صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


حكاية بروستاتا .. بطلها دكتور (الحبابي) 2 – 2 ../توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)
Jun 14, 2007, 21:22

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حكاية بروستاتا .. بطلها دكتور (الحبابي) 2 – 2 ..

توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)

[email protected]

   تناولت في السابق معاناتي مع البروستاتا، ومعاندتي ورفضي للعملية الجراحية، واقتناعي بها أخيراً وذلك بعد أن (بهدلتني) البروستاتا.. هذا وقبل أن أصف العملية الجراحية لدي ما يجب تسطيره عن دكتور (كريم الحبابي) الشاب المغربي الإنسان. ولعل ما اسطره يجد صدى في وجدان بعض أطبائنا.. فعيادة الحبابي في الرباط بالمغرب (دولة نامية وليست تكساس)، لهي من أجمل وأنظف العيادات. تلج إليها فتشعر بالاطمئنان.. لوحات هادئة، وطلاء للجدران أُختير بذوق رفيع. سيراميك قمة في الجمال. أحدث ماركة تلفزيون بحجرة الانتظار. ثلاجة ماء مزودة بأكوابٍ للاستعمال لمرة واحدة. وبالطبع فإن الماء من متطلبات عيادة أخصائي الكلى والمسالك البولية، لأن الطبيب يطلب من المريض أحياناً شرب الماء داخل العيادة.. كراسي للانتظار وثيرة ومريحة.. ممرضتان بالاستقبال، أمام كلٍ منهما جهاز حاسوب.. مهمتهما إعداد ملف المريض، ومساعدة الطبيب عند الحاجة داخل حجرات الكشف. وأقول حجرات الكشف لأن عيادة (الحبابي) بها أكثر من حجرة معبأة بالأجهزة ذات التقنيات العالية، ويبدو أنه من المتتبعين للجديد من التقنيات، أي أنه لا يقف عند نقطة البدء حتى لا تموت أجهزته من أفاعيل التقادم وعدم المواكبة !.

   عادة عندما يأتي المريض وبالمواعيد المحددة فإنه ينتظر في حجرة الانتظار. ثم يُسحب ملفه الطبي ويُحدَّث حاسوبياً ويُدعم بالجديد من الفحوصات إن وجدت. ومن ثم يؤخذ الملف للطبيب الذي يأتي لغرفة الانتظار (بنفسه) لاستقبال المريض منادياً باسمه وراسماً ابتسامة عريضة وجميلة على وجهه، ويصافح بحرارة المريض ومن ثم يستصحبه لغرفة الكشف (أليس التبسم في وجه أخيك صدقة ناهيك عن المريض؟)..

   ولا شك فإن هذا الاستقبال المؤثر له ما له على نفسية المريض القلق.. هذا ولا أريد أن أصف ما بداخل حجرة الفحص، لكنها شبيهة بكبسولة فضائية.. لكن الجدير بالذكر هو أن العيادة مهندسة بطريقة عملياتية؛ فإن طلب منك الطبيب خلع ملابسك (التحتانية) وأن تتجه لحمامٍ خارج الغرفة أُعد خصيصاً لمرضى المسالك البولية فلا تنزعج، فإن أحداً لن يراك، لأن العيادة ومسالكها مُعدة بطريقة ساترة ومدروسة.. هذا ويقوم الطبيب عادة بصحبتك لباب الحمام ويتركك لوحدك. أما الحمام فمجهز بأجهزةٍ خاصة بقياس وتسجيل قوة اندفاع البول وما إلى ذلك، وهو قمة في النظافة، ومتوفر به كمية من البشاكير صغيرة الحجم وبيضاء اللون ومعقمة وتستعمل لمرة واحدة.. هذا وإن حاول المريض التلاعب في طريقة التبول، كأن يضغط على نفسه ويبذل مجهوداً، يأتيك صوت الطبيب من حيث لا تدري محذراً (تبول عادي ولا تضغط) !.

   أما العملية الجراحية والتي تمت دون استحداث فتحة في الجسم ودون أي ألمٍ فكانت كالآتي.. ذهبت قبلها لطبيب التخدير الدكتور (عدنان السائح) الذي قام بتزويدي بالإرشادات اللازمة.. هذا وعلى الرغم من أنني التقيته لأول مرة إلا أنه أشعرني بأنني أعرفه منذ سنين.. فسأل عن النميري وسيد خليفة والمامبو السوداني  ودارفور وطمأنني .. ويوم (الامتحان) جاء الطبيب (الحبابي) لغرفتي في المستشفى وحياني بابتسامته المعهودة وكان مرتدياً هنداماً مريحاً للنفس (قميص نصف كم بألوانٍ قمة في الذوق تريح المريض).. ثم أُخذت لحجرة العمليات واستمعت لأسئلة ونصائح الممرضات، وعندها طلب مني طبيب التخدير أن أرفع ظهري وأنحني بقوة، فطُعِنت أبرة التخدير ثم استلقيت على ظهري.. بالطبع فقدت الإحساس كلياً بالنسبة للأسفل من جسمي، ولكني كنت بكامل وعيي، وبدأت العملية..

   تم فصلي عن الطبيب الجراح بستارة ارتفاعها عدة أشبار.. وقد حجبت عني أيضاً هذه الستارة جهاز المراقبة (monitor) الذي يقبع على يميني، أي الشاشة التلفزيونية التي تكشف دواخلي وسير العملية.. عندها طلب مني طبيب التخدير أن أحكي له نكته.. فأجبته بأنني سأفعل شريطة أن يحرك الستارة قليلاً حتى أتمكن من رؤية سير العملية من خلال الشاشة.. فوعدني بذلك.. فقلت له أن النكتة طبية، وهي لسان حالي الآن، وتعكس تخوفي من أن تقطعوا فيني حاجة كده أو كده!.. ومفاد النكتة هو أن الطبيب دخل على المريض بعد العملية وقال له لدي لك خبران.. أحدهما مفرح والآخر مزعج فبأي منهما أبدأ.. فقال المريض أبدأ بالسيئ ومن ثم أفرحني.. فرد الطبيب قائلاً أما المزعج فهو أننا بطريق الخطأ بترنا رجلك السليمة.. أما المبهج فإننا اكتشفنا بأن رجلك التي كنا نظن أنها (بايظة) إنما هي سليمة.. فضحك كل من بغرفة العملية ربما مجاملة لأن النكتة قديمة..

   عندها أزاح طبيب التخدير الستارة بحيث أصبحت أرى جهاز المراقبة كاملاً. ويا للهول.. سينما. .. بالألوان.. ولكن الفلمَ مخيفٌ.. دماء وتقطيع.. ولكن دون ألم، والموسيقى التصويرية تمثلت في الصمت الذي تمزقه همسات الطبيب الجراح مع الممرضات والتي ترتفع لدرجة الصياح أحياناً.. وهذا الجهاز الصغير الذي يمعن في القطع وأراه على الشاشة أمامي إنه يشبه تماماً المنجل شكلاً ومضموناً، ويذهب يمنة ويسرة، ويقطع هابطاً أو صاعداً.. وكل ما قطع جزءً أتت المياه مندفعة لتغسل ما تم قطعه وتذهب به نحو المثانة، ثم هناك قسطرة أخرى تشطف ما يتجمع بالمثانة للخارج.. يا للهول كل هذا بداخلي ؟ وكيف تم إدخال كل تلك الأجهزة لذاك المكان الضيق!؟ .. سبحان الله.. ثم انتهت العملية وحجزوني بغرفةٍ أخرى للمتابعة ومن ثم لغرفتي بالمستشفى.. هذا وعندما كنت بغرفة المتابعة ذهب الطبيب لزوجتي وطمأنها بكل لطفٍ عن حالتي، تماماً كما فعل عندما نُقلت لحجرة العمليات..

   في حجرتي وبعد العملية اكتشفت بأنه قد رُكبت لي ثلاث قسطرات.. الأولى لإنزال الدواء لساحة المعركة مباشرة.. والثانية لإخراج الدم والبول.. أما الثالثة وهي الأقصر فنهايتها مغلقة. وعندما سألت الطبيب عن فائدتها قال (إنَّ بالوناً صغيراً يوجد في نهايتها يفصل الجدران المجروحة من بعضها البعض كي لا تلتصق وبه ماء).. فقلت (بالوناً.. والله ده الناقص.. كيف يا دكتور أدخلت بالوناً لتلك الدهاليز الضيقة وعبر ممرات مستحيلة ؟؟؟) .. فأجاب.. لا .. لا.. لا تخف فقد قمنا بتزويد البالون بالماء عبر القسطرة بعد أن أدخلناه أي البالون للداخل، وعندما تبرأ الجروح سنقوم بإخراج الماء من البالون أولاً ثم سحبه مع بقية المسائل)..

   وهذا ما حصل يوم خروجي من المستشفى، فقد تم سحب الماء من البالون عن طريق حقنة.. عندها قلت للطبيب كيف ستسحب كل تلك القسطرات والبالون (المِنَفِّس) ده؟.. فضحك وطلب مني أن (أكُح)، وتزامناً مع (كَحَتي) سحب الجميع دفعة واحدة وبيد سحرية وبحيث لم أشعر بأي ألم..

   أخيراً أقول بأني زرت هذا الطبيب الإنسان بعد عدة أيام من العملية، ولم يأخذ أجراً.. فقلت في نفسي ربما هذا الأمر يتبع تكلفة العملية (علماً بأن التكلفة كانت متواضعة).. وطلب مني زيارته بعد ثلاثة أشهر فزرته ولم يأخذ أيضاً أجراً.. وطلب مني أن أزوره بعد إجراء بعض الفحوصات فزرته ولم يأخذ أجراً.. وفي هذه المرة الأخيرة قلت لممرضتيه بأنني سوف لن أحضر مرة أخرى طالما أنه لا يأخذ مني أجراً !. هذا وقد دفعني هذا الأمر لمقارنته مع بعض الأخصائيين وعلى وجه الخصوص أطباء دول الجوار الذين يعشقون المال عشقاً جما. ونحن لا نطالب بأن نُعالَج بالمجان، ولكن المعقولية مطلوبة.. فلله درك يا هذا الطبيب الأخصائي والشاب المبدع الإنسان.. وليهنأ بك المغرب الذي تنتمي أليه ويُشَرِّف كل منكما الآخر.. فأنت قمة في العلم والأدب والذوق والتطبيب، فليباركك الله ويطيل عمرك سنيناً وسنيناً حتى تعطي من إبداعاتك الشفاء بإذن الله لكل متألم يطرق بابك، وليُكثر الله من أمثالك..

توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)

[email protected]  


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج