بيانات صحفية سودانية
بيانات صحفية

حول بيان د. جمال عبد الرحمن آدم من (كندا) حول تأجيل المفوضات والدعوة لمؤتمر حركة تحرير السودان

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/6/2005 5:11 م

بسم الله الرحمن الرحيم

لم أكن أرغب أن أنزلق إلى مستنقع آثر كثيرون الخوض فيه مستنشقين بمليء إرادتهم حيث تستزكم الأنوف . وما كنت لأعبث بجهد ظللت أحسب أن أكثره قليل ونحن نواجه عدواً كحكومة الإنقاذ تستجمع في كل لحظة قواها ألف مرة لتمرّغ أنوف أهل دارفور في ثراهم . فإذا بالبعض يعينها على ذلك . وما كنت يوماً ممن يبحثون عن مزاد يسوّقون فيه أنفسهم عبر تركيبة من الكلمات والجمل ثم يلبسونها ثوباً لا يكاد يسترها حتى من ظلال الرمش عند إرتداد البصر .
كما لم أكن يوماً حبيساً لذات تكبلها العواطف ولا طليقاً لعقل جامح عجزت عن ترويضه الحكمة والعبرة والعبارة أو أسكرته تجربة قاصرة فأنطلق يعربد كما لو كان أعصاراً في عداء مع أكواخ بوص . لم تجد طريدة اللاهثين عن السلطة مبتغاها عندي صياداً أو مطارد فقد عافتها نفسي بكل هاماتها عبر ثلاثة عقود ولم تزل وليس بعيدا ًيوم قدّمت عرضاً على وفد الحركة في أبوجا الأولى بأننا نقوم بهذا العمل لأجل أطفال ينامون في أحضان الزواحف حيث إستجاروها فأجارتهم ، لذا دعونا نودع مواثيقاً ممهورة بتواقيعنا نتعهد فيها بأننا بعد إنتزاع حقوق دارفور لا ننتظر من وراء ذلك منصباً أو جاه .
غالبتني ضرورة الكتابة فألهبت من دواخلي نواعيرها لإرواء ظمأ الحقيقة بسقياها ، فإن كنت قد إلقيت بجهد بصيص في غير مرماه فاليسامحني القراء ، فما كنت رامياً أسهماً في غير ما يأملون ، فأحسبوا هذا السهم طائشاً حين انحرف عن هدف إكفهرت دونه الرياح . وكما قال علي كرم الله وجهه ( كرهت الحق ) وهو يعني الموت والموت حق ، أقول إنني كرهت الرد وهو حق لدحض الباطل لأنه وإن أشاع نوراً على ظلمة فإنه يكشف عورات بيت نحسب أنه أولى لأهله عند البلاء أن يستتروا.
لست مستغرباً كبوات أهل دارفور وهم ينتقلون من الصف الثاني إلى الصف الأول ، ولا أحسب أن العثرات وإن كثرت إلا مدعاة لإستثارة الإصرار على الثبات ، وهي وإن ثقلت ينبغي أن لا تنوء دون حملها عزائم الرجال . أما والحال كذلك فستظل دوحة النضال تستورق لتستبدل دون كلل من صفقها ما جف وعجز عن مواكبة تسامقها نحو غاياتها وعافت حين توفرت لها من المشارب أحواضاً من إيثار نفس .
إذاً سامحوني إخوتي في حركة التحرير وإخوتي في دارفور وإخوتي من المناضلين لإجل وطن يضمنا دون عويل ، سامحوني إذ ستسجل ذاكرتكم أن قلمي في مسيرة البحث عن الحق قد خص مقالاً تمحور حول شخص كما هو حالي وأنا أتناول المقال الذي كتبه بالإنجليزية زميلنا في الحركة من (كندا ) د.جمال عبد الرحمن آدم وأسماه بياناً حول تأجيل المفاوضات وأقحم فيه جملة مغالطات. ولعله كتب ما كتب بالإنجليزية على استحياء ، مداراة لمضمون باطل وهو المدرك بأن السواد الأعظم من القراء ربما كانوا أكثر إدراكاً للحقائق إذا كان المقال باللغة العربية حتى يتمكن من لم ينالوا قسطاً من الإنجليزية بالمتابعة ، وفي كل الأحوال فالحقائق أنصع من أن تغطيها أغبرة وإن خُبّئت بلغات الواق واق ناهيك عن الإنجليزية .
دعونا إذاً نزيل الصدأ لنرى إن كانت الحقيقة ذهباً أم بلاتين وكلاهما نفيس .

أولاً : لجنة إختيار وفود التفاوض منذ أبوجا الأولى ، لجنة تم تكوينها بمباركة رئيس الحركة وأمينها العام ، وهي لجنة رباعية ظلت تمارس دورها في إختيار وفود التفاوض لأربعة جولات متتالية بما فيها الجولة التي إنتهت في السادس من يوليو الماضي .

ثانياُ: د.جمال عبد الرحمن آدم كان ضمن اللجنة الرباعية التي اختارت أعضاء وفد التفاوض لأبوجا الأولى وهو كان موجوداً في أسمرا – إريتريا حينذاك وكان الوحيد من اللجنة الرباعية الذي أختير ضمن وفد الحركة إلى أبوجا الأولى ، تأخر يوماً من السفر بسبب تجديد إقامته في إريتريا ثم تعذر بأنه مطلوب إلى كندا لوظيفه في إحدى الجامعات ، وآثر الوظيفة على جولة المفاوضات . ترى أين معاناة أهل دارفور في ميزانه آنذاك ؟.

ثالثاً: إستنكر د.جمال عبد الرحمن على الأمين العام للحركة إصدار بيانات، وإستنكر على الناطق الرسمي للحركة إصدار بيانات ، وإستنكر على القائد العام إصدار بيانات ، وإستنكر على كبير المفاوضين إصدار بيانات ، وحيث أن هؤلاء بحكم مناصبهم الإعتبارية يحق لهم إصدار البيانات والتصريحات، فإن إستنكار جمال لا يسلبهم هذا الحق التنظيمي وإن صغر إطاره ، وإذا كان لا بد من حديث فهو يتناول مضامين البيانات ومضمونها فيما إذا كانت في مصلحة الحركة أم لا . فالقائد العام لقوات الحركة مجمع عليه وفق إتفاقية أسمرا – إريتريا في فبراير 2005 بين رئيس الحركة وأمينها العام ،والذي بموجبه أيضاً سمي الأستاذ خميس عبد الله نائباً للرئيس . والناطق الرسمي ثابت ببيان رئيس الحركة الصادر في الأسبوع الأول من جولة أبوجا الأولى في أغسطس 2004 م وهو بيان نشر في موقع سودانايل . وكبير المفاوضين تم الإجماع عليه في جولة أبوجا الثالثة والرابعة . إذاً هؤلاء من منطلق مناصبهم الفانية يحق لهم أن يصدروا بيانات ، ومن حق الحركة عليهم أن تخدم هذه البيانات مصلحة الحركة.

رابعاً: كبير المفاوضين لم يصدر بياناً في أبوجا الرابعة ولكنه أرسل خطاباً موقعاً وموجهاً ومعنوناً لسكرتارية الإتحاد الأفريقي بصورة للوسيط والشركاء ، كما سُلّمت منه صوره لرئيس الحركة ونائبه للعلم كإجراء تنظيمي ، وفحوى الخطاب وهو باللغة الإنجليزية ، تنبيه سكرتارية الإتحاد الأفريقي إلى أنه يتجاوز في تعاملة في إجراءآت التفاوض القناة الصحيحة لوفد الحركة المعتمد وينتهج تعاملاً عشوائياً مع كل من تواجد في أبوجا تحت إسم حركة تحرير السودان، رغم إدراك الإتحاد الأفريقي بأن لديه قائمة بالوفد المعتمد من رئيس الحركة ونائبه والأمين العام وعلى رأسها كبير المفاوضين ، وكان أن صحح ذلك الخطاب مسيرة التفاوض وأنقذ الحركة من المستنقع الذي كانت ستساق إليه فيما إذا تتابع المخطط الرامي إلى تمرير مجموعة من الأجندة كان يراد بها أن تجهض تمسك الحركة بضرورة الوصول إلى إعلان مباديء ملزم يحفظ لأهل دارفور حقوقهم ويحقق طموحاتهم ، وسط الفوضى التي اختلقت وأراد لها البعض أن تستمر .

خامساً: د.جمال عبد الرحمن أصدر بياناً باللغة الإنجليزية حول تأجيل المفاوضات ، لم يحدثنا عن الصفة الإعتبارية التي تخول له إصدار بيان ، كان الأمر سيكون منطقياً لو كتب مجرد مقال ، اللهم إلا إذا كان ينطلق من مفهوم أن لكل عضو في الحركة الحق في إصدار بيانات ، وهو مفهوم لكم أن تصححوه فهو لا يمت إلى المنهجية التنظيمية بشيء . كما أنه لم يحدثنا أيضاً عن مجموعة بيانات أصدرها نفر من أعضاء الحركة منصّبين أنفسهم في مناصب حسب هواهم . ترى لماذا اغفلها جمال وهو المدون للبيانات بتواريخها ؟.

سادساً: إذا كان العرف في إختيار وفود التفاوض قد أتّبع في كل الجولات منذ أبوجا الأولى ، وكان أداء الحركة بشكل اقلق الحكومة وأبطل كل مؤامراتها ، فما الذي استجد في الجولة الأخيرة بأن يرسل رئيس الحركة قائمة بأسماء وفد التفاوض إلى الإتحاد الافريقي دون إخطار حتى اللجنة الرباعية للإختيار أو نائب الرئيس او الامين العام أو حتى كبير المفاوضين . بينما علمت لجنة الإختيار بعد أن ارسلت قائمتها بتوقيع نائب رئيس الحركة إلى الإتحاد الأفريقي ففاجأها الأخير بأنه تلقى قائمة من رئيس الحركة. من المستفيد من خلق هذه الربكة وما المغزى من وراء ذلك، ولم تكن هنالك من طريقة لمعالجة الموقف إلا بعد إرسال خطاب بتوقيع رئيس الحركة وأمينها العام لإلغاء القائمة المرسلة سابقاً من قبل رئيس الحركة فأصبح لدى الإتحاد الأفريقي قائمة بإعتماد أقطاب الحركة الثلاث فيا له من إعتماد .

سابعاً: بعد كل تلك المعالجات أحضر رئيس الحركة إلى أبوجا وفداً من ثلاثين عضواً غير القائمة المعتمدة بل أن بعضهم لم ترد أسماؤهم في القائمتين السابقتين . ترى من كان يخدم رئيس الحركة بذلك ؟.

ثامناً: يقول د.جمال أن إقصاءاً للآخرين قد تم عند إعتماد إختيار أربعة لتمثيل الحركة في جلسات التفاوض الصياغية ، والواقع أن وفد الحركة قد إعتمد مبدأ الاربعه وترك تسميتهم في كل جلسة للجنة التفاوض المكونة من 12 عضواً حسب حاجة الجلسة المعنية وحاجة البنود المراد التفاوض حولها ، وكان أن تناوب في اللجنة الرباعية كل من د. عبد الرحمن موسى أبكر ، إسماعيل عمر إدريس ، أحمد عبد الشافع ، أبكر محمد أبو البشر ، بحر عربي ، إبراهيم محمود مادبو ، د. السنوسي محمد السنوسي ، إبراهيم أحمد إبراهيم ، والتجاني عبد الله بدر،جميعهم كانوا جزءاً من الإنجاز الذي تحقق ، قيّمه الآخرون سلباً أم إيجاباً ، وهم عندي أعضاء ينتمون إلى حركة تحرير السودان ، ولكن من أراد أن يصنفهم ويبخّس قدرتهم على إستقلالية شخصياتهم فاليفعل ما شاء له بعيداً عن لي عنق الحقيقة التي يشهد بها جميع من حضروا الجولة من وفد الحركة أو غيرهم من أقطاب المجتمع الدولي . وسيظل ما أنجزوه إلى جانب بقية أفراد الوفد ، سيظل لأهل دارفور وللمهمشين في السودان وليس حكراً لأحد . وعفواً إخواني الذين ذكرت أسماءهم فقد اقتضت ضرورة تبيان الحقيقة ذلك وما كنت فاعلاً وحقهم علي أن يعاتبوني إن رأوا أن ما فعلت خطيئه .

تاسعاً:ذكر د.جمال أن بعضهم أراد إقصاء الآخرين بدعوة الإلتزام بقائمة الوفد الرسمي ، ترى هل يعني أن يترك الباب مفتوحاً لكل من يستطيع الوصول إلى أبوجا من أعضاء الحركة وغيرهم للمشاركة في وفد الحركة للتفاوض ،هذا ببساطه يعني أن تصدر الحركة قبل كل جولة إعلاناً في الصحف والقنوات الفضائية والإذاعات ومواقع الإنترنت تدعو فيه كل من يتمكن من الحضور إلى أبوجا للمشاركة في وفد التفاوض وهو حينئذ حق عام مطلق التحقيق ولا يهم أن يكون وفد الحركة آنذاك ألف أو أكثر وعلى الإتحاد الأفريقي وغيرهم أن يتعاملوا مع كل الحاضرين وأن ينادوا من يلتقونه في الردهات ليتفاوضوا في الجلسات التفاوضية أو التشاورية ، ومن حق كل من حضر أن يقول رأيه في ما ينبغي أن يتم الإتفاق عليه من مفردات في إعلان المباديء أو غيره . كل هذا تحت ذريعة أنه ليس في الحركة مؤسسيه ، هذا في نظري ليس موجودا فيً نظم كوكبنا على أقل تقدير في إطار القليل الذي نفهمه من نظم .

عاشراً: تحدث د.جمال عن دور الثوار المقاتلين في الميدان وكيف أن كثيرين يلوحون دائماً بأنهم أساس كل شيء أي الميدان. هذه ليست فريه ، هذه حقيقة ، فحكومة الإنقاذ أعلنت من أول يوم أن من أراد أن ينتزع منها شيئاً عليه بالبندقية وهي صادقة في قولها ذلك وفي فعلها بعد ذلك ، وإلا لكان التجمع الوطني الديموقراطي الذي جمع عشرات أحزاب المعارضة ذات الخبرة ومئات من السياسيين المخضرمين في ممارساتهم ، لكان هو الأولى بأن تتفاوض معه الحكومة قبل أكثر من عشر سنوات . إذاً فالحقيقة التي لا تقبل جدال، أن الميدان والثوار المقاتلين لجيش حركة تحرير السودان هم الأساس وهم الشرعية، وهي شرعية تتفانى في التضحية والإستشهاد ، فهم في الميدان يدركون أنهم إن أصبحوا قد لا يمسون وإن أمسوا قد لا يصبحوا، على الأقل وفق حساباتنا الدنوية للأخطار والأعمار. إذاً هم أولى بأن يظلوا شرعية أجبرت طاغية الإنقاذ للجلوس والتفاوض ، علماً بأن كثيرين لا يعلمون من أين يأكل أو يلبس أويتعالج هذا الجيش . بيد أننا لا نبخس حق كل أهل دارفور الذين ناضل بعضهم بصموده أمام عذاب الطاغية وتحمل وعثاء اللجوء والنزوح والتشريد ، وليس من ناضلوا بالقلم والصوت والتظاهر ببعيدين عن ساحة النضال في ساحة متكاملة لكن يتقدمها جيش الحركة وبدونه يصبح كل شيء في نظر طغاة الإنقاذ هباءاً منثوراً لا قيمة له.

حادي عشر: يستنكر جمال أن يان برونك وغيرهم من ممثلي المجتمع الدولي قد باركوا فكرة تأجيل المفاوضات لإتاحة الفرصة للحركة لعقد مؤتمرها وتنظيم نفسها، وهم الذين عانوا من فوضى الحركة في الجولة الأخيرة. يان برونك هو الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في السودان والأمم المتحدة هي وذراعها القوية مجلس الأمن مناط بهما حفظ الأمن والسلم العالمي. ومن هذا المنطلق كانت زيارة برونك للميدان ومن ثم كانت قناعته بضرورة تأجيل المفاوضات ولا يمكن تبسيط المفاهيم والقول أن يان برونك وغيرهم من المجتمع الدولي أصبحوا ضمن حاشية الأمين العام لمجرد أن آراءهم توافقت مع مسعى الأمين العام لإقامة المؤتمر، لأن ذلك ببساطه فيه تحقّير لعقول ممثلي المجتمع الدولي هؤلاء ويضفي د.جمال على نفسه فهماً أعمق من هؤلاء لضرورات الأمن والسلم العالمي وهو ما يجانب الحقيقة دون شك .

ثاني عشر: تحدث د.جمال عن أن إعلان المباديء أنجز جله أؤلئك الذين تم إقصاءهم بإعتبارهم من غير القائمة المعتمدة في الوفد الرسمي ، وأن كنت لا أحبذ الخوض في من أنجز هذا أو ذاك أو دحض سرقة إنجازات زيد أو عبيد أو إستغلال الوسائط الإعلامية في تسويق تجارة بائرة تستند إلى حسن تغليفها ، فما كنا يوماً منذ الجولة الأولى أن تحدثنا بأسمائنا في وسائط الأعلام لنعرض إنجازاتنا في العملية التفاوضية ولم نسعى لننسبها لأنفسنا ، فهي إنجازات الجميع تتوجها وفود التفاوض وحسب ، ولكن الحقيقة تقتضي أن نقول بأن إعلان المباديء أصلاً تم تقديمه في جولة أبوجا الثانية ونشرته وسائط الإعلام آنذاك ولم يكن د. جمال أو الذين تحدث عنهم ضمن وفد الحركة لتلك الجوله أو ما تلتها ومع علمنا بأن مسودة إعلان المباديء تلك قد باتت حينها في متناول الجميع فأن إعلان المباديء الذي تم التوصل إليه في الجولة الأخيرة ليس سوى الوجه الآخر للإعلان الذي قدم سابقاً ، بيد أن صفة الإلزام في بنود الإعلان ما كانت لتجد طريقها لو أن الوفد التفاوضي الأساسي لم يلحق بتلابيب الجولة ويوقف الأجندة التي كان يراد لها أن تمرر من خلال الفوضى ولكان إعلان المباديء قد خرج في صياغته نسخة مطابقة لتوصيات المؤتمرات القاعدية للمؤتمر الوطني وهو أمر حتى حينه لم يدرك كنهه د.جمال .

ثالث عشر: تحدث د.جمال عن الملفات الشبح وكيف أن 75% من أعضاء وفد التفاوض لا يعلمون عنها شيئاً . وهو محق في ذلك لا سيما في ظل حركة يفكرالبعض فيها لتغيير كبير المفاوضين في كل جولة ليس لسبب إلا من أجل إطفاء غِلّ في جوف ملهوب ، ولكن ليعلم أن الملفات ليست بياناً ينشر في الإعلام، والملفات التي أعدت قبل ستة أشهر ظلت في مأمن من أن تخترق ، بيد أننا كنا قاب قوسين أو ادنى من تمليك تلك الملفات إلى لجان وفد الحركة في الجولة الأخيرة ، غير أن أسبوعين من الوقت أضاعته الفوضى الناتجة عن وفود العشوائية في مغالطات عن مقترحات تكوين لجان ثم ما لبثت أن عادت إلى نفس المقترحات ولم يكن والحال كذلك أن تطرح ملفات ربما وجدت طريقها إلى الطرف الآخر أو إلى التداول العام بما يفقدها عناصرها التكتيكية والإستراتيجية ، وهي عناصر الترجيح في أي عملية تفاوضية. علماً بأن أحداً في حركة التحرير لا يضمن أنه يمكن أن يكون دائماً في وفد دائم للتفاوض وهي آفة أخرى . كما أن السؤال يطرح نفسه . من كلّف من بإعداد ملفات التفاوض ؟ إذاً فالأمر كله كما قال مبادرات ، وأحسب أن من تهمه القضية بشكل أكبر يؤثر أن يترك عمله ويتفرغ ويعمل ويعد ملفات وغيره من الأعمال . أما من تهمه ذاتيته ، لا شك يبقى ويكثر من الحديث والإنتقاد دون القيام بأي مبادرات ، ومن هذا المنطلق أشد على أيد الذين ساهموا وما زالوا يساهمون في تقديم النصح والتشاور وعلى رأسهم صديقي العزيز الدكتور/ حسين آدم الحاج الذي أذكر نضاله المشترك من أجل دارفور كان قد شمل حتى الزود عن دارفور في المحافل الرياضية يوم كنا في فريق مركز شباب الفاشر للسلة والذي حقق نصراً مشهوداً على منتخب السلة لمركز شباب بحري قبل ما يقارب الثلاثة عقود . ومع كل هذا لا أبخّس أؤلئك الذين تقيدهم ظروفهم الخاصة ولم يتمكنوا من التفرغ ولكنهم يواصلون عطاءهم لدارفور في صمت في أصقاع الارض ولم يسوّقوا لأنفسهم في مزادات بخسة وما أكثرهم وما أكثر عطاءهم .

رابع عشر: لا يتخذ من فكرة إنعقاد المؤتمر أداة للمراوغة إلا من يتحدث عنها ولا يفعل ولا يبادر ، د.جمال هو ضمن القائمة التي ينتظر أن تشكل غرفة عمليات الإعداد للمؤتمر . والمؤتمر كفكرة تختمر في أذهان كل أعضاء الحركة ، لكن الفكرة لوحدها لا يمكن أن تنبت وتترعرع وتشب دون أن يبادر أحد بذلك وإذا كانت الفكرة قد أُتفق حولها فمن باب أولى بالأمانة العامة وهي الجهة التنفيذية أن تبادر إلى التنفيذ . ما بهم حقاً هو أن تكون اللجنة المناط بها الأعداد ، لجنة تعبّر حقاً عن رغبة في إعداد مؤتمر يشرّف الحركة أمام عضويتها وأمام المجتمع السوداني والمجتمع الدولي . لكننا إذا صمتنا جميعنا وبقي كل واحد منا دون حراك ستبقى فكرة المؤتمر زهرة تبدأ في الزبول حتى تموت ، وهو ما يريده الذين يتخذون من الفكرة غَزَلا دون إرتباط ، أو غزلاً بخيط عنكبوت .

بقي أن نقول ما هي ضروراتً عقد المؤتمر قبل إنعقاد الجولة المقبلة .

1- لأن معاناة أهل دارفور قد طالت وحيث أنه يجب أن تنتهي هذه المعاناة بأفضل النتائج ، يجب أن ينعقد المؤتمر قبل الجولة المقبلة ويجب أن تنظم الحركة نفسها .
2- يتحدث المجتمع الدولي ويتمنى أهل دارفور ويأمل المهمشون في السودان أن تكون الجولة المقبلة آخر جوله ، وحيث أن الامركذلك فهو يعني أننا قاب قوسين أو أدنى من ضرورة الوصول إلى إتفاق ولن تمكّن الصورة الفوضوية التي ظهرت بها الحركة في الجولة الأخيرة والتي كانت أسوأ جولة ظهوراً للحركة ، ولو لا لطف الله لكانت في نتائجها أيضاً وبالاً على الحركة ودارفور . من هنا فإن عقد المؤتمر يبقى ضرورة قبل إنعقاد الجولة المقبلة .

3- ستدخل الحركة الجولة المقبلة لتتفاوض حول القضايا الأساسية التي تم تثبيتها في إعلان المباديء . ترى كيف يمكن للحركة أن تدخل في ظل عدم إكتمال جهازها التنفيذي حتى تستطيع أن تضع برامجها وخططها التنفيذية لتشكيل لوبي مساند ورأي عام في أوساط المجتمع الدولي والمحلي بحيث يتفرغ كل شخص لعمله حتى تعمل الحركة كمصنع متكامل . إذاً هذه ضرورة تستوجب عقد المؤتمر قبل الجولة المقبلة .

4- إي إتفاق يتم التوصل إليه في إي من القضايا الاساسية يتطلب جداولا زمانية وآليات للمتابعة والتطبيق وأخرى لوضع الإستراتيجيات وغيرها للإحصاء والمعلومات ألخ .. ذلك وليس ببعيد أن نعطي مثالاً بأن تطبيق البروتكولين الذين تم توقيعهما في أبوجا في نوفمبر الماضي في ادنى مستوياته نظراً لعدم وجود هيكليه في الحركة مناط بها المتابعة والتطبيق وفق الاسس المعروفة . إذاً ضرورة إنعقاد المؤتمر قبل الجولة المقبلة أمر حتمي.

5- قضية جيش الحركة في الترتيبات الأمنية التي سيتم الإتفاق حولها يحتّم آنذاك كيفية بقاء الجيش وأماكن بقائه ووحداته وتلك الوحدات التي تدمج وترتيبات التدريب المشترك والهيئآت القيادية المشتركة مع الطرف الحكومي والذين سيتحولون إلى القوات النظامية الأخرى وأولئك الذين سيتم تسريحهم وما إلى ذلك من تفاصيل . أليس ضرورياً أن ينعقد المؤتمر قبل الجولة المقبلة حتى يتمكن الجميع من وضع هيكلية تنظم بدورها شئون الجيش وتستعد لترتيبات أمنية حسنة الإعداد .

6- في ظل ما ورد في إعلان المباديء من حوار دارفوري – دارفوري بعد الإتفاق على سلام ، ترى كيف يتسنى للحركة أن تجري حواراً قوياً تقنع بموجبه القواعد العريضة من أهل دارفور حول برنامجها كحركة قادرة على تطبيق الإتفاق وتطلب بدورها عون أهل دارفور أن يساندوا هذه البرامج دون أن تكمل مؤسسيتها واجهزتها التشريعية والقيادية والتنفيذية. أي جسم في الحركة هو الذي سيجري هذه الحوارات ؟. إذاً فقيام المؤتمر قبل الجولة المقبلة ضرورة حتمية .

7- بعد الوصول إلى إتفاق يتعين على الحركة أن تسمي ممثليها في الأجهزة الحكومية الإنتقالية المختلفة من قياديه وتشريعية وتنفيذية ، كما يتعين عليها كحركة أن تصادق على الإتفاق في مجلسها التشريعي ليصبح الإتفاق نافذاً ، وفي ظل التنافر القيادي الحالي للحركة، وغياب مجلس تشريعي، ترى كيف يمكن تحقيق تلك المتطلبات . إذاً يصبح إنعقاد المؤتمر قبل الجولة المقبلة أمراً حتمياً .

8- المؤسسية المؤقتة التي كان يمكن أن يتفق حولها في طرابلس في مستهل شهر أغسطس لتنتهي بإنعقاد مؤتمر في أكتوبر كان سيصبح تحصيل حاصل ، لأنه من غير المنطقي تسمية مجلس تشريعي إنتقالي من ستين عضواً لم يحدد مشروع النظام الأساسي الإنتقالي كيفية إختيارهم ما إذا كانوا بالتسمية أم بالإنتخاب في ظل تنافر القيادة وحدد إجتماعاتهم بعد كل ثلاثة أشهر أي أنهم لن يجتمعوا حتى إذا تم تكوينهم حتى إنعقاد المؤتمر في أكتوبر ومن ثم ففي ظل الجهد الذي سيبذل لإستجلاب مئآت لإنتخاب مجلس تشريعي إنتقالي من ستين ثم بعد شهرين يتم إنعقاد مؤتمر عام كان أولى أن تدّخر الجهود لإنجاح مؤتمر عام تستكمل من خلاله المؤسسية بشكل نهائي .

كل هذه الاسباب وغيرها كثير تفرض ضرورة إنعقاد المؤتمر لإستكمال هيكلية الحركة قبل الجولة المقبلة من المفاوضات.

تعالوا نعرف لماذا يجب أن ينعقد المؤتمر في داخل اراضي الحركة في دارفور .

1- تقول الحركة أنها تسيطر على 80% من أراضي دارفور وفي هذه الاراضي أعداد كبيرة من مواطني دارفور بينهم عدد مقدّر من أعضاء الحركة في الداخل ، وكيف يستقيم أن تعقد الحركة مؤتمرها في الخارج وهي المسيطرة على هذه المساحة الكبيرة من دارفور ؟ سؤال سيطرحه كل مراقب ، وهو سؤال يجب أن يجيب علية دعاة عقد المؤتمر في خارج أراضي الحركه وخارج السودان .

2- للحركة أعداد كبيرة من السياسيين الذين منذ أن اندلعت الثورة لم يتمكنوا من زيارة الأراضي المحررة والإلتقاء والتعايش اللصيق بمعاناة المواطنين والثوار المقاتلين والتزود بروح الثورية وقراءة الواقع ، حتى يتمكنوا من لعب دورهم فيما بعد بشكل أفضل . لذا فإن فرصة حضورهم للمؤتمر في الداخل أمر حتمي ، وهو شأن كل الثورات حيث لا ينقطع السياسيون عن العسكريين ، فلماذا تكون حركة تحرير السودان إستثناءاً . ثم أن تواجد السياسيين في الداخل ولو في فترة المؤتمر سيعزز الثقة في المقاتلين ومن ورائهم المواطنين الذين يناضلون بتواجدهم في اراضي الحركه .

3- إنتقل العسكريون إلى الخارج للإلتقاء بالسياسيين لأكثر من خمسة عشر مره رغم متطلبات تواجدهم في وحداتهم وفقاً للحسابات العسكرية ، فقد إلتقوا بالسياسيين في أبوجا في الجولات الخمس وفي ليبيا وفي إنجمينا وأسمرا وروما وغيرها . إذاً فقد آن الأوان أن ينتقل السياسيون ولو لمرة واحدة إلى الميدان للإلتقاء بأقرانهم العسكريين في الداخل ، وأحسب أنه امر ضروري بأن لا يكتب تاريخ الحركة وفي طيات صفحاته أن السياسيين لم يطأوا الميدان يوماً طوال مسيرة الثورة . من هنا فإن إنعقاد المؤتمر في الاراضي المحررة أمر حتمي .

4- يشكل نقل عدد كبير من القيادات العسكرية إلى الخارج في وقت واحد لحضور أي مؤتمر ، خللاً عسكرياً خطيراً . كما يتطلب ذلك تجهيز قوة مرافقة وملازمة من اجل الحماية والتأمين ، وهو أمر يشكل خللاً في الترتيبات التي يمكن تجاوزها فيما إذا كان المؤتمر منعقداً في الداخل . لذا فإنعقاد المؤتمر في الداخل أمر حتمي .

5- تواجد المراقبين من ممثلي المجتمع الدولي والقوى السودانية المختلفة ووكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية والإذاعات في الاراضي المحررة يتيح حقيقة أن تقف هذه الجهات على جريمة الإبادة والتشريد والنزوح بشكل واقعي ومشهود ، وأن يستمعوا إلى الضحايا فماً لأُذن وعيناً بعين وأن ينقلوا كيف تدير الحركة مناطقها وكيف تعامل مواطنيها وأن النقل المباشر من داخل موقع المؤتمر يشكل نقله نوعية لفهم المجتمع الدولي لماهية الحركة وعمق تفكيرها ومن ثم قدرتها على المشاركة في تأمين سلام شامل في السودان والمنطقة بإثرها .

6- ثقة النازحين واللاجئين والمشردين والمقاتلين تتطلب إنعقاد المؤتمر في الداخل لا سيما وهم يشهدوا تدافع المراقبين من المجتمع الدولي في شتى صوره وهو ما يعزز ثقة المواطنين بحركتهم ويزيدوا من التفاهم حولها ويزدادوا قدرة على تحمّل ما تبقى من معاناة لغد مشرق بإذن الله .

الكثير من الأسباب يمكن أن نسوقها في هذا الإتجاه ولكننا نكتفي بهذا القدر ، وهو قدر كاف للإقتناع إلا من أبى .
أنا ادرك أن هذا المقال سيخصم كثيراً من رصيدي لدى أصدقائي ولدى من تفضلوا بمتابعة جهدي المقل من الكتابة أحياناً وكذلك الذين يخالفونني الرأي وأولئك الذين يتفقون معي في الرأي ، وربما الذين سيقرأون لأول مره مقالاً عني ، لكنني أحسب أن ذلك يندرج في مفهوم تقليل الوزن الذي يجريه متسابقوا ألعاب القوى حتى يتمكنوا من تحقيق نتائج أفضل .
دعونا إذاً نوجه كل طاقاتنا لترتيب أنفسنا وفي حركة تحرير السودان على وجه الخصوص أن نكون على كلمة سواء وأن يتسابق الكل للمبادرة لإنجاح المؤتمر ، ففيه ومنه تخرج حركة تحرير السودان قوية متماسكة قادرة على تحقيق طموحات أهل دارفور خاصة والمهمشين في السودان عامة . الذين يتحدثون عن معاناة أهل دارفور ويرفضون مجرد قيام مؤتمر أوحتى يساهموا في الإعداد له أو الذين يتحدثون عن أن فترة التأجيل هي قاصمة الظهر في بقاء أو فناء أهل دارفور إنما يحاول الضحك على عقول الناس ، فالحركة قد طلبت تأجيل الجوله لتبدأ في الأسبوع الأول من أكتوبر، بينما الذين يلهثون لأن تعقد الجولة في منتصف سبتمبر، مبررين بأن معاناة أهل دارفور تزداد فإنما يحاولون عرقلة تنظيم حركة التحرير لأنهم يدركون في تنظيمها تهديد مباشر لمصالح كانت وما زالت هي المهدد الحقيقي لأهل دارفور، حكومة الطغاة أجّلت محادثات نيفاشا لدخول رمضان وذهب رئيس وفدها في إستراحه لمدة شهر، علماً بأن الصادقين كانت حروبهم في رمضان بيد أنه ليس قدوتنا في التأجيل ، وإنما المثال للعلم مع المفارقه. إن طابور المتظاهرين خلف الحكومة لعقد الجولة في منتصف سبتمبر فقط لأن الحركة تستعد لعقد مؤتمرها إنما يريدون أن يؤكدوا لأهل دارفور بأنهم كما كانوا وسيظلوا خنجراً يظل يطعن خاصرتهم أنّما لاح في الأفق أمل شفاء . إن مجرد إعلان تأسيس مفوضيه يناط بها ترتيب أمر التعويضات وحصرها لهي في حاجة لكوادر بآلاف الأشخاص ولجان بالمئآت لتغطي كل دارفور من إحصاءآت وحصر وغيرذلك من التنسيق والمتابعة والتنفيذ ، كيف بنا عندما نذهب في تنفيذ ما تحتويه ملفاتنا للتفاوض وما تختمره عقولكم وقلوبكم لدارفور ما بعد الإنتقال للصف الأول. دعونا ندعو الجميع أن ينظروا إلى ما وراء الأفق وليس تحت الأقدام فقط . دعونا نتعلم أدب الخلاف وثقافته ، دعونا ندفع ضريبة الإنتقال من الصف الثاني إلى الصف الأول بقبول تام . دعونا نفهم أن حركة تحرير السودان ، نهر ينطلق نحو مصب ، فإذا ما إنحرف رافد منه ندرك أن هذا الرافد إنما يتجاوز عائق ليستوعب أرض ويسقيها ثم يتكامل مع النهر مرة أخرى ، لا أن ينطلق ويتقطع إلى برك و يجف ثم يتلاشى إلى لا شيء وذلك بلا شك إنتقاص من النهر ومخزونه. دعونا ندرك أن المسئولية الملقاة على تأكيد قدرة أهل دارفور على الثبات في الصف الأول قولاً وعملاً واقع يشهده الناس ويعيشونه . الدمار الذي صرفت فيه حكومة الإنقاذ مئآت الملايين من الدولارات لإذلال أهل دارفور في سابقة قل ما شهدته البشريه ، يجب أن يكون الحفافز لنا لنتعلم أن أدب الحوار وثقافة الإختلام إنما يقودان إلى تحقيق الأهداف من خلال تلاقح الأفكار كما تلقّح الأشجار غير المتماثله . هناك فرق بين أن تزرع أشجاراً في حديقة بشكل عشوائي وبين أن تزرعها بتنسيق ناطق الجمال ، دعونا نفعل كذلك في أفكارنا .أما لزميلنا في الحركة د. جمال والذي تواثقنا جميعاً في الحركة تواثقاً غليظاً كنت وما زلت وسابقى أكن له الإحترام ، وإن إختلاف الرأي عندي يندرج في إطار أدب الخلاف وثقافة الحوار ، من هنا أدعوه ونفسي أن نوجّه الكثير من الجهد لخدمة القضية في قنواتها التي يفهمها وأفهمها ويفهمها جميع أعضاء حركة التحرير وذلك أولى .

عبد الجبار محمود دوسه
إنجمينا - تشاد




اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved