صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


حكاية بروستاتا .. بطلها دكتور (الحبابي) 1 - 2 ../توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)
Jun 11, 2007, 21:52

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

بسم الله الرحمن الرحيم

حكاية بروستاتا .. بطلها دكتور (الحبابي) 1 - 2 ..

   توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)

[email protected]

   أتناول هذه القصة نسبة لأن في بعض جوانبها ما يتطلب منا التأمل خاصة فيما يتعلق بالطب والتطبيب، وكذلك التفكر، وشكر المولى على ما وهبنا من نِعَمٍ إما في أجسادنا أو تلك التي تتمثل في الأجهزة والتقنيات الحديثة أو المستحدثة التي أتحفنا بها العقل الإنساني المُفكر والمُبدع. وكذلك أتناولها لإعطاء فكرة للآخرين عما يعانيه مريض البروستاتا.. فقد أوصلتني البروستاتا لدرجةٍ تعرفت من خلالها على جميع حمامات المدينة التي أعيش بها؛ العامة والخاصة، وحمامات المكاتب الرسمية والأسواق، وكذلك القطارات والمطارات والطائرات.. ولا أنسى ما حييت الطائرة القطرية التي كنت على متنها وتأخرت على مدرج المطار لساعةٍ كاملة نسبة لظروف الجو، فما أن حلّقت الطائرة وقبل أن يؤذن لنا بفك الأحزمة حتى اندفعت (أنا) نحو حمام الطائرة، فما كان من المضيفات إلا أن يمسكنني من تلابيبي = صياح وهرج ومرج، وكاد البعض أن يحضر لي كابتن الطائرة=، ثم انبرى مضيف لصف المضيفات وكأني به (رامبو) وأمرني بلهجة عسكرية أن أرجع لمكاني، ثم طلب مني بعض أبناء بلدي بالطائرة بأن أرجع لمكاني لأن الطائرة لم تكن مستقرة بالجو، فرجعت وأنا أصيح (أنا مريض بروستاتا يا جماعة).. بالطبع إحراج ما بعده إحراج خاصة لرجلٍ في سني !.. هذا ومع نهاية السفرية جاءتني على استحياء المضيفة الهندية وبكل أدب اعتذرت عما حصل فقلت لها (يا بتي أنت وغيرك كنتم تقومون بواجبكم ولكن ما أدراكم ما البروستاتا!؟. إنها فظيعة)..

   هذا وغدة البروستاتا توجد فقط عند الرجال، وتبدأ في التضخم (نسبياً) فوق سن الخمسين، وهي عبارة عن غدة صغيرة تحيط بمجرى البول، وعند تضخمها تضغط على مجرى البول فيُحتبس البول فلا يتم الإفراغ الكامل للمثانة مما يترتب عليه الخطير من الأضرار والكثير من الإزعاج. ويحضرني هنا ما سبق أن ذكره لي الدكتور (كمال حنفي) صاحب العمود الشهير (إلا قليلا) بالغراء (الرأي العام)، حيث أشار بأن أستاذه في كلية الطب كان يُعرِّف المصاب بالبروستاتا بأنه الذي يعرف مواقع جميع الحمامات بالمدينة التي يسكنها!.. عموما أوصلتني البروستاتا أخيراً لدرجةٍ فقدت معها نهاري وليلي وطهارتي.. حتى أثناء الصلاة بالمسجد صرت أشعر بألم في وجداني ودواخلي نسبة للنجاسة التي تداهمني فجأة أثناء الصلاة.. هذا وقد فكرت مراراً بأن استعمل (البامبرز) تماماً كأحفادي ولكن!!.. وآهٍ .. فإن معظمنا لا يدرك نعمة الخالق علينا في أجسامنا إلا بعد أن نفتقدها، فيا ما حبسنا البول كما نشاء، أو تبولنا في سهولة ويسر، ولم نشكر الله على ذهاب الأذى أو نقول.. (غفرانك) أو(الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا)، فإخراج البول في سهولة ويسر نعمة من أعظم النِعَم..

   هذا وما كنت أزور بيتاً إلا وأسأل بكل خجلٍ (أين أصغر حجرة لديكم بالمنزل؟) فأرى الحاجة حرمنا تنظر إلي بشذر ولسان حالها يقول (عيب)!. وكم من مرة نبهتني الحاجة حرمنا قبل الخروج من منزلنا تماماً كما تفعل مع الصغار قائلة (يا راجل هوي أمشي الحمام قبل ما تطلع)، وعليه فقد أفسد علي تضخم البروستاتا زياراتي لأهلي وأصدقائي وسفراتي و(دخول الكوره) وأعيادي ورحلات الترفيه والتواجد في المناسبات من أفراح وأكراه.. وفي العمل كلما سأل عني مديري يقولون له.. فلان في الحمام، فيضحك !!.

    وبعد أن طفح الكيل زرت طبيباً بمدينة الرباط وهو الدكتور (كريم الحبابي) وهو اختصاصي في أمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية؛ فكشف، وأمر بعينةٍ فأخذ، ثم الفاحصُ فحص، ثم بعد أن تأكد بأن التضخمَ حميدٌ للدواء صرف، فأراحني لفترة ومن ثم عاودتني الأعراض.. فكشف ثانية، وفحص، وهز الرأس قائلاً (لا بد من عملية !).. فقلت له (عملية أيه يا دكتور وأنا الذي يخاف من الإبرة ؟! عِلْمُ الأدوية تقدم يا دكتور فصِفْ لي دواءً ينسف هذه البروستاتا نسفاً أو يقلصها). وركبت رأسي ورفضت إجراء العملية. ومن ثم بدأت أتابع العقاقير التي تريحني لفترة ثم يعود لي الإزعاج مرة أخرى.. تعاطيت بإشراف الطبيب أل(إيكسيترال) الفرنسي مدعوماً ببعض العقاقير الخاصة بأمور التبول، خمسة ملغ، ثم عشرة، بدون فائدة تُذكر. وأردفت ذلك ب(البروسكار) الأمريكي مسترشداً بالانترنت، ومن ثم تابعت مشورات الغير؛ بعضهم ينصحني باستعمال الدواء المصري الفلاني وبعضهم ينصحني باستعمال الدواء السوري الفلتكاني، ولم أكن أتوانى في استعمال أي دواء ينصحني به حبيب أو قريب.. ثم لجأت للأدوية البلدية علها تخفف معاناتي (الترمس.. الثوم .. لب القرع النيئ.. ماء السبانخ والبقدونس) ولا فائدة تذكر.. وأخيراً وصلت لدرجة أصبحت أعراضي كما المصاب بسلس البول وعندها تمنيت الموت.. ومن يصل لهذه الدرجة يصبح أمر العملية الجراحية محسوماً..

   وعليه فقد ذهبت مرة أخرى لطبيبي المغربي (كريم الحبابي)؛ الرجل والملاك والذي سأتكلم عنه كإنسان وعلى أسلوبه وعلمه وروعته وإبداعه لاحقاً، فقط لأجل التأمل في الطيب من خلق الله.. أقول ذهبت له مطأطىء الرأس حزيناً ومستسلماً.. وقلت له (أتيتك مرة أخرى لتتابع أمر بروستاتتي التي كرهتها وكرهتني ويبدو أن الحرب الباردة بيننا ستنتهي بأخرى دموية).. فتبسم الطبيب الشاب وأشار لي ناصحاً بأن العملية ضرورية خاصة وأنني مريض سكر، وأن الحالة التي أوصلتني أليها بروستاتتي لا محالة ستؤثر على الكلى ولها اختلاطات أخرى كثيرة ومعقدة يصعب شرحها.. ثم سألني متى أريد إجراء العملية ؟ فأجبت ، بأسرع فرصة .. قال إذن الأسبوع القادم.. وطلب مني إجراء بعض الفحوصات وزودني باسم وعنوان المصحة التي سأجري بها العملية واسم طبيب التخدير دكتور (عدنان السائح) الذي سينظر في أمري ومدي ببعض النصائح.. فقلت له يا دكتور أي نوع من العمليات ستجريه لي ؟ .. فأجاب.. جراحة بالمنظار!.. لا تستغرق وقتاً طويلاً ولا تتطلب أية فتحة في الجسم..  فقلت له يا دكتور إن الانترنت تقول... فقال سيبك الآن من الانترنت وخليك معي !.. ثم أستدرك قائلاً وماذا تقول الانترنت ؟ .. تقول أن هناك آلة تدخل لمكان الأذى عبر القضيب، ومن ثم تقطعني تقطيعاً، وأخرى أيضاً (قسطرة) تدخل لدفع الماء لتزيل المُقطع من البروستاتا وتدفعه للمثانة، وأخرى (قسطرة) لتنظيف المثانة بإخراج الدم والماء وما تم تقطيعه للخارج.. والمنظار يا دكتور!! .. كل هذه الأشياء كيف تدخل وتخرج من ذاك المكان الضيق!؟.. أهٍ يا رب.. لا اعتراض على حكمك يا الله.. وكيف يا دكتور ستضبط أمورك؟ أوعك تعمل أي خربشات أو تقطع لينا حاجة كده والا كده !! فضحك وقال والله العملية قمة في السهولة، وربنا سخر لنا العلم والعقاقير والأجهزة.. ثم قلت له.. يا دكتور.. أذكر أن والدي (رحمة الله عليه) لم يتمكن في حياته من إجراء عملية بروستاتا لأنها كانت تتطلب تخديراً كاملاً وكان مريضاً بداء السكر وقلبه كان ضعيفاً.. وأخاف أن يكون حالي أنا كذلك.. فأجاب أن الزمن يتغير ويتبدل بسرعة، فالآن لدينا تقنية التخدير النصفي وليس البنج الكامل.. وأقول لك بأنني قد أجريت مثل هذه العملية قبل عشرة أيام لرجلٍ عمره ثلاث وتسعين سنة وخرج بعد بضعة أيام من المستشفى والآن هو سعيد بمنزله وقد كنت أتكلم معه متفقداً أحواله عبر الهاتف قبل قليل.. وعندها شعرت بالاطمئنان وتوكلت على الله.. وقلت في نفسي لا شك أن يدا هذا الجراح الذي يتابع مرضاه عبر الهاتف مباركتان..

   عزيزي القارىء الكريم .. أرجو أن تتابع معي الجزء الآخر من الموضوع يوم السبت القادم، فهو قمة في الإثارة حيث (رشوت) طبيب التخدير بنكتة فأزاح قليلاً الستارة التي ما بيني والطبيب الجراح بحيث تمكنت من متابعة العملية الجراحية لحظة بلحظة من خلال شاشة العرض (monitor)، فقد كانت المعركة حامية الوطيس وكان الفلم مخيفاً وبالألوان ولكن بحمد الله دون ألم ودون استحداث أية فتحة في الجسم.. فابقوا معنا..

توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)

[email protected]

 

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج