|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
بسم الله الرحمن الرحيم
الضفة الأخرى
ثم رجع البيت بعد تلك المحاولة الفاشلة ، قرع الباب ، فتحه أبوه . نظر إليه أبوه ، ثم قال : لماذا رجعت ؟ ، أنا لا أريدك هنا ، ثم أغلقه . انتظر قليلا ، حتى سمع خطوات أبيه تبتعد ، ثم بعد فترة وجيزة قفز إلى المنزل . دلف إلى تلك الغرفة ، لم يكن بها غير لمبة واحدة تتوسط الحائط ، النوافذ دائما مغلقة حتى أنها استكانت لهذا الوضع وصدئت ، مروحة السقف بنى عليها العنكبوت ممالكا له ، فراش الأسرة تتقافز فيه الحشرات ، وهنالك في أقصى الغرفة كوب معدني مقلوب وبجواره كوب زجاج مكسور . وقبل أن يستلقي على الفراش ، دخل أبوه صائحا : كيف دخلت ؟ وبماذا عدت ؟ ، أجابه : هل يمكنني أن أستطعم يا أبتي ؟ ، نظر إليه طويلا ، ثم خرج يغسل يديه من آثار زيت اللحم الدسم الذي كان يتناوله . أخرج هو بلح من دولابه بعد أن أزاح النمل عنه ، أكل ثلاث بلحات ، ثم تجرع قليلا من الماء وخرج . رجع إلى محاولته وقف بضفة النهر الغربية ، مد يده ، كانت هي بالضفة الأخرى ، تمتد يداه إلى منتصف النهر ثم لا تقوى على الاستمرار ، فتعود إليه . حاولت هي عدة مرات أيضا ولكن دون جدوى ...! ، رأى صديقه قد أوشك أن يصل إلى الضفة الأخرى ، نادى عليه ولكنه لم يلتفت إليه أبدا . صاح مخاطبا لها سوف أعود غدا ، لن أيأس . رجع إلى المنزل ، لم يكن أبوه موجودا كان قد ذهب لدرس المساء الذي يتعلم فيه فقه المعاملة في الإسلام . دخل الغرفة فتح دولابه المليء بالجرذان ، أخرج أجمل ثياب له ، ذهب إلى الحمام . خرج منه وهو في قمة أناقته ، طرد الحشرات من الفراش ، فرش عليها ثوب أمه المتوفية الأبيض ، تعطر ثم لبس حذائه الوحيد المهتريء ، ... ، قالت له : منذ زمن طويل وأنا أنتظرك يا فادي .. ، قال : وأنا منذ زمن أطول مشتاق أن أكون في حضنك يا عزيزتي ... قالت : وأنا الآن أشتهيك أكثر .. قال : ليس كشوقي كما تعلمين ... ثم كان اللقاء المنتظر .
الثلاثاء الموافق
17/7/2007م
عبد الرحمن حسن سعد
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع