حركة العدل والمساواة السودانية حركة تحرير السودان

بيان مشترك

حول سير الجولة السادسة للمفاوضات في ابوجا

إلى جماهيرنا في دارفور
إلى أبناء المهشمين في كل أرجاء السودان
إلى أبناء شعبنا السوداني الصامد البطل
إلى أصدقائنا طلاب الحرية والعدالة في كل مكان

ونحن في بدايات الجولة السادسة للمفاوضات حول القضية السودانية في دارفور، نود أن نبين ونوضح جملة من المبادئ والمواقف حول القضايا الكلية المرتبطة بعملية التفاوض حول إيجاد حل سياسي سلمي وعادل وشامل للقضية السودانية في دارفور.
أولاً / إننا في حركة تحرير السودان وحركة العدل والعدل والمساواة السودانية حضرنا وبوفدين رفيعي المستوى رغبةًً منا وإنطلاقا من موقفنا المبدئي والاستراتيجي والثابت بخيار الحل السياسي السلمي والعادل كخيار إستراتيجي ، وهو مبدأ و خيار نؤمن به ولن نحيد عنه إلا إذا إنسدت آفاق وطرق نيل حقوق شعبنا وتعطلت مسيرته السلمية و المباركة نحو سودان يقوم على أسس جديدة من العدل والمساواة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، سودان تنتهي فيه صور الاضطهاد والتفرقة إلى الأبد ، بل ويكون وطنا لكل أهله الأطهار الأوفياء .. نعم أتينا وفي ذهننا هذا الهدف الكبير السامي الذي أرشد وهدى ممارستنا خلال عملية الكفاح المسلح والمقاومة، بل و حكم خطوات تعاوننا مع الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي وكل المخلصين في طريق إيجاد حل للقضية العادلة لشعبنا ... إننا أتينا إلى ابوجا إنطلاقاً من كل ما تقدم من معانٍ ومنطلقات وكذلك عهداً وإلتزاماً بالعهود والمواثيق التي قطعناها مع إتحادنا الإفريقي وأعضاء المجتمع الدولي الذين يسعون وبكل صدق وجدية لحلحلة القضية وصناعة سلام يؤمن حقوق الجميع على أسس عادلة وفوق كل ذلك وفاءاً للأمم والشعوب التي ناصرت حقوق شعبنا المشروعة فى الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية.

ثانياً / خلال هذه الجولة السادسة والتي بدأت في الخامس عشر من الشهر الجاري وحسب البرنامج المعد ، فقد شارك وفدا الحركتان وبكل جدية وفعالية في أعمال وأنشطة ورش العمل والتي كانت مفيدة للغاية ، بل ومثلت مدخلاً جيداً لقضايا وأجندة التفاوض حول جذور المشكلة وأسباب الصراع .

ثالثاً / خلال أعمال الورشة تم إعلان حكومة الوحدة الوطنية ، ولما كان للأمر من إنعكاس وإرتباط بحاضر السودان ومستقبله وبقضيتنا .. نود أن ندلي برأينا كحركتان تمثلان صوت المهشمين في كل مكان في السودان . و بقراءة عميقة لتفاصيل تشكيل الحكومة ومن خلال الاتصالات التي تمت بيننا وبين قواعدنا في كل مكان نستطيع أن نقول إن هذا التكوين وبهذا الشكل لحكومة الوحدة الوطنية جاء مخيبا لآمال وطموحات شعوب الأقاليم والمهمشين وطلاب الحرية والديمقراطية فى السودان والذين يرنون إلى سودان جديد تنتهى فيه الظلامات التاريخية وتعالج فيه وبصورة جادة وعميقة كل اختلالات قسمة السلطة والثروة فى البلاد ، بل ويكون تشكيل الحكومة مدخلا وأملا فى طريق معالجة أزمة الحكم التى لازمت السودان منذ الاستقلال بل ذهب النقد بالبعض فى ان يتساءل هل هذه حقا حكومة وحده وطنيه تمثل كل السودان ؟ ام أنها تمثل المجموعة القليلة التى تسيطر على الحكم منذ الاستقلال ؟
إن الحكومة التى أعلنت وباستثناء بعض المواقع التى أعطيت لأهلنا فى الجنوب وبعض المواقع الهامشية الأخرى التى منحت لبعض المحسوبين على الأقاليم من أتباع المؤتمر الوطنى تمثل تكريسا حقيقيا فى أبشع الصور للظلم و الإختلالات الحادة فى قسمة الثروة و السلطة فى البلاد .. إذ ما زالت تلك الأقلية من القبائل الثلاثة تستأثر و تسيطر على كل المواقع و مفاتيح و عصب السلطة و الثروة فى البلاد .
هذا أمر و زعم لا يحتاج إلى دليل أو إثبات أو جدال ، فبنظرة سريعة لتركيبة الحكومة يتضح كل شئ و ينفضح النظام ... مجموعة عرقية تمثل أقلية الأقليات تسيطر على كل شئ فى البلاد حتى أبناء الأقاليم من منسوبي المؤتمر الوطنى لم ينفعهم أو يعصمهم إنتماءهم إليه من التهميش و العزل . و بنظرة أخرى لتشكيل الحكومة يتضح مدى سيطرة عناصر الأمن و أصحاب العقلية الأمنية و القمعية عليها، فهاهم قد ظهروا من جديد يتربصون الدوائر! . نعم إنها حكومة حرب و قمع بل وأكثر من ذلك فإن جانب المؤتمر الوطنى يعكس الإنقسام الداخلى بين مجموعة البشير ومجموعة على عثمان... وبجملة واحدة نقول إن جانب المؤتمر الوطنى فى الحكومة يعيق بل و يعطل مسيرة التحول الديمقراطي فى البلاد إضافة إلى أنه ينسف جهود الحل السلمي فى كل مكان كما أنه سيزيد و يعمق الإحتقانات و المرارات نسبة للظلامات و الإختلالات الفاضحة التي كرسها هذا التشكيل الحكومى.

رابعاً / إن حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة السودانية تؤكدان مجدداً إلتزامهما الكامل والثابت بالحل السياسى السلمى والعادل كخيار إستراتيجى عبر المفاوضات الجارية فى أبوجا وتحت وساطة الإتحاد الأفريقى ورقابة المجتمع الدولى كسبيل لحل النزاع السودانى فى دارفور .
هذا الموقف قد برهناه بالممارسة العملية من خلال تعاوننا مع الأطراف المعنية منذ بداية مسيرة العملية السلمية التفاوضية و حتى الآن ، وذلك على الرغم من تعنت و مراوغات النظام و محاولاته نسف العملية التفاوضية السلمية، و فرض الحل الأمنى و العسكرى كخيار أوحد للنظام لحسم النزاع السياسى فى دارفور.

خامساً / إن حركة العدل والمساواة السودانية وحركة تحرير السودان وإنطلاقاً من موقفهما المشترك والذى أعلن فى أسمرا قبل بداية هذه الجولة تودان أن تؤكدا مجدداً أنهما تؤمنان بضرورة مشاركة وفد من الحركة الشعبية ضمن الوفد الحكومى المفاوض فى أبوجا .
هذا الموقف أتى بعد دراسة وافية وضعنا فيها مصالح وحقوق شعبنا فوق كل إعتبار وفى كل مراحل العملية السلمية إبتداءاًً من عملية التفاوض وإنتهاءاً بالتطبيق العملى والفعلى لأى إتفاق مستقبلي يمكن التوصل إلية بين الحركتين و حكومة الوحدة الوطنية .. كما أن هذا الموقف يهدف إلى إحاطة حقوق شعبنا بسياج ٍ وافٍ من الضمانات .

نعم إنه من المنطقي والعملي أن نفاوض حكومة الوحدة الوطنية بعد إعلانها فذلك ادعى إلى توفير أجواء وظروف جيدة للتفاوض، ثم أنه من حقنا ومن حق شعبنا ومن حق الحركة الشعبية لتحرير السودان أن تكون شريكاً أساسياً في حل قضية السودان في دارفور .

دمتم و دامت نضالاتكم

حركة تحرير السودان حركة العدل والمساواة السودانية