع عادل الثروة والسلطة وقيام مشاريع تنموية بدارفور وجعلها مركزاً تجارياً مهماً بالسودان وغرب افريقيا. واشار الى انه من خلال زيارته تأكد ان اي شخص بدارفور خائف على نفسه نسبة لانتشار السلاح بصورة كبيرة وصار تجارة (بزنس)، مشبهاً حل الادارة الاهلية بالثور في مستودع الخزف.
الإعلام الغربي طاغٍ
ويرى عبدالمحمود الكرنكي رئيس تحرير صحيفة (الرائد) -قيد الصدور- ان الوضع مستقر وان سوق نيالا مثلاً يغلق في الساعة العاشرة والحادية عشرة منتصف الليل مثل الخرطوم في دلالة على ان اقتصاديات المنطقة لم تعد اقتصاديات حرب، مطالباً بتنظيم زيارة لكل رؤساء الصحف للوقوف ميدانياً على تلك الحياة، منبهاً الى ان وجود الاعلام الغربي في الزيارة طاغي عن الاعلام المحلي.
وقال لـ(السوداني) ان الزيارة تعد الاولى له وطاف خلالها ولايات دارفور الثلاث وانه زار نيالا فقط قبل سنتين، مشيراً الى ان الزيارة حققت أهدافها.
من زار المعسكرات
وأضاف رئيس تحرير (آخر لحظة) مصطفى أبو العزائم لـ(السوداني) انه لا يوجد رؤساء تحرير زاروا معسكرات النازحين في دارفور، مبيناً انه زار دارفور عدة مرات وزار المعسكرات منها معسكر ابو شوك بالفاشر ودعا الى اهمية ان تتدافع كل مؤسسات المجتمع لتحقيق السلام بدارفور واحياء النشاط الاقتصادي بتلك المناطق.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة