الحركة الشعبية في امتحان (نكون أو لا نكون)
بقلم \ قذافي عبد المطلب.
(ياغرقت يا جيت حازما) هذا هو لسان حال الحركة الشعبية التي تعقد مؤتمرها العام هذه الايام في حاضرة جنوب السودان جوبا.
وهو امتحان صعب للغاية تدخله الحركة بماض مثقل بالخلافات وحاضر حافل بالصراعات ولعل ابرز الخلافات التاريخية ذلك الذي نشأ بين دعاة الوحدة علي اساس السودان الجديد ودعاة الانفصال الذي شطر الحركة الي فصيلين متقاتلين في بداية القرن الماضي.
ورغم ان الصفحة الدامية اصبحت طي ارشيف الحركة التي قادت اطول حرب اهلية في تاريخ القارة إلا ان انتقادات رئيس الحركة لمن أسماهم بمجموعة من أعضاء الحركة الذين يطالبون بالانسحاب جنوباً يؤكد ان الصراع بين الوحدويين والانفصاليين لازال دائرا بغض النظر عن حدته وسيلقي بظلاله علي المؤتمر لان طرفي الصراع قطعاً سيحاول كل منهما الفوز باكبر قدر من المناصب القيادية ابتداءً من الامانة العامة باعتبار ان منصب الرئيس حسب المراقبين محسوم علي الاقل حتي الان للفريق سلفاكير وبطبيعة الحال فان التنافس علي هذه المقاعد الامامية خلف كابينة القائد مباشرة سيحدث استقطاباً في اوساط الاعضاء ، الامر الذي قد يخلق مناخاً ملائماً للانقسامات خاصة وأن هذا الخلاف خلاف منهجي وعميق.
والمهدد الثاني هو عودة بعض القيادات البارزة امثال عبد العزيز الحلو ونيال دينق التي قد تطيح ببعض القيادات من مناصبهم التي اتاحها لهم غياب تلك القيادات التاريخية غيو ان احتمال ان يشكل هذا الامر نقطة خلاف كبيرة ضعيف عكس ما يشكله قدرة الحركة نفسها علي تجاوز محك التحول من حركة عسكرية تعمل بالشرعية الثورية علي مدي ربع قرن من الزمان الي حركة سياسية يحتكم فيها الجميع الي اللوائح والقوانين والمؤسسات المبنية علي الديمقراطية والقبول قبل ذلك بنتائج الانتخابات مهما كانت وهذا ما دعا اليه الفريق سلفا عندما ناشد الجميع الي القبول بنتائج الانتخابات التي وصفها بالشيطان.
كما أن التقارير الصحفية تؤكد ان تباينا حاداً في وجهات النظر ظهر علي السطح بين رؤيتين تطلب احداهما بتقليص عدد نواب الرئيس من (3) نواب الي نائب واحد فيما يتمترس الفريق الاخر خلف موقف ابقاء الامر علي ماهو عليه الان ويبدو ان هذا الخلاف مرتبط بشكل او باخر بصراع الوحدة والانفصال التاريخي .
هذه التحديات اذا لم يتعامل معها المؤتمر بحكمة ووعي سيضع جنوب السودان امام احتمالات مفتوحة خاصة وان الاقليم اصلاً يعاني من الصراعات والتوترات القبلية نتيجة حالة الحرب الطويلة التي عاشها والاستقطاب المضاد الذي مارسه اطراف الحرب علي القبائل والذي ولد عداءات عميقة بين عدد منها وأي انقسام حاد قد يعيد الاقليم برمته الي مربع الحرب لكن هذه المرة حرب من نوع اخر حتي وإن تم محاصرته يتطلب ازالة اثره عقود من الزمان .
شأن امتحان (مؤتمر) الحركة الشعبية بتجاوز الحركة ويستحوذ علي كل القوي التي تتطلع الي التحول الديمقراطي من احزاب وغيرها من الفعاليات التي ترى ان طرح الحركة الشعبية يلبي اشواقها وهذا هو ممثل الحزب الشيوعي يطالب في خطابه امام المؤتمر الحركة بالعمل علي تنفيذ كل بنود اتفاقية السلام وهو بالتاكيد يقصد تلك المتعلقة بالتحول الديمقراطي اكثر من اي بند أخر ، كما ان من اصطلح علي تسميتهم بحركات الهامش كقدوة لها تنتظر منها ان تتجاوز امتحان المؤتمر بسلام وتساعدها علي تنفيذ بنود الاتفاقيات التي ووقعتها مع حكومة الوحدة الوطنية التي تعتبر الحركة شريكاً مؤثراً فيها كما ظهر جلياً في مخاطبة كل من كبير مساعدي الرئيس القائد اركو مني مناوي ومستشار الرئيس موسي محمد احمد الذي جاء فاجأ الجميع عندما افصح عن رغبة جبهة الشرق في التحالف مع الحركة الشعبية في الانتخابات ، فهل يشكل هذا الاهتمام والامال الكبيرة التي تضعها القوي الديمقراطية وقوي الهامش علي الحركة الشعبية للخروج من حالة الاحتقان التي تعيش فيها البلاد دافعاً للمؤتمرين في جوبا لتجاوز المؤتمر العام بسلام دون انقسامات حادة ... هل هذا ما يتشكل الان في رحم اليومين القادمين ليكون بمضي ساعاتة (خبراً ببلاش).
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة