صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


رحيــل النـوار خـلــسة ...لــلكـاتـب الدكـتور محــمــد عــثــمان الــجــعــلـي/حسن طه محمد / الدوحة / قطر
Apr 30, 2007, 19:24

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

رحـــيــل الــنــوار خــلــسة ...لــلــكــــاتــــب الدكـتور مــحــمــد عــثــمــان الــجــعــلــــــــي

 

ابداع كاتب متكئا علي قامة مبدعين

 

حسن طه محمد

[email protected]

 

 

أثناء قراءتي لكتاب الدكتور محمد عثمان الجعلي " رحيل النوار خلسة " استحضرت قول أبي الطيب  المتنبي :

 

أعز مكان في الدنا سرج سابح     وخير جليس في الزمان كتاب

 

وفي جلوسي مع هذا الكتاب تمثلت ايضا قول أبي عبد الله الاعرابي صاحب الغريب :

 

لنا جلساء ما تمل حديثهم        ألباء مأمومون غيبا ومشهدا

 

يفيدون من علمهم علم ما مضي      وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا

 

وعند تجوالي عبر صفحات هذا الكتاب ، كذلك لم يكن  يغب عن بالي كتاب " احجار علي قطعة الشطرنج " لكاتبه وليام غاري كار فكلاهما – رغم الاختلاف في المحتوي والاسلوب – يشدانك شدا من شدة الاعجاب لكل حرف بهما مما يجعلك تقرأهما قراءة مقطعية أي بتوسيع مجال العين علي الحرف والكلمات بالرغم من صعوبة الغاء الارتداد في القراءة بالعودة مثني وثلاث لما قرأته في ذات الوقت.

 

يتناول الكتاب مرحلة الانتعاش التاريخي في الحقبة الزمنية التي سماها كاتبنا " جيل علي المك " معرفا بالمخزون والموروث التاريخي للانسان السوداني في تلك الحقبة من الزمن جامعا بين أهمية المكان والزمان واسهامات هذا الجيل فيهما  من خلال استعراض جوانب من الحياة الشخصية لبعض الشخوص التي ذكرها بالكتاب وجميعهم ممن يعلقون في الذاكرة والوجدان . جاء الكتاب حافلا بتلك الشخصيات والرموز التي قدمت وأبدعت ووهبت للوطن ولانسان الوطن في مختلف الميادين وهم كالسحب في العلالي .

 

عمد المؤلف الي تدوين التاريخ الحديث للوطن وللانسان السوداني في مرحلة ماقبل وبعد جيل الراحل  علي المك من خلال تدوبن مقتطفات من السيرة الذاتية لتلك الشخوص التي لعبت دورا مهما ومؤثرا في الحياة السودانية في مختلف الضروب أو كما قال عنهم الكاتب " الشخوص أولو الفضل علي السودان ........الذين تركوا آثارا في كافة مناح الحياة السودانية " .

بأسلوب سلس وجزالة ممتعة ممسكا بجوامع  الكلم ونواصيه  ، تناول الكاتب كل المؤثرات التي أثرت علي جيل المك من مؤثرات سياسية وتاريخية واجتماعية وفنية ورياضية وغير ذلك مما كان له الدور المؤثر في تشكيل هذه الشخصية.

 

أبرز ما في هذا الكتاب أنك تقرأه وكأنك تعيش لحظات الحدث الذي يتحدث عنه الكاتب بنفسك مهما اختلفت الأزمان والأمكنة  والشخوص . ومن مميزات هذا الكتاب أيضا هو قراءة تاريخ السودان الحديث من خلال عدة محاور جمعها الكاتب في اطار موسوعي من العلم والمعرفة.

أبدع الكاتب وهو يمسك بتلابيب " أم الكلمات " دارجة وفصحي في اختيار موفق وهو يغوص في أعماق المكان والزمان .

يتناول الكاتب محاور عديدة في الشأن السوداني العام مسترجعا الماضي منذ مرحلة التحرر الوطني الي  الاستقلال مرورا بمرحلة اليمقراطية الأولي ثم حكم عبود فالديمقراطية الثانية بعد أكتوبر المجيدة فمجئ اب عاج أخوي صاحب مايو التي أعقبتها انتفاضة ابريل المجيدة ثم الموؤدة الديمقراطية الثالثة بمجئ الانقاذ.

في  تناوله لكافة تلك الحقب من تاريخ السودان الحديث ، جعل الكاتب جيل علي المك المؤثر الأبرز في تشكيل بعض سمات  الشخصية السودانية الحالية فهو يري كما جاء علي لسان قلمه الرصين أن هذا الجيل قد " تبوأ صدر المحافل السياسية والأدبية والثقافية وكان الفعل الأول في تشكيل بعض سمات الشخصية السودانية "

 

يبدأ الكاتب بالحديث عن الأديب الراحل علي المك وهو يبكيه ويبكي عطاءه الفكري كما يبكي رموز جيله من أهل الثقافة والاستنارة ممن ورد ذكرهم بالكتاب.

 

يواصل الكاتب بلغته المحببة في استطراد الأحداث وقد منحه الله الموهبة والمقدرة في الغوص في أعماق الزمان والمكان لينقل للقارئ – أيا كان هذا القارئ – حزما من التاريخ السوداني القريب برؤية واقعية وعمق متأصل.

 

جاء الكتاب موسوعيا كما ذكرت ... متناولا التسلسل التاريخي الحديث للسودان ابتداءا من مرحلة تاريخ التحرر الوطني حتي الاستقلال وما بعد الاستقلال بمؤثراتها الداخلية والخارجية .

 

في السياسة تحدث الكاتب عن الأحزاب ..  نشأتها وتطورها ... ومصائبها.

 

تحدث عن المهدي والمهدية والختمية والميرغنية والدولة السنارية والحكم الثنائي وحكومات ما بعد الاستقلال وأنظمتها الديمقراطية والشمولية .

 

تحدث باشارات ضوئية عن بعض الشخصيات السياسية في الداخل والخارج  .. أزهري ... عبدالناصر .. محمود محمد طه .. سيد قطب .. جوزيف قرنق ... ستيف بيكو .. مانديلا .....الخ.

 

تحدث في العلم والعلماء وأثرهم في توليفة فكر الانسان السوداني  .. أبدع في وصف العلامة الراحل الدكتور عبدالله الطيب المجذوب " جوهر المحافل العلمية وتمساح العشاري وأسد بيشة ....."  علي حد تعبير الكاتب .

تحدث عن المرحوم دكتور محمد عمر بشير باني المؤسسات التعليمية والميري   كما قال المؤلف.

 

تكلم عن جامعة الخرطوم وظروف الهجرة اليها من الريف السوداني ، متخذا  من هذا الصرح العلمي المرموق البوتقة التي انصهرت فيها الرؤي والأفكار للكثيرين من جيل المك .

 

ما أبدع هذا الكاتب حين يأتي علي الفن والفنانين جاعلا من الخليل فرح نوارة صفحات كتابه ومن مقامات عبدالمعين عنوانا لحب الوطن وهو ينشد :

 

واجــــب الأوطـــان داعــيــنـــــا            نــذهــب للـجـهـاد نـعـمـل ونبـذل  كــل مــســاعــيـنـا

الحديث في الكتاب يأخذ مساحة  جد كبيرة عن علاقة  المك والفنان  عبد العزيز داؤود ، علاقة العصر وشاهده .

في ثنايا الكتاب لم يغفل الكاتب الرياضة والرياضيين وتأثير الرياضة علي الفرد السوداني في مكنونات شخصيته و رؤاه و حتي تصرفه تجاه الأحداث سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك. تقرأ عن الرياضة والرياضين وكأنك جالس في الملعب مستمتعا بحيثيات المباراة استمتاعك بتعليقات الجمهور . هزيمة الهلال للمريخ وهزيمة المريخ للهلال وتفاعلات جماهيرهما  مع الحدث سلبا وايجابا علي حسب الحالة راميا بذلك تقديم نموذج للانسان السوداني في فكره  وحبه وكرهه للاشياء.

في الاجتماعيات لم يترك كاتبنا شاردة ولا واردة مستخدما قلمه المطيع في وصف الأحداث الاجتماعية ومكوناتها بدقة متناهية وبمفردات سودانية متفردة تجمع ما بين الفصحي والدارجي . يتحدث الكاتب عن مجتمع أم درمان الذي يجمع كما الأمم المتحدة كافة الأطياف والأعراق والنحل من قبائل السودان من حلفا دغيم في أقصي الشمال الي نمولي في أقصي الجنوب ومن طوكر في الشرق الي نيالا في دارفور _ أقال الله عثرتها – مرورا بالجبال والوديان والسهول والصحاري غير ناس لأثر حدائق الجندول والريفيرا والموردة في تكوين حياة الانسان الأمدرماني الممثل بكل تضاريسه للانسان  السوداني عموما.

يأخذنا الكاتب الي مراتع الانشاد المديحي الذي اشتهر به أهل السودان والعشق الصوفي  عند أهل الذاكرين في الموالد  المتمثل في ابداع ابن الخرطوم بحري الخليفة محمد الحسن كانكيج الذي طبقت شهرته الآفاق المبدع في انشاد ما أورده الكاتب :

 

واختم قولي بالصلاة معظما    أيا ربنا صلي وبارك وسلما

علي المصطفي والأهل والصحب دائما

صلاة تفوق المسك عطرا مفخما       يطيب بها كل الوجود ويتلألأ

اللهم صلي وسلم علي حبيب الله

 

محطات متنوعة طبعت محاور الكتاب علي أكثر من جهة وفي أكثر من موقع كانت لها دلالاتها وتأثيراتها من خلال رجال كانوا حملة مشاعل أفلح الكاتب بما يتمتع به من فكر وعلم ومعرفة وحب للوطن ولانسان الوطن أن يخرج هذه الموسوعة في صفحات قليلة لا تتعدي المائتين والأربعين صفحة .

 

ويبقي أن هذا الكتاب هو نتاج سمات الاسلوب االمميز لصاحبه في ربط أحداث ما قبل وما بعد جيل علي المك برؤية متعمقة شاملة  تعرضت لها في مقالي المتواضع هذا بكثير من الايجاز المخل ، فالعذر لي كما قال الفنان الكابلي في أغنيته الشهيرة من الكاتب والقراء علي حد سواء لأن الكتاب الذي اعتبره اثراء للممكتب الثقافي السوداني وتوثيق دقيق لابداع جيل علي المك ( رغم نفي الكاتب صفة التوثيق لكتابه ) ذو الأثر والتأثير علي كافة الأجيال الحاضرة والقادمة   يحتاج لأكثر من قراءة مقطعية .

 

وأخيرا لا يبقي أيضا الا أن نجزي وافر الشكر للمؤلف الدكتور محمد عثمان الجعلي الذي سلك مسالك العلماء والمؤرخين – لا غرو وهو الأستاذ الجامعي -  علي هذا السفر الذي جاء من حيث المنهج والاحاطة والتدوين والتوثيق وسلاسة الأسلوب والتناول المبتكر ما يدعوني الي اعتباره من الكتب الشاملة التي لا غني عنها لأي قارئ.


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج